مقالات

بعد تسجيل 60 إصابة و5 وفيات بالجزائر.. “كورونا” توقف مسيرات الطلبة وتغلق المساجد

فضيلة بودريش

كاتبة صحافية من الجزائر
عرض مقالات الكاتب

قرر الطلبة الذين تعودوا على التظاهر في مسيرات سلمية كل يوم ثلاثاء على تعليق حراكهم مؤقتا تخوفا من انتشار جائحة “كورونا”، بعد تسجيل الجزائر لنحو 60إصابة مؤكدة و5حالات وفاة، حيث تحلوا بسقف عال من الوعي والنضج، بل تجندوا من أجل تحسيس العديد من “الحراكيين” الذين رفضوا تأجيل هذا الخيار، من خلال استبدال لافتات سياسية بأخرى تحسيسية للوقاية من هذا الوباء القاتل.

غصت ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة اليوم الثلاثاء، والتي عادة تحتضن انطلاقة المسيرات الطلابية نحو ساحة البريد المركزي بطلبة حضروا بأعداد متفاوتة، لكن هذه المرة ليس للتظاهر ورفع مطالب سياسية واجتماعية، وإنما من أجل مكافحة وباء “كورونا” القاتل، خوفا من انتشاره في رقعة أوسع، حيث وزعوا مناشير توعوية وقفازات وكمامات، ورفعوا شعارات كتب فيها: “متطوعون من أجل الجزائر”

شهدت صبيحة اليوم ساحة الشهداء بوسط العاصمة، وهي الساحة التي تسجل منذ أشهر عدّة،  انطلاق المسيرة الطلابية المطالبة بالتغيير، تجندا كبيرا لعدد من الطلبة الجزائريين، وهم متطوعون لنشر كل ما من شأنه المساهمة في محاربة ومكافحة وباء كورونا الجديد الذي يعصف بالوطن.  ولم يسلم هؤلاء الطلبة من سيل انتقاد حراكيين كانوا متواجدين بعين المكان، مما أدى إلى نشوب ملاسنات ومشادات كلامية، حسم فيها المواطنون الذين يقطنون هذا الحي من سكان العمارات وأصحاب المحلات التجارية، الذين دعموا الطلبة ووقفوا إلى صفهم. من جهة أخرى أكمل المتظاهرون المتمسكون بالحراك، المسيرة ضاربين عرض الحائط كل الأخطار التي تلوح في الأفق إلى غاية شارع باستور، وسرعان ما اصطدموا بقوات حفظ النظام، الذين وضعوا حدا للمسيرة ولخطر تفشي الوباء المرعب. وكانت الجزائر مؤخرا قد اتخذت سلسلة من التدابير الوقائية أولها غلق المدارس والجامعات ثم جاء قرار غلق المساجد وتوقيف صلاتي الجمعة والجماعة مع الحفاظ على رفع صوت الآذان، إلى جانب تعليق مختلف الرحلات الجوية والبحرية نحو اوروبا  وعدة دول افريقية ودول عربية على غرار كل من تونس و القاهرة و دبي و الدوحة و الأردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى