دين ودنيا

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (3)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

عمر بن الخطاب

ولد بعد عام الفيل بـ 13 سنة
استشهد عام 23هـ عن 63 عاما
خلافته: 10 سنين . 5 شهور . 5 أيام
نسب عمر بن الخطاب:
عمر بن الخطاب بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قُرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
يلتقي نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي.
وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهاشم هو ذو الرمحين.
ولد عمر بعد الفيل بثلاث عشرة سنة كما في تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس (2/ 240)
صفاته وسماته الشخصية:
كان عمر رجلا آدم مشربا حمرة، طويلاً أصلعاً.
قال ابن قتيبة الكوفيون يرون أنّ عمر آدم شديد الادمة (الأدمة= السمرة)
وأهل الحجاز يرون انه أبيض أمهق ( ابيض يشبه لون الجص لا يكون له دم ظاهر).
وكان طوالاً أصلعاً (الاصلع هو الذى انحسر شعر مقدم رأسه ويقال لموضع الصلع صُلَعة بالتحريك)
أجلح (هو الذى انحسر الشعر من جانبى رأسه فوق الانزع وأوّله النزع ثم الجلح ثم الصلع واسم ذلك الموضع جَلَحة بالتحريك)
أعسر أيسر: هو الذى يعمل بيديه جميعا ويقال له الاضبط
شديد حمرة العينين خفيف العارضين، كث اللحية، حسن الخدين والأنف والعينين، غليظ القدمين والكفين، مجدول اللحم.
وهكذا وصفه رزين بن حبيش وغيره يعنى شديد الادمة وعليه الاكثر، وقال الواقدى لا يعرف انه كان آدم الا ان يكون تغير لونه من أكل الزيت عام الرمادة.
فى الصحاح عام الرمادة أعوام تتابعت على الناس فى أيام عمر بن الخطاب فهلك فيه الناس والاموال
قال أبو رجاء العطاردى كان عمر طويلاً جسيماً أصلع شديد الصلع أبيض شديد حمرة العينين فى عارضيه خفة سبلته كثيرة الشعر فى أطرافها صهبة.
وعن سماك ابن حرب قال كان عمر أروح كأنه راكب والناس يمشون، وفى المختصر الجامع كأنه راكب جمل والناس مشاة، كأنه من رجال سدوس.
الأروح: هو الذي تتدانى قدماه إذا مشى، وقال الجوهرى هو الذى تتباعد صدور قدميه وتتدانى عقباه
وقال وهب: صفته فى التوراة قرن من حديد أمين شديد، القرن الجبل الصغير وكان يختضب بالحناء والكتم.
وخرج القاضى أبو بكر بن الضحاك عن ابن عمر أن عمر كان لا يغير شيبه فقيل له يا أمير المؤمنين ألا تغير وقد كان أبو بكر يغير فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شاب شيبة فى الاسلام كانت له نورا يوم القيامة وما أنا بمغير والاوّل أصح.
روى أنه رضي الله عنه كان يأخذ أذنه اليسرى بيده اليمنى ويثب على فرسه.
وقال ابن مسعود انى لا حسب عمر ذهب يوم توفى بتسعة اعشار العلم ولو أنّ علمه وضع فى كفة ميزان ووضع علم أحياء الارض فى كفة لرجح علمه عليهم.
وقال قتادة كان عمر يلبس جبة صوف مرقعة بأدم ويطوف فى السوق معه الدرة يؤدّب الناس بها.
وقال أنس رأيت بين كتفيّ عمر أربع رقاع فى قميصه. وقال طارق بن شهاب لما قدم عمر الشام لقيه الجنود وعليه إزار فى وسطه، وعمامة، قد خلع خفيه وهو يخوض فى الماء، آخذ بزمام راحلته، وخفاه تحت إبطه، فقالوا له يا أمير المؤمنين الآن يلقاك الأمراء وبطارقة الشام وأنت هكذا فقال إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نلتمس العز بغيره.
وعن معاوية قال أمّا أبو بكر فلن يرد الدنيا ولن ترده الدنيا وأمّا عمر فأرادته الدنيا ولم يردها وأما عثمان فأصاب منها وأما نحن فتمر غنا فيها ظهر البطن.
وقيل كان فى خدّى عمر خطان أسودان من البكاء وقد فتح الفتوحات وكثر المال فى دولته الى الغاية حتى عمل بيت المال ووضع الديوان ورتب لرعيته ما يكفيهم وفرض للاجناد وكان نوّابه باليمن وبأوائل المغرب إلى العجم.
خلافته واستشهاده:
ولي الخلافة يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة من التاريخ.
وطعن لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من التاريخ، فعاش ثلاثة أيام، ويقال سبعة أيام.
قال معدان بن أبي حفصة: قتل عمر يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة في رواية الشعبي؛ ولها مات أبو بكر، ولها مات النبي صلّى الله عليه وسلم.
فكانت ولاية عمر عشر سنين.
وصلى عليه صهيب بين القبر والمنبر، ودفن عند غروب الشمس.
وكان كاتبه: زيد بن ثابت وكتب له معيقيب أيضاً.
وحاجبه: يرفأ مولاه.
وخازنه: يسار.
وعلى بيت ماله: عبد الله بن أرقم.
وقال الليث بن سعد: كان عمر أوّل من جنّد الأجناد، ودوّن الدواوين، وجعل الخلافة شورى بين ستّة من المسلمين، وهم: علي، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد ابن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف؛ ليختاروا منهم رجلا يولونه أمر المسلمين، وأوصى أن يحضر عبد الله بن عمر معهم، وليس له من أمر الشورى شيء.
الشورى والخلافة بعد عمر:
فقالوا: يا أمير المؤمنين، لو عهدت! فقال: قد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أولّي رجلا أمركم أرجو أن يحملكم على الحق- وأشار إلى عليّ- ثم رأيت أن لا أتحمّلها حيّا وميّتا؛ فعليكم بهؤلاء الرهط الذين قال فيهم النبي صلّى الله عليه وسلم: إنهم من أهل الجنة. منهم: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ولست مدخله فيهم؛ ولكن الستة: علي، وعثمان ابنا عبد مناف؛ وسعد، وعبد الرحمن بن عوف خال رسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ والزبير حواريّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم وابن عمته، وطلحة الخير؛ فليختاروا منهم رجلا، فإذا ولّوكم والياً فأحسنوا مؤازرته.
فقال العباس لعليّ: لا تدخل معهم. قال: أكره الخلاف. قال: إذن ترى ما تكره! فلما أصبح عمر دعا علياً وعثمان وسعداً والزبير وعبد الرحمن، ثم قال: إني نظرت فوجدتكم رؤساء الناس وقادتهم، ولا يكون هذا الأمر إلا فيكم، وإني لا أخاف الناس عليكم، ولكني أخافكم على الناس؛ وقد قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو عنكم راض، فاجتمعوا إلى حجرة عائشة بإذنها، فتشاوروا واختاروا منكم رجلا، وليصلّ بالناس صهيب ثلاثة أيام، ولا يأت اليوم الرابع إلا وعليكم أمير منكم، ويحضركم عبد الله مشيراً ولا شيء له من الأمر، وطلحة شريككم في الأمر فإن قدم في الأيام الثلاثة فأحضروه أمركم، وإن مضت الأيام الثلاثة قبل قدومه فأمضوا أمركم. ومن لي بطلحة؟ فقال سعد: أنا لك به إن شاء الله.
ثم قال لأبي طلحة الأنصاري: يا أبا طلحة، إن الله قد أعزّ بكم الإسلام، فاختر خمسين رجلا من الأنصار وكونوا مع هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم.
وقال للمقداد بن الأسود الكندي: إذا وضعتموني في حفرتي فاجمع هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم.
وقال لصهيب: صلّ بالناس ثلاثة أيام، وأدخل علياً وعثمان والزبير وسعداً وعبد الرحمن وطلحة إن حضر، بيت عائشة، واحضر عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء، وقم على رءوسهم؛ فإن اجتمع خمسة على رأيٍ واحدٍ وأبى واحدٌ فاشدخ رأسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى