مختارات

هارون الرشيد المفترى عليه

لقد تعرض الخليفه هارون الرشيد لكثير من الاساءة و تزوير تاريخه و سيرته ،فإن ذكرت الليالي الحمراء ذكر هارون الرشيد و إن ذكر المجون والخلاعة ذكر هارون الرشيد وإن ذكرت الجواري والخمور ذكر كذلك و أيضًا أن ذكرت الخيانة والظلم والطغيان ذكر هارون الرشيد… فماذا تركوا للرجل من صفات أخلاقية؟وهل هو فعلا كذلك؟
من هو هارون الرشيد؟ هو أبو جعفر هارون بن المهدي ،محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
ولد في الري عندما كان أبوه اميرًا عليها في سنه 148 هجريه.
اعماله وصفاته: شجاع وقوي قاد الحملات في عهد ابيه ولم يتجاوز العشرين من عمره يعدّ من عظماء الأمة الذين أرهبوا ملوك الروم.
كان يحج عاما ويغزو عاما. فكان نعم الخليفه المجاهد. وكان ذا نبل وحشمة وشجاعة وراي. وكان ذا فصاحة وعلم بالأدب والفقه ،حمل أعباء الخلافة بجد واقتدار ومعرفة حقه.
ذكر عنه أنه كان يصلي في كل يوم مئة ركعة إلى أن فارق الحياة، وكان يتصدق في كل يوم بألف درهم من ماله الخاص وإذا حج أخذ معه 100 من الفقهاء ، وإذا لم يحج أرسل ثلاث مئه رجل إلى الحج بنفقتهم وكسوتهم وقد اشتهر الرشيد بخوفه من الله وغزارة دمعه.
كما اشتهر بحبه للعلماء و تعظيم حرمات الدين وبغضه للجدال والكلام. وقد رحل بولديه الأمين والمأمون لسماع الموطأ على مالك.
ولقد أوردت المصادر التاريخية ما جرى بينه وبين نقفور ملك الروم كما يلي : {نقض نقفور ملك الروم الهدنة المعقودة بين المسلمين وبين الملكة ريني ملكة الروم وذلك في سنة مئة وسبع وثمانين عندما أرسل نقفور إلى هارون الرشيد كتابًا هذا نصه(من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب ، أما بعد فإن الملكة التي كانت قبلي إقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقًا بحمل إضعافها اليها، وذلك لضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها وإلا فالسيف بيننا وبينك) فاستشاط الرشيد غضبًا فدعا بدواة وكتب على ظهر كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم. من هارون امير المؤمنين الى نقفور كلب الروم. قرات كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه. ثم سار حتى نزل مدينة هرقل، وكانت غزوه مشهوره وفتحا مبينا. فطلب نقفور السلام والتزم بخراج يحمله كل سنه الى امير المؤمنين}.
وقد مات الرشيد أثناء غزوه الروم بطوس من خراسان ،ودفن بها في الثالث من جمادى الآخره سنه 199 هجريه وله من العمر 45 سنه.
ولا يفوتني قبل أن أنهي الكلام عن الرشيد إلا أن إتساءل من شوه صورة هذا الخليفة العابد؟…إنها الشعوبية الفارسية .
بعد أن قويت شوكة البرامكة في الخلافة أاصبحوا يتصرفون كما يشاؤون بل تجاوزوا الخليفة بالذات، بطش بهم الرشيد واستأصل وجودهم من أساسه فنشط الأدباء والمؤرخون الفرس في تشويه صورة هذا الخليفة العظيم.
رحم الله الخليفة العابد هارون الرشيد وارجو ان اكون قد بينت حقيقة هذا الخليفة وما تعرض له من إساءات من القوى الشعوبية الحاقدة على العروبة والإسلام.
دمتم بخير.

المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى