مقالات

تونس، خطاب الرئيس المفلس

أحلام رحومة

إعلامية وباحثة تونسية
عرض مقالات الكاتب

شكرا سيدي الرئيس، لقد أفحمتنا بخطابك. انتظرنا طويلا وبعد ذلك خرجت بخطاب إنشائي خالي من كل الصرامة في الإجراءات وارتباك واضح على جسدك وإماءتك.
شكرا سيدي الرئيس الأزمة التي تمرّ بها البلاد بل العالم برمته تتطلب هذا التريث والتأخر في خروجك لشعبك الذي طالما تغنيت به وقلت (الشعب يريد. الشعب يريد.)
شكرا سيدي الرئيس على هذه الخطبة العصماء وقرار وحيد الذي هو (حظر التجول) في توقيت معظم الناس في منازلها وليس هناك ذروة وازدحام. وهنا أخبرك أنه لا خير في خطابك ولا خطاب رئيس حكومتك الفخفاخ فكلاكما يصدق عليكم القول (تمخض الجمل فأنجب فأرا).
سيدي الرئيس سؤال يطرح نفسه ماهي صلاحياتك؟ وما الذي أخرك في الخروج لشعبك؟ إن خطابك لم يكن في مستوى آمال الشعب المفقر والمنهك. لقد فشلت في إقناع شعبك الذي انتخبك، حيث أنك لم تتخذ إجراءات تثلج صدر الشعب وتطمئنه. لقد أظهرت ـن تونس بلاد تعيش على التسول. وبالتالي أهنت بلدك وأهنت كرامة شعبك.
حتى اختيارك للغة العربية لم يكن لها موجب لأنه وجب مخاطبة الشعب في مثل هذه الأوضاع والكوارث بلغته وتهدئته. لقد أحبطتنا سيدي الرئيس لأننا كنا ننتظر إجراءات أكثر مثل إيقاف سداد فواتير الكهرباء والماء، أو إيقاف اقتطاع من الأجور لمن انتفع بقرض من البنوك بغرض غير فتح مشروع، مثل الضرب بيد من حديد على أيادي المحتكرين وتجار الأمن الغذائي الجدد.
سيدي الرئيس لقد أخطأت في حساباتك إن ظننت أن هذا الشعب لا يعرف مصلحته وأنه لا يعرف كيف يدير أزمته. هل تعلم أن خروجك كان صدمة للجميع من انتخبك ومن لم ينتخبك. سيدي الرئيس مثل هذه الأزمات تتطلب صرامة وقوة شخصية وقوة إجراءات وصرامة في اتخاذ القرارات.
مع الأسف سيدي الرئيس لم تحترم مشاعر شعبك ولهفته لخطابك وقراراتك. ولم تحترم عقل الشعب الذي اختارك في صناديق الاقتراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى