مقالات

كورونا تشل المدارس والجامعات وتفشل في وقف حراك الجزائريين

فضيلة بودريش

كاتبة صحافية من الجزائر
عرض مقالات الكاتب

خرج الجزائريون للتظاهر في جمعة جديدة تعد الــ56 منذ انطلاق الحراك الشعبي بأزيد من سنة، غير آبهين بتحذيرات عديدة من انتشار فيروس كورونا في التجمعات الشعبية، وكانت السلطات الجزائرية قد أعلنت نهاية الأسبوع، إغلاق المدارس والجامعات والمعاهد ومراكز التكوين المهني ومدارس قرآنية، حرصا منها على منع انتشار الفيروس، الذي انتقل عبر مغتربين من فرنسا ورعايا إيطاليين يعملون بحقول النفط الجزائرية. علما أنها سجلت في آخر حصيلة 26 إصابة شفيت منها10 حالات غادرت الحجر الصحي، لكن أفضى هذا الفيروس السريع الانتشار إلى وفاة حالتين فقط.
يتمسك “الحراكيون” مرة أخرى بخيار مواصلة التظاهر والسير عبر الشوارع الرئيسية، كل يوم جمعة وكذا ثلاثاء بالنسبة للطلبة، من أجل التأكيد على التشبث بسلسلة من المطالب المرفوعة، التي تتنوع ما بين المطالبة بالتغيير الجذري واستئصال شأفة الفساد، والتشديد على إطلاق سراح معتقلي الرأي وتعميق حرية التعبير، مع توسيع هامش الحرية للجميع.

إذا يتواصل الحراك الشعبي بالعاصمة وعبر العديد من المدن الجزائرية الكبرى، مطلقا أصواتا تنتقد الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، و تطالب بإرساء إصلاحات عميقة وإحداث تغييرات في منظومة الحكم والترسانة التشريعية، وبالموازاة مع ذلك لم يأبه “الحراكيون” بالدعوات التي رفعها المسؤولين، من أجل تجنب التواجد في التجمعات الشعبية، تفاديا للعدوى بفيروس “كورونا”. ورغم أن الدولة الجزائرية اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية والوقائية، لمنع انتشار عدوى “كورونا”، لكنها فشلت في إقناع أصوات الحراك عن تأجيل التظاهر، حيث اتخذ قرار وقف نشاط المدارس والجامعات، حتى البرلمان قام بتأجيل نشاطاته العامة إلى وقت لاحق، كما أن وزارة الثقافة أعلنت تأجيل مختلف تظاهراتها ونشاطاتها الثقافية، وبالموازاة مع ذلك قررت شركة الخطوط الجوية عن إلغاء جميع رحلاتها نحو اسبانيا، واتفقت مع المغرب على تعليق الرحلات الثنائية، مع تخفيض عدد الرحلات نحو فرنسا بسبب تفشي فيروس كورونا. ويبدو أن كل هذه الاجراءات الوقائية لم تكن كافية في نظر العديد من الجزائريين المتخوفين من العدوى بالفيروس، حيث طلبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي من السلطات، اتخاذ إجراءات أكثر فعالية، من خلال الإسراع في تعليق مختلف الرحلات نحو أوروبا أو على الأقل مع الدول الأوروبية التي تحولت إلى بؤر حقيقية للفيروس، أي على غرار إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وحتى إنجلترا. وتحرك العديد من الجزائريين عبر وسائط التواصل الاجتماعي، من خلال تنظيم حملة تحسيسية للمغتربين بأوروبا، لإقناعهم على عدم السفر إلى الجزائر إلا في الحالات القاهرة، لتفادي انتشار الفيروس الذي بات مرعبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى