منوعات

هدية لا تقدر بثمن

د. مصطفى عبد القادر

أديب وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

مساء /20/آذار من عام 1958 توجه كاتب الكلمات المعروف حسين السيد إلى منزل أمه لتهنئتها بعيد الأم مسبقا نظرا لكثرة انشغالاته، وخشية أن لايتاح له ذلك لاحقا.
حين صعد إلى الطابق السادس وقبل أن يقرع الباب تذكر أنه قد نسي شراء هدية لأمه. ..فعز عليه النزول والصعود مرة ثانية نظرا لارتفاع المسافة وهو المريض في القلب .
التقط أنفاسه…جلس قرب العتبة. …أخرج ورقة صغيرة من جيبه، وكتب قصيدة تتغنى بالأم.بعد دخوله وتقبيله ليد أمه ورأسها قال لها
-:ده أنا جايبلك هدية حلوة أوي يما.
-:وإيه هي يبني؟ .
-:هدية كبيرة هتنبسطي عليها.
-:وليه بتغلب روحك معايا يضنايا؟ أنا لما بشوفك بصحة كويسة دي تبقى أكبر هدية من ربنا ليا.
تلى على مسامعها قصيدته التي كتبها للتو. ..وأكد بأنها ستغنى وتبث غدا من الإذاعة المصرية. فرحت الأم كثيرا،فتشكرت ابنها معبرة عن سعادتها بما سمعت
-:يسلم بقك ياحبيبي.
عقب توديعه لها يمم وجهه صوب منزل صديقه محمد عبدالوهاب واضعا إياه بصورة الوعد الذي قطعه على نفسه أمام والدته. ..
عصر اليوم التالي أي في /21/آذار انتهى عبدالوهاب من تلحين الكلمات. ..استدعى المطربة فايزة أحمد، فجاءت من فورها. ..وبدأت بروفاتها مع الفرقة الموسيقية…وحين أشارت عقارب الساعة إلى العاشرة من ليل القاهرة. ..بثت الأغنية من الإذاعة المصرية. …فسمعتها من كتبت لأجلها…تمايلت معها طربا ونشوة وهي دامعة،بينما لسانها يلهج بالدعاء
-:ربنا يديك الصحة؛ والنجاح،وطولة العمر يبني.
لله در الأمهات. ..ماأعظمهن
لله در البر بهن …ماأروعه
لله در (ست الحبايب)تلك الأغنية الخالدة التي لن تمحى
من ذاكرتنا مابقيت.. .وبقينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى