مقالات

سورية في زمن الكورونا!

علي حسن بك

سياسي سوري
عرض مقالات الكاتب

السلطة التنفيذية التي يقودها رجال دولة أو رجال سياسة أكفاء يعملون من أجل تقدم ورقي شعبهم ورفعة منزلة دولتهم في الساحة الدولية، وبما أنهم مسؤولون أمام شعوبهم، فإن أي حادثة أو أزمة لها تأثير على الرأي العام أو خطأ أو تقصير أو فشل أو اخفاق في الإيفاء بالوعود من قبلهم أو من قبل من يعمل معهم بالفريق التنفيذي فإن حبهم واحترامهم لشعبهم الذي يسهرون على خدمته وراحته ويعملون على رفع مستوى رفاهيته يسارعون مباشرة إلى تقديم استقالاتهم الفردية أو الجماعية والاعتذار من شعبهم وفي بعض الأحيان لا يتوانون من الانسحاب من الحياة السياسية والعامة.
ولكن في العالم العربي ومنه سورية لا تخجل الأنظمة الاستبدادية من حكم شعوبها بالقوة المفرطة، ولا تتوانى من اضطهادها، وتغييبها في السجون، وقتلها وتهجيرها، وتدمير مدنها، وسرقة ثرواتها، وتخلفها واعادتها إلى ما قبل العصر الصناعي؛ كما أنها لا تخجل من العمل كنظام وظيفي لتأمين مصالح دولة إقليمية أو دولة كبرى أو دولة عظمى، فنظام الاسرة الأسدية الذي يحكم سورية منذ 1970، والذي ثار الشعب السوري العظيم عليه في اذار 2011 بسبب استبداده وفساده واجرامه وفئويته وأسقطه برفضه له، ما يزال يصر بوقاحة منقطعة النظير على أنه قد هزم شعبه وانتصر عليه، مع أن الخسائر المادية تقدر 300 مليار دولار، والبطالة وصلت إلى مستوى 80%، والسوريين الذين تحت مستوى خط الفقر يصلون إلى 90%، فضلاً عن ملايين المهجرين والنازحين، وعشرات الآلاف من المعتقلين ومثلهم من المفقودين، ومئات الآلاف من الشهداء، وكذلك عدة احتلالات إقليمية ودولية.
ومن جانب أخر فقد اعتراف نظام الأسرة العصابة أن 100 ألف من أبناء الساحل قد قتلوا، ولا شك أن هؤلاء قد ضحت بهم الأسرة الأسدية المجرمة لكي تبقى في السلطة.
ومن الجدير بالإشارة هنا أن الأسرة الاسدية الحاكمة تنظر إلى الطائفة في الساحل السوري التي هي حاضنتها على أنهم اجراء يعملون لديها وهي من صنعتهم بحيث أنها لا تتوانى في حال شكل أي فرد منهم خطورة على استمرار بقائها في السلطة من القيام بتصفيته حتى وإن كان من المفاصل الرئيسة في السلطة، وهذا ما حصل مع اللواء غازي كنعان واللواء محمد منصورة وخلية الأزمة.

والسؤال الذي يطرح هل يستحق الشعب السوري وسورية كل هذا من أجل بقاء هذه الأسرة المجرمة؟ وهنا السؤال موجه بشكل خاص إلى أهلنا العلويين في الساحل السوري!
ولذلك، إن التخلي عن أسرة الأسد المجرمة، وعن هذا النظام الباغي الذي لا يمثل إلا نفسه هو خلاص لنا جميعاً نحن السوريين، ومن ثم العمل معاً من أجل بناء النظام السياسي الديمقراطي القائم على تطبيق الحرية والمواطنة، والحصول على كامل الحقوق والقيام بكامل الواجبات، ومن ثم عودة سورية إلى مكانها الطبيعي في الساحة العربية الدولية، ولاسيما أن هذا الأمر بيدكم، فأنتم من يستطيع حفظ أرض وشعب ومستقبل سورية، فلا تنسوا أنكم أحفاد صالح العلي، وبدوي الجبل، وأخوة عبد العزيز الخير.
لقد عاش الحب في زمن الكوليرا، في رواية الأديب الكولومبي ماركيز، فهل ستعيش سورية بكل أهلها الطيبين في زمن الكورونا ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى