تحقيقات

رسائل تركية في الميدان بإنتظار توافق بين موسكو وأنقرة

أحمدالحسين – رسالة بوست

بدأ الجيش التركي بالإشتراك مع قوات من الجيش الوطني عملية عسكرية على بلدة النيرب شرق مدينة إدلب، في وقت أكدت مصادر تركية أنها عمليةمحدودة نوعاً ما، وتأتي ضمن إطار توافقات تتم مع روسيا بالتدريج، وستتواصل العمليات بهذه الطريقة المحدودة في الأيام المقبلة”.
وأفادت المصادر ، إن دبابات الجيش التركي وراجمات الصواريخ استهدفت مواقع قوات النظام على محوري النيرب وسراقب بريف إدلب، فيما تحركت قوات مدرعة مشتركة من الجيشين باتجاه البلدة التي تُعتبر خاصرة مدينة سراقب من الناحية الغربية.
وبث ناشطون تسجيلات مصورة قالوا إنها لعملية اقتحام بدأتها وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي لبلدة النيرب، تظهر بدء تحرك عربات ودبابات تركية، إضافة لوحدات من الكوماندوز باتجاه البلدة، وذلك بعد تمهيد مدفعي من قبل المدفعية التركية المتمركزة في نقاط المراقبة في المنطقة.
وأفادت شبكة “المحرر” التابعة لـ”فيلق الشام” المرافق للقوات التركية، بأن فصائل المعارضة تمكنت من إسقاط طائرة استطلاع روسية على محور بلدة النيرب، إضافة إلى تدمير عربة “بي أم بي”، ودبابة لقوات النظام في البلدة.
من جهتها ذكرت شبكة “إباء” الإخبارية المقربة من “هيئة تحرير الشام”، أن جميع فصائل غرفة عمليات “الفتح المبين” شاركت في الهجوم.
وتقع بلدة النيرب على الطريق الدولي (حلب – دمشق)، والتي كانت قوات النظام سيطرت عليها منذ نحو 3 أسابيع في هجوم واسع في حين لم يستغرق تحريرها 40 دقيقة فقط’
وكان الطيران الروسي استهدف محيط نقطة المراقبة التركية في بلدة التوامة غرب حلب، وذلك بالتزامن مع دخول المزيد من التعزيزات العسكرية التركية وانتشارها في مناطق بريفَي حلب وإدلب.
ويأتي التصعيد الجديد عقب يوم من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها أمام الكتلة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في العاصمة أنقرة، أن انطلاق عملية إدلب بات مسألة وقت. وأضاف أردوغان: “نوجه تحذيراتنا الأخيرة (للنظام) في إدلب، لكننا لم نحصل حتى الآن على النتيجة التي نريدها”، مشيراً إلى أن تركيا أعدت خطة عمليتها العسكرية في إدلب.
وحاولت تركيا، خلال الأيام الماضية، التوصل مع روسيا إلى تفاهمات حول إدلب، تجبر قوات النظام على العودة إلى خلف نقاط المراقبة التركية في إدلب وريفها ضمن اتفاق سوتشي الموقع مع روسيا، لكن الأخيرة ترفض ذلك وتصرّ على أنها تحارب المنظمات الإرهابية.
ولم تعلن تركيا رسمياً حتى الآن المعركة التي هدد بهاالرئيس أردوغان، في حين من المتوقع أن تكون عملية عسكرية محدودة بهدف إيصال رسالة إلى روسيا بجدية الأتراك، لدفعهم إلى التفاوض والقبول بالشروط التركية.
إلى ذلك، أكد حلف شمال الأطلسي دعمه لتركيا من أجل تحقيق السلام، تزامناً مع العملية العسكرية التركية في إدلب.
وقال الحلف في تغريدة له على “تويتر”: “الناتو هو عائلة ذات قيم مشتركة. نحن متحدون مع حلفائنا من أجل السلام والاستقرار. تركيا هي الناتو”.
وأكدت مصادر تركية دبلوماسية أن العملية العسكرية الحالية التي بدأت باتجاه بلدة النيرب في ريف إدلب، هي “عملية عسكرية محدودة نوعاً ما، وتأتي ضمن إطار توافقات تتم مع روسيا بالتدريج، وستتواصل العمليات بهذه الطريقة المحدودة في الأيام المقبلة”.
وبحسب المصادر، فإن العملية “تتحدد وتتوجه بحسب التفاهمات مع روسيا، على الرغم من أن هناك تقدماً في المفاوضات، إلا أن تركيا لم تحصل على ما تطلبه بالتحديد بعد”.
وشددت المصادر على أن “الاستعدادات التركية للعملية العسكرية استُكملت، أمس الأربعاء، بشكل كامل، وباتت القوات العسكرية التركية والفصائل المعارضة التي تبلغت بالأمر، متأهبة ومستعدة لأي أوامر تأتي للبدء بتنفيذ العمليات العسكرية. وكان يُنتظر أن تبدأ العمليات أمس، إلا أنها جرت اليوم وبشكل محدود، وستحدَّد مساراتها لاحقاً بحسب تقدم المفاوضات”.
وبحسب المصادر، فإن تركيا “اقتربت من التفاهم مع روسيا على انسحاب النظام من بلدة سراقب ومعرة النعمان، ومن مناطق شرق إدلب، مقابل تمسّك روسيا ببقاء النظام في ريف حلب الغربي، حيث إن التفاهمات والاتفاقات تتم ببطء شديد ومشقة، بعد أن أدركت تركيا عدم جدوى المواجهة مع روسيا بدفع من الغرب، وإدراك روسيا لذلك، فجنح الطرفان إلى التفاهم وإن كان ذلك بطيئاً”.
وأفادت أيضاً بأن “العمليات العسكرية والمعارك المقبلة ستتواصل وتستمر بحسب التوافقات الجديدة، أي أنه من الممكن أن نشهد في الفترة المقبلة عمليات عسكرية محدودة كالتي جرت في النيرب اليوم، وربما تتواصل في بلدات أخرى في الأيام المقبلة، وصولاً إلى اتفاق نهائي في المنطقة يتضمن وقف إطلاق نار شاملاً، مع إيجاد حل لمشكلة هيئة تحرير الشام، ومن بين الخيارات المطروحة حلّ الهيئة لنفسها بعد بدء العمليات العسكرية التركية، لنزع الحجة الروسية في خروقاتها بالمنطقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى