مقالات

دخلت المرحلة الثالثة من الوباء..”كورونا” تجمد “الحراك” وتفرغ الشوارع وتوقف حركة النقل بالجزائر

فضيلة بودريش

كاتبة صحافية من الجزائر
عرض مقالات الكاتب

بدت شارع العاصمة الجزائرية والعديد من الولايات الكبرى، شبه خالية من المارة  ومن المركبات، مع تسجيل تراجع كبير في حركة السير عبر الطرقات التي كانت تشهد في السابق ازدحاما شديدا وخانقا، بفعل دخول اجراءات الحجر الصحي المتخذة للتصدي لانتشار جائحة كورونا القاتلة حيز السريان، وشرعت قوات الأمن وكذا الحماية المدنية في تعقيم الساحات العمومية ومختلف محطات النقل.

خوف ورعب شديدين يسيطران على الكثير من المواطنين الذين استجابوا لإجراءات اتخذتها الحكومة والمتمثلة في امتثال الأسر للحجر الاجتماعي أي التزام البقاء في البيوت وعدم الخروج إلا للضرورة، خوفا من تفشي عدوى الفيروس، على خلفية أن سيناريو ما يحدث بإيطاليا بات يبث الهلع في النفوس. وكان وزير الصحة الجزائري عبد الرحمان بن بوزيد قد كشف أن الجزائر دخلت المرحلة الثالثة من انتشار الوباء، علما أنه تم تسجيل 139 إصابة و15 وفاة، لكن الوزير طمأن بطريقة غير مباشرة، عندما قال أن الفرق بيننا وبين إيطاليا أن الجزائر اتخذت احتياطاتها منذ البداية. كاشفا في سياق متصل أن أقنعة الوقاية متوفرة في المستشفيات، مفندا وجود أي نقص في المواد الطبية. واستفاد من عطلة استثنائية مدفوعة الأجر خلال 14 يوما، حوالي 50 بالمائة من مستخدمي كل مؤسسة و إدارة عمومية ومختلف الهيئات ذات منفعة عمومية.

في وقت تستقبل فيه مطارات وموانئ الجزائر الآلاف من المسافرين والمغتربين العائدين إلى وطنهم في رحلات استثنائية بعد غلق جميع المنافذ، من عدة دول على غرار فرنسا وإسبانيا وروسيا والنمسا ومصر ودبي وتركيا وتونس، وكل طائرة أو باخرة ترسو، يوجه فيها المسافرون إلى الحجر الصحي، الذي يعد إجباريا لكل شخص لمدة 14 يوما تحت حراسة مصالح الامن والدرك في الفنادق.

اختفى منذ يوم الجمعة صوت الحراك الشعبي الذي كان يرفع كل أسبوع مطالبا سياسة واجتماعية واقتصادية، وينتقد هامش الحريات المتاح، حيث منعت الجزائر التجمعات والمسيرات تحت أي عذر بسبب وباء “كورونا”، وقبل ذلك ألغت النشاطات الثقافية والرياضية والاقتصادية وأغلقت المدارس والجامعات والمساجد وقاعات الحفلات والمطاعم والمقاهي. وقالت وزارة السياحة أن عدد الهياكل التي تم تسخيرها لفائدة الحجر الصحي، تقدر بنحو 53 مؤسسة فندقية، لاستقبال 6515 مسافر عائد إلى أرض الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى