مقالات

متّ يا حسني مبارك ؟؟

بشير بن حسن

مفكر إسلامي
عرض مقالات الكاتب

شربت من كأس الموت التي أذقتها لمئات بل آلاف المصريين مدة حكمك ؟؟
فررت يا حسني من عدالة الأرض ، أسقطوا عنك أحكاما ، و تلاعبوا بملفات كانت تدينك و تعرضك للاعدام أو المؤبد ؟؟
ولكنك اليوم يا حسني بين يدي حاكم السموات والأرض ، الذي لا يقبل الرشوة ولا المحسوبية، و لا تنفع معه وسائط ولا تدخلات ، لأنه الذي قال عن نفسه ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما )
وقال أيضا متوعدا كل ظالم ( وقد خاب من حمل ظلما ) .
لقد مات قبلك الشهيد باذن الله محمد مرسي في زنزانته ، بعد أن رفعت الجلسة ، لتكتمل أدوارها وحلقاتها هناك عند ملك الملوك ، ومتّ أنت حرا طليقا ، على فراشك الوثير ، و في ثوبك الناعم ، وبين يديك كل أسباب الرّفه والنعيم ، ولكن الشأن كل الشأن ، ما بعد الموت !!
فالموت كلنا ميتون ، كما قال تعالى ( إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون )،
ولا شماتة بالموت في أحد ، غير أنه لا بدّ من الاعتبار والاتعاظ ، والسعيد من اتعظ بغيره لا من اتعظ غيره به !

وبالمناسبة ، الى جماعة اذكروا موتاكم بخير ، والذين يتظاهرون بالانسانية في مثل هذا المقام ، كحال مت يتعاطف مع المجرم ، ولا يبالي بالضحية ، لم نحكم على أحد بعينه لا بجنة ولا بنار ، إذ مفاتيحهما ليست بأيدينا ، ولم نحاسب أحدا في الآخرة ، لأن ذلك إلى الله ( انّ إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ) !!
ولكن التذكير بالموت على الظلم أمر حتمي ، ولا داعي للقول بأنه لعله تاب الى ربه !! لأن التوبة من المظالم وللمرة الألف نعيدها ، لا بد فيها من التحلل أي ردّ الحق على أصحابه ، سواء كانت في الدماء أو الأموال أو الأعراض .
فحسني مبارك عند الله الآن ، أما ذنوبه التي لا علاقة لها بالعباد فهذه بينه وبين ربه ، أما الحقوق والمظالم فشأن آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى