مقالات

العبث السياسي في تونس

أحلام رحومة

إعلامية وباحثة تونسية
عرض مقالات الكاتب

وصل العبث السياسي في تونس مداه وما عاد الشعب يحتمله، ولا وضع البلاد يسمح بذلك. لقد أصبحت المناصب والمكاسب أهم من الوطن وما يحاك في الخفى لهذا الوطن، فاعلم أننا وصلنا لمرحلة الدعارة السياسية، تونس أنموذجا.
وهنا كيف سيخرج الفخفاخ من هذه الورطة؟ وما موقف رئاسة الجمهورية ؟ لأنهم في حرب مع الزمن. وبالعودة لحكومة الفخفاخ وتشكيلتها ليس غريبا أن تفشل حكومته في الحصول على الأغلبية ،وأن تسقط حال عرضها على البرلمان.نحن نعيش أزمة في الأخلاق وتدني مستوى الوعي السياسي بخطورة المرحلة.
إن التطاحن السياسي والجدال والإختلاف إلى درجة الكره عادي بين أحزاب ومرجعيات متناقضة، حيث أن السياسة في تونس قائمة على الأيديولوجيات وليس من المعقول أن الإسلامي يكون صديقا لليساري متطرف أو تجمعي ديكتاتوري إقصائي.
فمنذ العهد البورقيبي حكم الدستوريون البلاد مع اليساريين وهمهم ضرب الهوية العربية الإسلامية ومحاربتها للتشبه بالغرب.
إن المتأمل في حكومة الفخفاخ ليست بحكومة النفس الثوري ولا هي بحكومة الحرب على الفساد،حيث جمعت كل عناوين المنظومة التي ثار عليها الشعب (نداء تونس، تحيا تونس…) ولم تستثني إلاّ قلب تونس.كما انها ضمت في تركيبتها أعضاء تحوم حولهم شبهات فساد (لهم ملفات في القطب القضائي لمكافحة الفساد المالي) وأطراف سياسية ساهمت في تببيض السراق طيلة العهد السابق ومعروفة بكونها مجرّد واجهة للوبيات الفساد.
عندما يتجلى لنا النفاق السياسي من قبل كل الأحزاب ودون إستثناء هنا ندق ناقوس الخطر حول مكتسبات الثورة. وما سيقدم عليه خونة الداخل بدعم من خونة الخارج لهذه البلاد.
لم يجدوا (خونة الخارج) طريقا مع الجيش الوطني التونسي فاتخذوا طرقا ملتوية أخرى حيث نؤكد كل هذه الأزمة السياسية تقف وراءها قوى خارجية لديها رغبة جامحة في معاقبة تونس وشعبها على ثورته، وبالتالي الإطاحة بالرئيس قيس سعيّد خدمة لمصالح لوبيات الخارج. إلى جانب أيادي خارجية بعينها من صلحتها تعكير المشهد في تونس حماية للفاسدين واللوبيات الذين يخدمون ويعون مصالحهم في تونس.
هذه العبث السياسي لن يمرّ على هذا الشعب الواعي ومتيقض لكل ما يحاك لهذا الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى