مقالات

علاقة الأمراض بالأعمال

بشير بن حسن

مفكر إسلامي
عرض مقالات الكاتب

لا يزال فيروس كورونا يحصد أرواح المئات، حيث بلغ عدد الوفيات رسميا إلى حد الآن 3900 حالة وفاة في العالم !!
إلا أنه يتمّ استثماره على عدة مستويات ، منها الاستثمار العقائدي والديني ، أما المؤمنون بالله ورسوله و اليوم الآخر ، فيعلمون أن هذا الوباء قضاء الله وقدره ، وأنها مشيئة الله النافذة ، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، ويدركون أيضا أنه للكافر والمنافق والمتمرد على الله ، لون من ألوان العقوبة المعجلة ، حيث أنه سبحانه ينوع العقوبات على خلقه بما يستحقونه ، كما قال تعالى ( فكلاّ أخذنا بذنبه فمن من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون ) ،
وكما قال أيضا ، ( فأنزلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ) وفسر رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجز بالطاعون والمرض !
وقال عز وجل ( من يعمل سوءا يجز به ولا تجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ) وكانت هذه الآية أشق أية على صديق الأمة أبي بكر رضي الله عنه، حيث قال يا رسول كيف ذلك ؟ قال يا أبا بكر ألست تمرض ؟ ألست تحزن ؟ ألست تألم ؟ !!
كما أن المرض قدر الله الذي يصيب المؤمن أيضا ، ولو كان كاملا في إيمانه ، ومالذي أنسانا مرض نبي الله أيوب عليه السلام الذي مكث به الوجع ثمانية عشر عاما ؟!!
وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي مات في مرض!!
وهؤلاء الكرام معصومون مما نفعله نحن فلماذا يقدر الله عليهم ذلك ؟؟ الجواب ان الله يرفعهم إليه درجات لا حصر لها بهذا الابتلاء ، لأنهم اقوى الناس إيمانا ، وكلما كان العبد أكمل في دينه كلما زيد له في البلاء ، كما جاء في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ، يبتلى الرجل على قدر دينه ، فإن كان في دينه صلبا أي شديدا قويا ، زيد له في البلاء وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ولا يزال البلاء بالعبد حتى يتركه وليس عليه من خطيئة )
كما أن المرض قد تكون له علاقة بالأفعال والسلوكيات ، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال( لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها الا ظهرت فيهم الاوجاع والأسقام التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ) رواه بن ماجه وإسناده صحيح.
فإن قال قائل ونحن ما دخلنا ؟ وماذا فعلنا؟ وما ذنبنا ؟
والجواب أيها الحُذاق ، أن الله سبحانه يعمم العقوبات اذا ترك الناس فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما قال ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) أي واتقوا عذابا لا يصيب الا الظالمين فقط !!
ولما دخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب زوجته وهو يقول ( ويل للعرب من شر قد اقترب ) يكررها ثلاث مرات فقالت أم المؤمنين : يا رسول الله افنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث !! ) رواه البخاري ومسلم .
والسؤال لكم أيها السادة : هل كثر الخبث فينا أم قلّ ؟؟ اترك لكم الجواب.

ومع هذا أرى سلوكيات عجيبة وغريبة ، من الكثيرين مع ظهور هذا الوباء ، سخرية ، استهزاء ، نكت ، استخفاف ، بل إثارة لشبه الإلحاد والكفر ، كذاك الأرعن الذي رددت عليه اليوم في مقال ، بعد أن استهزا بكلامي ، في الأيام الأخيرة ،
أين عقول هؤلاء؟ وأين إيمانهم ؟ وأين خوفهم من الله ؟
والله يقول في أمثالهم ( ولقد أرسلنا الى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون ** فلولا اذ جائهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون )
وقال أيضا ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ) !! هذه حقيقة حالهم !! عوض ان يجأروا الى الله بالتوبة ومراجعة النفس ، قبل فوات الأوان ، هاهم يسخرون ويستهزؤون ،بل ويشككون في الله والدين !!

وحسبنا الله ونعم الوكيل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى