مقالات

اتفاق أم لا اتفاق؟!

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

مرت أيام سوداء بل وحالكة السواد على أهلي وإخوتي وأبنائي وبناتي في الشمال السوري، والقلب منه إدلب الخضراء، تسارعت في هذه الأيام أحداث التدمير الهمجي الذي مارسته مجموعة قوى الشر، روسيا المافيوية بقيادة المجرم بوتين، وإيران ملالي الضلال، ومعهم المجرم الخائن بشار وعصابته، التي تجردت من جميع القيم وظهرت على حقيقتها العارية والناصعة بعدائها للشعب الذي تنتمي إليه، في السكن المادي، لا الحقيقي.
مرّت امام ناظرينا بعد التعفيش، عمليات نبش القبور وانتهاك حرمات الموتى وقدّم هؤلاء الدليل المادي والمحسوس على العداء المتأصل للشعب الذي يشاطرونه السكن، تحت اسم الوطن.
وكان لمنظر أهلي في إدلب، وهم ينزحون من بيوتهم وسكناهم ومدنهم وقراهم ما يدمي القلب قبل العين، بينما ران السكون التام على أمتنا العربية، من المحيط إلى الخليج، وأمتنا الإسلامية الأعم، الذين يشاهدون إخوتهم وهم يهيمون على وجوههم تحت زمهرير المطر والثلج، تتقاذفهم الرياح العاتية، وأما مايطلق عليه مجتمعًا دوليًا وبخاصة جيراننا الأوربيين، فقد استقالوا جميعًا من مسؤولياتهم التي أناطها بهم ميثاق الأمم المتحدة. في خلال هذا المشهد اجتمع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع الرئيس الروسي، المجرم بوتين، في موسكو لساعات طوال، دون تواجد الحليف الروسي الأسدي (إيران) وكذلك، فيما اعتقد دون تنسيق مع شيء اسمه، معارضة سورية وانتهى الاجتماع بمؤتمر صحفي، من أهم نقاطه وقف إطلاق النار، وتسيير دوريات على طرقات محددة.
سألني العديد من الإخوة السوريين عن رأيي في هذا الاتفاق ، خاصة الأخ العزيز أحمد الهواس، فقلت:
كيف لي أن اكتب أو أعلق على اتفاق لم يعلن ولم تنشر تفاصيله؟! إلا أن أهم ما لمسته من هذا الاتفاق، إذا كان قد تم فعلا اتفاق بين الرئيسين، إنما هو وقف لإطلاق النار، وتسيير دوريات على إحدى الطرق، وفي رأيي المتواضع، أنه إذا كان فعلًا قد تم اتفاق بين الرئيسين، فقد اكد هذا الاتفاق على أن اللاعب الرئيس في الشمال السوري، هو الجانب الروسي والتركي الذي تربطه بسورية حدود طويلة يدافع فيها عن أمنه القومي. وهذا حقه وحق الجوار، بخلاف روسيا بوتين التي حطت رحالها في بلدنا بخيانة من بشار وعصابته، ومن هنا فكيف يمكن تنفيذ وقف لإطلاق النار إذا لم يكن هذا المجرم مع سيده المجرم الآخر خامنئي، قد وقعا على هذا الاتفاق؟

من هنا أقول: بأن وقف إطلاق النار سوف لن يصمد، وقد بدأ الخرق فعلا، وكذلك أتساءل عن مدى التنسيق، إذا كان ثمة تنسيق، بين أصحاب الحق والمصلحة هنا وهم السوريون وبين الجانب التركي الشقيق والجار، والذي نحبه ويحبنا!
كل ذلك بقي مجهولًا على الأقل بالنسبة لمن يريد ان يعلّق أو أن يدلي بدلوه في التعليق على هذا الاتفاق، والأيام ستكشف أن هذا الاتفاق لم يكن سوى لتوقيف الانهيار الكامل للمشهد في استانا وسوتشي، والتقاط للأنفاس، من أجل المرحلة المقبلة التي ارجو أن تكون عاملاً لتوحيد صفوف السوريين، وإيجاد قيادة ثورية، تجمع السلاح مع السياسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى