صحافة

«واشنطن بوست»: لاجئو سوريا يواجهون وحشية النظام والبرد القارس وتجاهل العالم

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إن سوريا التي عانت من الدمار على مدار عقد من الزمان، تشهد أكبر أزمة إنسانية جراء هجوم النظام السوري على آخر الجيوب الباقية التي يسيطر عليها الثوار في شمال غرب البلاد، مشيرة إلى أن الهجمات ولدت موجة نزوح لأكثر من 800 ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال منذ الأول من ديسمبر 2019، حيث فروا من القصف في حرب أودت بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص، وأدت إلى نزوح أكثر من نصف سكان البلاد.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن محافظة إدلب السورية المحاصرة كانت لسنوات بمثابة الملاذ الأخير للفارين من القوات الموالية لبشار الأسد، لكن الآن لم يعد أمامهم كثير من الخيارات، بعد إغلاق الحدود مع تركيا التي تستضيف بالفعل ما يزيد عن 3.6 مليون لاجئ سوري، والتي هددت بشن حملة انتقامية ضد نظام الأسد.
وتابعت قولها، إن النظام السوري وحلفاءه الروس قصفوا بالمدفعية والطائرات الروسية مواقع زعموا أنها «للإرهابيين»، ما أسفر عن قتل المئات منذ بدء الهجوم، بينما تشير تقارير شهود العيان إلى أن النظام وحلفاءه قد استهدفوا بشكل عشوائي المدارس والمرافق الصحية والمساجد، ضمن سياسة «الأرض المحروقة» التي دمرت عشرات البلدات، مشيرة إلى أن النزوح الحالي يعد أكبر هجرة بشرية منذ حملة أجراها جيش ميانمار عام 2017، أجبرت مئات الآلاف من مسلمي الروهينجا على البحث عن ملاذ آمن في بنجلاديش المجاورة.
ومضت الصحيفة للقول: «ثم هناك البرد الوحشي، ففي الأسبوع الماضي وحده، توفي أكثر من عشرة من اللاجئين بسبب التعرض للبرد». ونقلت «واشنطن بوست» عن عمال الإغاثة، الذين يعملون في الغالب عبر الحدود مع تركيا، قولهم إنهم يواجهون إرباكاً، ويحذّرون من نقص شديد في الخيام، كما أن هناك نقصاً في المياه الصالحة للشرب، والمرافق الصحية غير موجودة في الغالب، لأن المدنيين الفارين أقاموا مخيمات متهالكة.
وذكرت الصحيفة: «كما هو الحال دائماً في الحرب السورية، فإن العالم يتجاهل ما يحدث، وتركز إدارة ترمب على الانفصال عن النزاع، في حين أن هدف موسكو ليس مجرد دعم صديق قديم، بل يتعلق أيضاً بإبراز القوة العالمية الروسية في مواجهة الناتو».
وأضافت: «بينما اختتم الوفدان الروسي والتركي جولة أخرى من المحادثات في موسكو يوم الثلاثاء، تهدف إلى تخفيف حدة النزاع، لكن من غير الواضح مقدار التقدم الحقيقي الذي تم إحرازه، ويجد البلدان نفسيهما محبوسين في مسابقة جيوسياسية متوترة، على طرفي نقيض حربين أهليتين في سوريا وليبيا».
ونقلت الصحيفة عن سنان أولجن، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الفكر «إدام» في اسطنبول، قوله: «التقارب بين أنقرة وموسكو، الذي تسارع منذ محاولة الانقلاب عام 2016 ضد أردوغان، كان أحد الديناميات الإقليمية المفاجئة في السنوات القليلة الماضية، لكن قد يتم اتضاح الحدود الحقيقية لتلاقي المصالح التركية والروسية في إدلب، ويمكن للصراع التركي السوري المباشر أن يلحق أضراراً دائمة بعلاقة أردوغان وبوتن المزدهرة».

العرب القطرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى