متّ يا حسني مبارك ؟؟
شربت من كأس الموت التي أذقتها لمئات بل آلاف المصريين مدة حكمك ؟؟
فررت يا حسني من عدالة الأرض ، أسقطوا عنك أحكاما ، و تلاعبوا بملفات كانت تدينك و تعرضك للاعدام أو المؤبد ؟؟
ولكنك اليوم يا حسني بين يدي حاكم السموات والأرض ، الذي لا يقبل الرشوة ولا المحسوبية، و لا تنفع معه وسائط ولا تدخلات ، لأنه الذي قال عن نفسه ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما )
وقال أيضا متوعدا كل ظالم ( وقد خاب من حمل ظلما ) .
لقد مات قبلك الشهيد باذن الله محمد مرسي في زنزانته ، بعد أن رفعت الجلسة ، لتكتمل أدوارها وحلقاتها هناك عند ملك الملوك ، ومتّ أنت حرا طليقا ، على فراشك الوثير ، و في ثوبك الناعم ، وبين يديك كل أسباب الرّفه والنعيم ، ولكن الشأن كل الشأن ، ما بعد الموت !!
فالموت كلنا ميتون ، كما قال تعالى ( إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون )،
ولا شماتة بالموت في أحد ، غير أنه لا بدّ من الاعتبار والاتعاظ ، والسعيد من اتعظ بغيره لا من اتعظ غيره به !
وبالمناسبة ، الى جماعة اذكروا موتاكم بخير ، والذين يتظاهرون بالانسانية في مثل هذا المقام ، كحال مت يتعاطف مع المجرم ، ولا يبالي بالضحية ، لم نحكم على أحد بعينه لا بجنة ولا بنار ، إذ مفاتيحهما ليست بأيدينا ، ولم نحاسب أحدا في الآخرة ، لأن ذلك إلى الله ( انّ إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ) !!
ولكن التذكير بالموت على الظلم أمر حتمي ، ولا داعي للقول بأنه لعله تاب الى ربه !! لأن التوبة من المظالم وللمرة الألف نعيدها ، لا بد فيها من التحلل أي ردّ الحق على أصحابه ، سواء كانت في الدماء أو الأموال أو الأعراض .
فحسني مبارك عند الله الآن ، أما ذنوبه التي لا علاقة لها بالعباد فهذه بينه وبين ربه ، أما الحقوق والمظالم فشأن آخر.