مقالات

من أجل إنقاذ سورية

علي حسن بك

سياسي سوري
عرض مقالات الكاتب

استكمالاً للمقال السابق “سورية في زمن الكورونا” الذي أشرت فيه على أن الأسرة الأسدية الحاكمة تنظر إلى العلويين في الساحل السوري -الذين هم جزء من الشعب السوري -على أنهم أجراء يعملون عندها، ومن ثم لا يهمها ما يقدمون لها من تضحيات على حساب حياتهم وعيشهم المشترك بسلام ووئام مع أهلهم السوريين حتى لو قتلوا وهلكوا على بكرة أبيهم من أجل استمرارها في السلطة، ولذلك ما الذي يجبرهم على التضحية والموت من أجل أسرة من القتلة والعملاء للأجنبي أجرمت في حق الشعب السوري؟ فقامت بالاعتماد على عصابات طائفية لبنانية وعراقية وافغانية وباكستانية، وفي ظل حماية نظام الملالي في إيران والنظام المافيوي في روسيا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد أهلهم، ولهذا يحتم الواجب الوطني على نخبهم الواعية التوقف للحظة وإعمال العقل وطرح السؤال عليهم: هل سلامة مستقبل الطائفة العلوية في سورية هو باستمرار الاصطفاف مع هذه الأسرة المجرمة التي تفتك بأهلهم السوريين ،وتحملهم المسؤولية القانونية معها أو التخلي عنها وإعلان الثورة والاصطفاف إلى جانبهم؟
ومن الناحية الوطنية والأخلاقية والإنسانية من أجل إنقاذ سورية والشعب السوري لا بد أن يكون جوابهم على أن سلامة مستقبل الطائفة العلوية في سورية يكون بإعلان التخلي عن تلك الأسرة المجرمة الفاسدة، وإعلان الانضمام إلى الشعب السوري الثائر الذي هو أهلهم وعزوتهم وقوتهم وضمان مستقبلهم.
إن الأهداف التي نادى بها الشعب السوري من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب كانت تتلخص بالمطالبة بالحرية ونظام ديمقراطي قائم على التعددية السياسية واحترام كرامة الانسان السوري كبشر كرمه الله؛ وإن الشعب السوري هو واحد، ولكن هذه الأهداف النبيلة الانقاذية للجميع تراجعت إلى الخلف، وظهرت أمام الشعب السوري الثائر التواق إلى الحرية والحياة الكريمة ثلاث عوائق كبيرة خلقها نظام الأسرة الأسدية المجرمة الفاسدة، وهذه العوائق هي الطائفية والاحتلالات والإرهاب، فالطائفية كانت الواسطة التي أقام رب الأسرة الأسدية حافظ الأسد نظام حكمه عليها لاعتقاده بأنها سوف تحميه، ولذلك عندما اندلعت الثورة السورية مارس النظام وبشكل علني الطائفية في عمليات القتل والاعتقال والتهجير ،من أجل دفع الثائرين إلى ردة فعل طائفية من أجل التفاف الطائفة العلوية حوله.
كما أن النظام كان وراء جلب كل الاحتلالات ولاسيما الاحتلال الإيراني والاحتلال الروسي، بالإضافة إلى استدعاء العصابات الطائفية اللبنانية والعراقية والافغانية والباكستانية.
كما أنه كان وراء نشر الإرهاب في سورية من أجل أن تكون له ذريعة في ادعاء محاربته ،مع أن النظام كان دائماً على قائمة النظم التي تمارس وترعى الإرهاب في قائمة وزارة الخارجية الأمريكية.
ومن البديهي أن حال الشعب السوري سيبقى على ما هو عليه إذا استمرت هذه الأسرة المجرمة في السلطة، والتي بيد الطائفة العلوية تحميلها المسؤولية الجنائية والتخلي عنها وإنقاذه، ومن ثم المشاركة في بناء النظام السياسي الجديد القائم على الحياة الحرة والعيش المشترك الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى