مقالات

عجز البعثات الأممية في الأزمات العربية

أحلام رحومة

إعلامية وباحثة تونسية
عرض مقالات الكاتب

أتعلمون ما الذي يجمع بين ممثل الأمم المتحدة في ليبيا وسوريا واليمن (الفشل) بل الفشل الذريع. ولعلّ أبرز دليل على ذلك تم تغيير المبعوثين واحد تلوى الآخر دون جدوى.ويعزى هذا الفشل ،أولاّ لعدم نزاهة الأمم المتحدة كمشروع وكمؤسسة .ثانيا تبعية هذه المؤسسات لدول تتحكم في قراراتها وقوانينها.ثالثا تأثر قرارات هذه المنظمة وممثليها بمن يدفع أكثر،بل وصل الحد لأن ممثلها السابق في ليبيا برنار ديليون يتلقى رشا من الإمارات العربية المتحدة .ومن قبلها بعثة الدّابي في سوريا التي لم تكن نزيهة وشفافة.

لقد إنعدمت الثقة في هذه المؤسسة الدولية نظرا لكونها تكيل بمكيالين، والقرارات تصدر على مقاس أو تحمي مصلحة الخمسة الكبار.وما يحدث الآن في ليبيا في ظل غسان سلامة أكبر دليل على ما نقول حيث أن هذا الأخير منحاز كل الإنحياز لمجرم الحرب حفتر بل يبرر له بسذاجة من خلال الإحاطات التي قدمها و يقدمها للأمم المتحدة .لقد تلونت أعمال غسان سلامة وسط وجود حكومة شرعية معترف بها دوليا ويمارس توطأ مع المجرم حفتر والدّول الداعمة له.

وما يزيدنا قناعة على صفاقة هذه المؤسسة الدولية موقفها الأخير المحبط وخذلانها للشعب الليبي وحكومته الشرعية ،حيث أنها صمتت عندما فرّ مجرم الحرب حفتر من روسيا ضاربا بإتفاق وقف إطلاق النار عرض الحائط ممتنعا عن التوقيع. ولم يحاسبه أحد في المجتمع الدولي ولم يتعرض لضغوطات الأمم المتحدة. ولكن عندما تمتنع الحكومة الليبية الشرعية عن إستكمال محادثات 5+5 العسكرية إحتجاجا على القصف المتكرر لطرابلس تقوم الدنيا ولا تقعد ويبدأ التهديد والوعيد.

إن الأمر تجاوز حدوده إلى مرحلة التجارة بمصائب الأمة والتجارة بالأزمات العربية وفق مطامع الخمسة الكبار وتحقيقا لمآرب الدول العظمى. وهنا تأتي نكبتنا كعرب والمتمثلة في الجامعة العربية أو العبرية حسب التسمية الجديدة بعد موجة التطبيع ،والتي أصبحت عبئا على الأمة وعلى الشعوب العربية. وتعمل علة تفتيت وحدة الأمة العربية بعملاتها وخضوع حكامها للإملآت الغربية وعلى رأسهم المم المتحدة ممثلة في الخمسة الكبار.

أتعرفون لماذا يفشل ممثلي الأمم المتحدة ويعجزون في الملفات العربية، لأننا نحن أصلا متشتتين وشامتين في بعضنا. ربما نحن سبب في أزماتنا وإنشقاقنا وفرقتنا وبالتالي سيتم إغراء أو شراء ذمة كل ممثل أممي في أزمة أو مشكلة عربية. يعني عجز ممثلي الأمم المتحدة هو نتاج لعجزنا وعقمنا وفشلنا الذريع في إدارة وحل ازاماتنا بأنفسنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى