سياسة

غوتيريش: يجب إنهاء “الكابوس الإنساني” ووقف إطلاق النار فورا في شمال غرب سوريا

طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإنهاء معاناة الشعب السوري التي طال أمدها، ووضع حد لهذا “الكابوس الإنساني” الذي صنعه البشر، والتوقف الفوري عن إطلاق النار لمنع تصعيد لا يمكن السيطرة عليه في إدلب.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي من أمام قاعة مجلس الأمن يوم الجمعة حيث تطرق الأمين العام للأزمة الإنسانية المترتبة على تدهور الأوضاع الأمنية في شمال غرب سوريا.

وقال السيّد غوتيريش: “ندرك جميعا الأزمة التي تتكشف في شمال غرب سوريا والخسائر البشرية الفظيعة التي يتكبدها المدنيون. فقد بلغ عدد النازحين زهاء 900 ألف، أغلبيتهم الساحقة نساء وأطفال، فرّوا بسبب القتال الدائر في ظل أكثر الظروف مأساوية. وقُتل المئات، والكثيرون منهم اقتُلعوا من جذورهم أكثر من مرة، والأطفال الصغار يتجمّدون حتى الموت.”

وحذر الأمين العام من التطورات الجديدة على الأرض والتي بحسب تعبيره تزيد من خطورة الأوضاع إلى جانب الأزمة الإنسانية المروّعة، وأشار إلى تقدّم القتال في مناطق تتركز فيها أعلى تجمعات للمدنيين، من بينهم نازحون.

تجاهل القانون الإنساني الدولي

وأضاف يقول: “يتم تجاهل القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين بشكل منهجي. ومع تقلص مساحة الأمان، تزداد احتمالية المعاناة الإنسانية سوءا.”

وأضاف الأمين العام أن منطقة خفض التوتر قد أنشئت في إدلب عام 2017، وكانت موضوع مذكرة تفاهم أخرى بين روسيا وتركيا في أيلول/سبتمبر 2018، مذكرة سوتشي. “إلا أنه في نهاية شباط/فبراير 2019 بدأ الاتفاق بالتعثر رغم تجديد وقف إطلاق النار أكثر من مرة في الأشهر المتعاقبة وآخرها كان في 12 كانون الثاني/يناير.”

وأوضح السيد غوتيريش أنه خلال نحو عام، شنّت قوات الحكومة السورية هجمات برا، بغطاء من الطيران الروسي. وهذا الشهر وقعت اشتباكات مميتة متكررة بين القوات التركية والروسية.

اتصالات مباشرة مع الأطراف المعنية

ودعا الأمين العام إلى كسر الحلقة المفرغة من العنف والمعاناة وجدد دعوته إلى وقف إطلاق النار فورا في إدلب وإنهاء الكارثة.

وقال: “لقد نقلت هذه الرسالة علانية ومباشرة للأطراف الرئيسية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مبعوثي الخاص إلى سوريا، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، قدما إحاطات أمام مجلس الأمن، بما فيها إحاطة قبل يومين. وبتوجيه مني، فإن مبعوثي الخاص على اتصال مستمر وعن قرب مع جميع الأطراف المعنية.”

وشدد الأمين العام على أن الرسالة واضحة، وهي أن الحل العسكري لن ينهي الأزمة السورية، ولكن الحل الوحيد الممكن يظل سياسيا.

2.1 مليون بحاجة للمساعدات

وتقدّر الأمم المتحدة عدد المحتاجين للمساعدة الإنسانية في شمال غرب سوريا بنحو 2.8 مليون شخص. وكان ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قد صرّح في وقت سابق من جنيف، بأن المجتمع الإنساني كان يُعدّ لمساعدة 800 ألف نازح، إلا أنه وبسبب الأحداث الأخيرة والتطورات الجديدة فإن ثمّة حاجة إلى الحصول على مليار دولار لمساعدة المدنيين.

وقال السيّد غوتيريش: “إننا نراجع خططنا ونصدر مناشدة عاجلة للمتبرعين للحصول على 500 مليون دولار إضافية لتغطية احتياجات النازحين الجدد خلال الأشهر الستة المقبلة.”

المصدر: موقع أخبار الأمم المتحدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى