مقالات

معلومات عن محافظة الحسكة

مطيع السهو

سياسي وكاتب
عرض مقالات الكاتب

إن الكثير من السوريين ولاسيما النخب السياسية والثقافية والإعلامية لا يمتلكون المعلومات الحقيقية عن محافظة الحسكة وإن كان لديهم بعض المعلومات عنها فهي إما منقوصة أو متأثرة على الأغلب بحالة التزوير والمبالغات والتدليس الذي يقوم به بعض الشوفينيين والشعوبيين الجدد في بلادنا ولذلك يحتم علينا الواجب الوطني والحرص على نشر الحقيقة إلى عرض هذه المعلومات الدقيقة عن محافظة الحسكة والمستمدة من واقع السجلات والاحصائيات الميدانية التي قامت بها مؤسسة محلية متعددة الاتجاهات والانتماءات:
أولاً – معلومات أولية :
١ – محافظة الحسكة من المحافظات الكبيرة مساحة تبلغ مساحتها ٢٣٣٣٢ كم٢، وتتميز عن باقي المحافظات السورية الأخرى في أنها تحادد العراق وتركيا، وتتميز أيضاً بالتنوع العرقي حيث سكانها من العرب والأكراد، والآشوريين، والأرمن ، والتركمان ، والشركس ، والشيشان وكذلك بالتنوع الديني حيث فيها المسلمين، والمسيحيين، واليزيديين .
٢- المسيحيون باستثناء الأرمن هم من العرب وأقدم وجوداً من العرب المسلمين.
٣- مثّلت محافظة الحسكة حالةً من التعايش الاجتماعي الطبيعي عبر الاندماج التلقائي من دون تصنع أو نفاق بدءاً من الشراكات التجارية بمختلف فروعها حتى المصاهرة والتزاوج ، مروراً بالمنظمات السياسية المختلطة باستثناء الاحزاب ذات الطابع المحض عرقي مثل الاحزاب الكردية البارتي الكردي، والتقدمي الكردي، اليساري الكردي … الخ والأحزاب الأرمنية الطاشناق والهاشناق.
٤- ظهرت النعرات العرقية بظهور الاحزاب السياسية العرقية .
٥- تُعد المسألة الكردية السورية بمعناها الراهن من الناحية التاريخية الصرف مشكلة تركية أكثر منها سورية، وقد أكّد هذه الحقيقة عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني التركي في احد لقاءاته الصحفية سبعة أيام مع آبو .
٦- في معاهدة سيفر ١٩٢٠ ورد مشروعان الأول أرمني والثاني كردي ولكن القوميين الأكراد اعتبروا أراضي هذين المشروعين كردية وجزءاً لا يتجزأ من كردستان الشمالية بينما كانت تُعتبر أرمنية في منظور القوميين الأرمن وتشكل جزءاً من مقاطعات أرمينيا الكبرى الجنوبية الغربية، في حين اعتبرها القوميون الاتراك أرضاً تركية ، أما القوميين العرب فقد اعتبروا جزءاً كبيراً منها يقع في منطقة بلاد الشام التاريخية حيث شكلت جبال طوروس منذ عدة قرون الحد الطبيعي البشري الفاصل بين بلاد الشام والأناضول .
٧- بين ١٩٢٥ و ١٩٣٨ قام الأكراد في تركيا بسبع عشرة ثورة ضد سياسة حكام تركيا الجدد ولاسيما ثورة الشيخ سعيد بيران في 1925، وثورة سيد رضا ” دير سيم ” في 1938 .
٨- نتج عن سحق الثورات العشائرية الكردية بعد إعلان الجمهورية التركية تدفق هجرات جماعية كثيفة إلى سورية وقد تركزت معظم الهجرات في منطقة الجزيرة السورية الجزيرة العليا حسب التسمية الفرنسية في حين توجهت الهجرات الأرمنية زمن الدولة العثمانية إلى المدن السورية الداخلية .
٩- إن حالة التجنيد الالزامي الشديد والسياسات التركية القاسية في ذلك الوقت قد تسببت بفرار الكثير من الشبان الأكراد الى سورية .
١٠- عدد سكان الجزيرة السورية الحسكة في عام ١٩٣٧ كان ١٠٥٥١٣ نسمة وفي عام ١٩٤٣ كان ١٤٦٠٠١ نسمة بمعدل نمو قدره ٥،٦ ٪ أي أكثر من ثلاثة امثال تقديرات معدل النمو السكاني العام .
١١- مقدار الزيادة السكانية المحققة خلال ستة عشر عاماً ١٩٤٧- ١٩٦٣ يعادل تقريباً مقدارها خلال اكثر من أربعين عاماً ١٩٠٥- ١٩٤٧ وللجزيرة وضع خاص حيث سيتضاعف عدد سكانها تقريباً بين عامي ١٩٥٢ و ١٩٦٣ مرتفعاً من ١٦٢١٤٥ نسمة عام ١٩٥٢ الى ٢٩٣١٤٠ نسمة عام ١٩٥٩ ثم الى ٣١٦٠٨٣ نسمة عام ١٩٦٣ بمعدل نمو قياسي غير مسبوق عالمياً قدره ٦،٣ ٪ بينما كان وسطي معدل النمو السكاني العام خلال تلك الفترة نحو ٣،٧ ٪
ثانياً- معلومات جغرافية وسكانية :
١- تتكون محافظة الحسكة من مدينة الحسكة ، و4 مناطق هي القامشلي، والمالكية، ورأس العين، والشدادي، و11 ناحية هي الهول، وتل تمر، وبئر الحلو الوردية وتتبع مدينة الحسكة. والقحطانية، وتل حميس، وعامودا وتتبع للقامشلي. والجوادية، واليعربية تتبع للمالكية – والدرباسية لرأس العين – ومركدة، والعريشة تتبع للشدادي، ومن ١٧١٢ قرية .
٢- توزع القرى الجغرافي والسكاني :
الحسكة : ٤٢١ قرية منها ٣٣٦ قرية عربية ٧٩،٨١٪ – ٤٨ قرية كردية ١١،٤٠٪ – ٢٨ قرية سريانية آشورية ٦،٦٥٪ – ٩ قرى مختلطة ٢،١٤٪ .
القامشلي : ٥٦٦ قرية منها ٣٥٥ قرية عربية ٦٢،٧٢٪ – ١٨٨ قرية كردية ٣٣،٢١٪ – ٩ قرى سريانية آشورية ١،٥٩٪ – ١٤ قرية مختلطة ٢،٤٧٪ .
المالكية : ٢٨٥ قرية منها ١٤٣ قرية عربية ٥٠،١٧٪ – ١١٣ قرية كردية ٣٩،٦٥٪ – ١٧ قرية سريانية آشورية ٥،٩٦٪ – ١٢ قرية مختلطة ٤،٢١٪ .
رأس العين : ٢٧٤ قرية منها ١٦٣ قرية عربية ٥٩،٤٩٪ – ٩٧ قرية كردية ٣٥،٤٠٪ – ١٤ قرية مختلطة ٥،١١٪ .
الشدادي : ١٦٦ قرية عربية ٪ .
مجموع القرى العربية ١١٦٣ – ٦٧،٩٣٪ .
مجموع القرى الكردية ٤٤٦ – ٢٦،٠٥٪ .
مجموع القرى السريانية الأشورية ٥٤ – ٣،١٥٪ .
مجموع القرى المختلطة ٤٩ – ٢،٨٦٪ .
٣- سكان المحافظة ( حسب احصاء ٢٠١١ ) :
١٤٥٠٧٥٠ نسمة منهم ٩١٩٤٤٩ نسمة عرب ٦٣،٣٧٪ – ٤١٤٥٦٣ نسمة اكراد ٢٨،٥٧٪ – سريان وآشوريين ١١٦٧٣٨ اي ٨،٠٤٪ .
٤- عدد الملّاكين العقاريين في محافظة الحسكة المستولى على المساحات الزائدة من أراضيهم تطبيقاً لقوانين الاصلاح الزراعي : ٨١٤ ملّاك منهم ٢٤٥ ملّاك كردي ٣٠،٠٩٪ – مجموع الأسر التي استفادت من المساحات المستولى عليها ٦١٩٧٦ اسرة منها ١٢٧٧٥ اسرة كردية ٢٥،٩٦٪ .
٥- مساحة مزارع الدولة أو الحزام الأخضر ٣٠٠١٩١١ دونم، والذي أطلقت عليه الأحزاب الكردية الشوفينية تجنياً اسم الحزام العربي.
٦- عدد قرى الغمر والتي أطلقت عليها الأحزاب الكردية الشوفينية اسم المستوطنات العربية أو المستعمرات العربية والتي أنشئت بمجملها على أراضي الدولة الخالية من العمران المستولى عليها من قبل مؤسسة الاصلاح الزراعي : ٤٢ قرية اي ٢،٤٥٪ من مجموع قرى المحافظة ومجموع المساحات التي وُزعت على أسر الغمر ٨٧١١٠ دونم اي ٢،٩٪ من مساحة املاك الدولة والاستيلاء .
٧- عدد أسر الغمر التي استفادت من التوزيع ٤٠٠٠ أسرة أي ٦،٤٥٪ من مجموع الأسر التي استفادت من توزيع اراضي أملاك الدولة والاستيلاء .
وبناء على ذلك كان لا بدّ من هذين المدخلين للوقوف على أرضية موضوعية بعيداً عن الادعاءات المزيفة من حيث أن الشعب الكردي يعيش على أرضه التاريخية وأن كردستان الكبرى قد وُزعت بموجب انفاقية سايكس – بيكو لعام ١٩١٦ وسان ريمو لعام ١٩٢٠ على دول أربع ، إحداها سورية التي احتوت على الجزء الغربي حسب زعم الاحزاب السياسية الكردية الشوفينية .

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. اختيار موفق لموضوع حساس في فترة حرجة من تاريخ سوريا
    هذا التفنيد التاريخي لتاريخ الحسكة التي تعيش حاليا تناقضات عرقية
    عميقة صنعها المتربصون الذين لا يرعون إلاٍّ ولا ذمة لمجتمعاتنا العربية المسلمة التي آوتهم واحتوتهم في زمن كانوا فيه يعانون الضياع والتشرد والقتل
    شكرا لك أستاذ مطيع السهو على هذه الشهادة التاريخية المصنفة في زمن التزوير

  2. حياك الله أخي الغالي أبو سعد موضوع يعطي الكثير من الضوء على أهمية تكالب قوى خارجية معادية لوضع مسمار جحا(الاكراد) في الجزيره السورية وتفعيله وإشعال فتيله في أي وقت يناسبهم في حال ضهرت على الساحة أي حركة وطنية تزعجهم وتهدد مصالحهم. لقد درست الصف الأول ١٩٦٣في المالكية ودرست الصف والسابع والثامن ١٩٧٠ في الدرباسية وكان السكان العرب فيهما يزيدون بكثير عن الأكراد
    وكانت القبائل العربية طاغية بطابعها على البنية الديموغرافية آن ذاك
    ولو استطعت أن تحصل على كتاب الكاتب محمد عزت دروزة العرب والعروبة في القرن الحادي عشر الهجري الجزء السادس حيث هناك درس فيه ووضح البنية الديموغرافية وزار كل القبائل العربية وماتملك في الجزيرة السورية وكل سورية بشكل عام موثق وإحصائيات مرفقة لكل منطقة. شكراًلك على هذه اللفتة االفاضلة وبارك الله بجهودك.

    1. تنوه اسم الكاتب. العرب والعروبة من القرن الثالث حتى القرن الرابع عشر الهجري – محمد عزة دروزةدار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر – دمشق 1959م

  3. مقالتك تمثلك انت فقط والعين ما بتعلا عن الحاجب وكل حكيك بلعكس ودليل ماعندك ضمير وانك تمثل العروبة الكاذبة
    وطالما امثالك من البعثين موجودين وبهلعقية بحياتو الشعب السوري مارح يتفق

  4. إذا قرأت وخرجت بلب الحديث فأنت راشد .. وإذا قرأت ولم تفقه شيئاً عذراً فأنت جاهل.
    كلام دقيق وصحيح من استاذ ومعلم وشاهد على وابن هذه المنطقة ترفع له القبعة يرفع ستار الظلام عن هذه المنطقة المغتصبة المغدورة ،،
    تحياتي لك استاذ مطيع

اترك رداً على Hlal m Ali إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى