مقالات

أسطورة الاحتلال التركي والسلطنة العثمانية الجديدة…

“هم” .. الأقلويون الطائفيون والانفصاليون القوميون وأعداء دينهم وعروبتهم من بعض السنة، المتقنعون جميعا بـ “العلمانية” (وهي منهم براء) :

  1. “هم” .. تتلخص “علمانيتهم” بقدح ويسكي واحتقارهم وعدائهم للدين الإسلامي (أي السني) حصراً وكل متمسك به بأي طريقة باعتباره وأهله ديناً متطرفاً متخلفاً، مع تغزلهم وهيامهم بكل ما هب وودب من طوائف وأديان بطول الأرض وعرضها باعتبارها أديان سلام مع أهلها لم تمارس عبر التاريخ إلا رسالة السلام.
  2. “هم” .. وكلما أيد أهل الثورة أي العرب المسلمين/السنة، كلما أيدوا تدخل وتصعيد تركيا عسكريا في وجه النظام وحلفائه ودخولها بقواتها إلى سوريا من أجل هذا الغرض تراهم:
  3. “هم” .. يعتبرون بأن التدخل التركي هو لأطماع تركية بحتة للسيطرة على جزء من سوريا وربما كل سوريا.
  4. “هم” .. يتهمون العرب المسلمين (السنة) بأنهم يؤيدون ما تفعله تركيا وأردوغان حنيناً للخلافة العثمانية ولدولة إسلامية باتهام مبطن بانهم يفعلون ذلك لأسباب طائفية بحتة.
  5. “هم” .. يعتبرون بالتالي بأن العرب المسلمين/السنة لا يقيمون وزناً لسوريا المستقلة ومجرد عملاء للخارج “التركي العثماني المحتل”، مطعون بوطنيتهم، وخانوا مبادئ الثورة وشركاء في ما يجري بحق سوريا الجميلة التي يحلمون بها.
  6. “هم” .. من جهة أخرى يعتبرون أنفسهم (وأقلياتهم ضمنا) روح سوريا التاريخ والحضارة وأمها وأبوها والتي أفسدها العرب المسلمين السنة، تتقطع قلوبهم لما يفعله العرب المسلمين (السنة) من تفريط بسوريا الجميلة الملونة، وآخرها “بيع أنفسهم وسوريا للأاتراك العثمانيين لدوافع طائفية”.
  7. “هم” يعتبرون أنفسهم بأنهم أهل الثورة وأمها وأبوها، متحسرين بعيون دامعة على استقلال قرار الثورة، معتبرين التدخل التركي احتلالاً كما الروسي والإيراني (وقد يتجاوز بعضهم الأمريكي)، ويحلمون بثورة سلمية أفسدها سلاح العرب السنة، أو بالحد الادنى يريدون اليوم بطوباوية وطهرانية عالية وعيونهم تدمع محمرة من “عرق الريان” بعد جولة تفريغ أحقاد بحق العرب السنة، يريدون بأن تقاتل الثورة كل هذه الاحتلالات ومنها التركي بالإضافة للنظام الأسدي، أن تقاتلهم جميعاً .. وتنتصر.
    لكن، “هم” .. هؤلاء الطهرانيون وقد غطسوا في قدح “العرق” والأحقاد الدفينة، لا ينتبهون لبعض الأمور البسيطة الثانوية حسب تصنيفهم :
  1. بأن أقلياتهم لم تشارك بالثورة أصلاً ووقف نسبة (وأحياناً ساحقة لبعض منها) مؤيدة لجرائم النظام، أو أداة لمشروع انفصالي يتباكى عليه أقرانهم من الأقلويين الطائفيين وأعداء دينهم بيننا.
  2. وبأن وجود أفراد من الأقليات في صفوف الثورة لا يغير هذه الحقيقة، فبضعة حروف بيضاء في صفحة مليئة بالسواد لا يغير حقيقة أنها صفحة سوداء.
  3. وبأن العرب المسلمين/السنة هم حصراً من قاموا بالثورة وحدهم، وهم حصراً من حدد شعاراتها وأهدافها بالحرية والكرامة والديموقراطية، وأنهم وحدهم وبشكل حصري من دفع كل الثمن اعتقالاً وتقتيلاً وتهجيراً وبالملايين، وبأن بضعة أفراد هنا وهناك ينتمون للأقليات الطوائفية والقومية وقليلي الدين بيننا لا يغير هذه الحقيقة.
  4. وبأن النظام طائفي يستهدف العرب المسلمين السنة حصراً ولأسباب طائفية، وأن إنكار ذلك هو الطائفية بعينها.
  5. وبأن كلام هؤلاء الـ “هم” عن اعتبار الجميع محتلين وبالتالي قتالهم مع قتال النظام الأسدي إنما هو طلب مضحك واستغباء للآخرين يتعامى عمداً عن أبجديات الفهم السياسي لما يجري في سوريا من تناطح الفيلة، حيث يطلبون من “قطة” الثورة التي تتحرك وسط هذه الحلبة أن تشتم هؤلاء الفيلة جميعاً باعتبارهم أعداء، بدل أن تحتمي قطة الثورة بالفيل التركي الذي التقت مصالحه مع مصالح ثورتنا، تماما كما التقت مصالح النظام الأسدي الطائفي مع مصالح ملالي إيران ومافيا بوتين.
  6. وبأن أهل الثورة أي العرب المسلمين/السنة يؤيدون ويرحبون بأي مساعدة تقدمها لهم أي جهة (بغض النظر عن دينها وقوميتها) من أجل ثورتهم ولذلك فقط يرحبون بالتدخل والمساعدة التركية، ولو فعلها مثلاً ترامب لرأيتهم يرفعون صوره مع العلم الأمريكي، لا خيانة لثورتهم ووطنيتهم السورية بل بالعكس تماماً، اي لأنهم أهل الصبي (أي الثورة) وأهل الوطنية السورية الحصريون كما أكاد أجزم، فبضعة نقاط بيضاء بين الآخرين لا تغير الحقائق.
  7. ليصبح اتهام هؤلاء الـ “هم” لأهل الثورة الحقيقيين والحصريين أي العرب المسلمين/السنة، اتهامهم بأنهم مؤيدين لتركيا العثمانية لدوافع إسلامية، ليصبح اتهامهم هذا قمة في المزايدات الرخيصة لإخفاء دوافعهم وأحقادهم الطائفية والقومية والعلمنجية المتطرفة، مزايدات تمثل قمة انعدام الوطنية السورية.

فواز تللو – كاتب وسياسي سوري

المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك
https://www.facebook.com/fawaztello/posts/10219900868886262

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى