مختارات

الدول لا تنسى تاريخها – بوتين وكاترينا وأردوغان وعلي بك الكبير

عامر عبد المنعم

يتعاملون مع المسلمين بدوافع دينية وعقدية وتاريخية، ولا توجد في العالم دولة علمانية متخلية عن دينها وتاريخها غير في بلاد العرب.

تعمد الرئيس الروسي بوتين لقاء أردوغان والوفد التركي في قاعة بها تمثال الملكة كاترينا الثانية التي هزمت الأتراك في الحروب الروسية العثمانية في القرن الثامن عشر، وكانت تريد احتلال إسطنبول، واستعادة أراضي الإمبراطورية البيزنطية الغابرة والاستيلاء على الحوض الشرقي للبحر المتوسط.
في مصر، تحالف الخائن علي بك الكبير مع الروس في عهد الملكة كاترينا ضد الدولة العثمانية أثناء الحرب، وأعلن انفصال مصر ورماها في حضن الروس والأوربيين، وفتح الحجاز ليسيطر على ميناء جدة، ثم فتح الشام بالتحالف مع والي عكا الخائن ظاهر العمر بدعم الأسطول الروسي.
فتح علي بك الكبير البحر الأحمر أمام السفن الأوربية وكان العثمانيون يغلقونه منذ محاولة القائد البرتغالي البوكيرك الهجوم على جدة في بداية القرن السادس عشر، وتعاقد مع الشركات الأوربية لإحياء طريق التجارة القديم عبر مصر وفتح باب التنافس الدولي لاحتلال مصر والتي لم تتوقف حتى الآن.
لفتت حركة على بك الكبير ( 1768- 1772 ) أنظار الأوربيين إلى ضعف الوضع العسكري المصري بعد انفصالها وضرب الحامية العثمانية بها وفتح الباب للاحتلال الأوربي الذي بدأ دخول نابليون عام 1798، ثم الانجليز عام 1882، وماتزال مصر تحت الهيمنة حتى الآن.
على بك الكبير إبن قس أرثوكسي، تم اختطافه من القوقاز وهو صبي عمره 14 عاما، استطاع أن يشتري آلاف العبيد وكون جيشا استولى به على مصر بعد استغلال حالة الفساد والصراعات بين بكوات المماليك الفاسدين.
انتهت حركة على بك الكبير بنفس الطريقة التي وصل بها إلى السلطة، بانقلاب قائده العسكري محمد بك أبو الدهب الذي هزمه في معركة الصالحية.

المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك
https://www.facebook.com/aamermoneim/posts/10157235804187965

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى