مقالات

تركيا بين التحديات والتطلعات

أحمد هلال

كاتب وحقوقي مصري – عضو منظمة العفو الدولية
عرض مقالات الكاتب

تركيا هي أرض الحبشة فيما قبل الهجرة
هي قبلة كل المستضعفين في الأرض لأن فيها حاكم عادل قرر أن يعلم العالم كله أن المبادئ لابد أن تتقدم على المصالح، وأن الكرامة الإنسانية تعلو كل المصالح المادية ،وأن قيمة الإنسان تظل هي محور ارتكاز الحياة و استمرارها ،وأن حماية النفس من أولى المقاصد الخمس للتشريع الإسلامي الحنيف.

ومن هنا فتحت تركيا أبوابها لكل المضطهدين في العالم ،
تحملت تركيا وحدها النصيب الأكبر من إيواء اللاجئين وخاصة شعب سوريا الشقيق ،على أرضها ما يقترب من خمسة ملايين سوري مهاجر ،لم تفتح لهم دولة أبوابها ولم تستوعب أي دولة في العالم مثل هذا العدد من اللاجئين ،أضف إلي ذلك اللاجئين والمطاردين من كل دول العالم بصفتهم معارضة ضد الأنظمة المستبدة في بلادهم،أو المهاجرين نتيجة الإضطهاد العنصري. اوالطائفي أو الديني.

كان من شعار تركيا الدائم أنتم المهاجرين ونحن الأنصار،وبرغم تعقيدات المشهد السياسي الإقليمي وبرغم أن ملف اللاجئين يتسبب في مشكلات معقدة وكبيرة سياسيا واجتماعيا ،وأصبح يمثل عبئا كبيرا على الحكومة التركية. وأمام خسة ونذالة الحكام العرب وخصوصا دول الخليج العربي في رفضهم إستقبال أعداد من إخواننا السوريين ،فلم يكن هناك بديل أمامهم غير تركيا التي تحملت هذا الملف من باب المبادئ والأخلاق وليس من باب المصلحة ،

وبالرغم من أن أوروبا وروسيا وأمريكا هما سببا رئيسا في معاناة الشعب السوري بمساعدتهم للمجرم بشار خارب الديار وأطماعهم في سوريا المنهكة وليبيا ،
فقد ظلت تركيا على اتفاقاتها برعاية اللاجئين وعدم فتح الحدود للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا ،

ولأن المؤامرة تتجاوز حدود ليبيا وتحويلها إلى ساحة قتال عالمية وكذلك سوريا المنهكة التي مزقوها ،فإن مخططهم لم يتوقف عند ذلك بل يطمعون في إسقاط تركيا والغدر بقواتها في شمال سوريا والضربة الخسيسة ،
فإن الخيارات تصبح مفتوحة أمام القيادة السياسية التركية لتاديب هؤلاء المعتدين ،

الجالية السورية الكبيرة تتطلع إلى الذهاب إلى أوروبا التي خربت بلادهم وطردوهم من ديارهم ،فعليهم ان يدفعوا ثمنا لأطماعهم ،بغزو سلمي و إحتلال و إستبدال ،
فلتذهب أوروبا وروسيا إلي ليبيا وليذهب العرب والمطاردين إلي أوروبا وروسيا وأمريكا ويكون غزوا مقابل غزو و احتلالا مقابل احتلال. ،

وعلى جميع دول المغرب العربي أن تحذو حذو ما تفعله تركيا اليوم أن تترك كل المهاجرين يذهبوا إلى أوروبا ،
إذا تم الزحف الشعبي سيخضع كل رؤساء أوروبا وتتوقف أطماعهم ،وسيتخلصون من أذنابهم في دولنا العربية ،وسيحترمون رغبات الشعوب العربية عندما تختار حكامها من خلال انتخابات نزيهه تحقق مصالحهم في حياة أدمية محترمة

لدى تركيا أوراق ضغط هائلة تستطيع إخضاع أوروبا وروسيا ولن تنكسر الدولة التركية لأنها في مرحلة صعودها بإذن الله وبركاته ،
عدم سقوط ليبيا وفشل الإنقلاب فيها ومساندة تونس للعبور إلي حصد نتاج الثورة ،و إفشال حصار قطر ،وتطهير الشمال السوري ،اربك حسابات المخططين وافشلها ،لكن للنجاح ضريبة وثمن وستذهب تلك المحن بتركيا إلى بعيد حيث العام 2023 الذي تخشاه أوروبا وروسيا وامريكا ،وسيكون للمسلمين شأنا عظيما واسما كبيرا ورقما صعبا بصعود تركيا ،


النجاحات السياسية التي حققتها تركيا في السنوات الأخيرة، يشير إلى أن هناك تغيير قادم وبقوة وربما يكون سعي تركيا إلى تشكيل حلف قوي في مواجهة ما يسمى بمحور الشر ربما يكون بداية لتغييرات جوهرية، ربما يأتي التغيير من حيث لا نحتسب، ومن داخل المحن و العثرات تتولد الانطلاقات و النجاحات ،
والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى