أخبار

كشف أول مقبرة جماعية بدوما منذ احتلالها لرفات سبعين شخصاً … ماعلاقة “إسلام علوش” ؟

تداولت مواقع إعلام موالية للنظام رسمية ورديفة اليوم، صوراً قالت إنها لمقبرة جماعية عثر عليها بمنطقة قريبة من مدينة دوما، بعد عامين من سيطرة النظام على المدينة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها كشف مقبرة جماعية في منطقة كانت تخضع لسيطرة فصائل المعارضة “جيش الإسلام” تحديداً، وسط معلومات تتحدث عن أن هناك مدنيين ومقاتلين دفنوا فيها.

وذكرت مصادر النظام أن المقبرة الجماعية، عثر عليها في منطقة “مزارع العب” جنوب شرق مدينة دوما بالغوطة الشرقية، لجثامين مدنيين وعسكريين بينهم امرأة مكبلي الأيدي، تم إعدامهم ودفنهم في المنطقة.

وتشير المعلومات إلى أن الجثامين الذين تم انتشالهم نحو 70 شخصاً وتعود وفاتهم إلى ما بين بداية 2012 وحتى 2014، في وقت قالت مصادر لـ “شام” إن معلومات وصلت للنظام من جهات لم يتم الكشف عنها، أفادت بوجود مقبرة جماعية في المكان، رغم أن النظام يسيطر على كامل المنطقة ولم يعثر على أي مقبرة سابقاً.

وتقول المعلومات التي حصلت عليها شبكة “شام” أن عناصر أمنية من النظام وكوادر طبية توجهت للموقع المحدد مباشرة، مايؤكد أن هناك طرف آخر حدد موقع المقبرة، غير مستبعدة أن تكون المقبرة من الخفايا التي تكتكت عنها الفصائل خلال الأعوام الماضية، في حين هناك من بدأ يربط بين كشف المقبرة واعتقال “إسلام علوش” الناطق باسم جيش الإسلام في فرنسا.

وكان فتح اعتقال الناطق الرسمي باسم “جيش الإسلام “مجدي نعمة” المعروف باسم “إسلام علوش” في فرنسا قبل أسبوعين، الباب أمام احتمالات الكشف عن خيوط توصل للكشف عن مصير الناشطين الحقوقيين المختفين في الغوطة الشرقية منذ ست سنوات بمنطقة خاضعة لسيطرة “جيش الإسلام” المتهم من عدة منظمات سورية باختطاف “رزان زيتونة” ورفاقها.

وإضافة لشبكات ومؤسسات حقوقية سورية غير حكومية، كان اتهم “تجمع ثوّار سوريا” فصيل “جيش الإسلام” مسؤولية اختفاء الناشطين الأربعة، باعتباره القوّة المسيطرة على مدينة دوما وقت الاختطاف، وباعتبار أنّ التحقيق الذي وعدت قيادة الفصيل بإجرائه للكشف عن مصيرهم كان تحقيقاً شـكلياً وشابته العيوب الجسيمة وخاصّة لجهة التّكتم على مجريات التحقيق ونتائجه، وافتقاره للجديّة والموضوعية في ظل إجرائه دون تمثيل لجهة الادعاء وذوي المختطفين.

ويرى حقوقيون سوريون أن اعتقال علوش في فرنسا وهو أحد أركان جيش الإسلام القيادية، قد يشكل باباً لكشف أولى خيوط اختفاء النشطاء، والذي قد يقود لأدلة ومعلومات مهمة لمعرفة مصيرهم بعد ست سنوات من الاختفاء.

و “رزان زيتونة” محامية سورية وناشطة حقوقية منذ تخرجها من جامعة دمشق عام 1999، إذ كانت عضواً في “فريق الدفاع عن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي” منذ ذلك الوقت. وعضواً مؤسساً في جمعية “حقوق الإنسان في سوريا” واستمرت في عملها مع الجمعية حتى عام 2004. عام 2005 أسست رزان الأول المبادرات الحقوقية التوثيقية المهنية في سوريا، وهو “رابط معلومات حقوق الإنسان في سوريا” ليكون بمثابة قاعدة بيانات للانتهاكات النظام لحقوق الإنسان في البلاد، بالإضافة إلى نشاطها في لجنة دعم عائلات المعتقلين السياسيين في سوريا.

وفي التاسع من شهر كانون الأول لعام 2013 وفي ظروف غامضة اختفت رزان المدافعة عن حقوق الإنسان مع زوجها الناشط السياسي “وائل حمادة” الذي اعتقل مرتين عام 2011 في أثناء سعي نظام الأسد للضغط على رزان لأن تسلم نفسها، ومعهم صديقهما “سميرة الخليل”، المعتقلة السياسية السابقة لسنوات (1987-1991). والشاعر والمحامي ” ناظم الحمادي” الذي شارك رزان وحقوقيين سوريين آخرين الالتزام بالدفاع عن “معتقلي ربيع دمشق” عام 2000 و”إعلان دمشق” عام 2005.

وكانت أصدرت عدة منظمات حقوقية ومجتمع مدني سورية غير حكومية، بياناً مشتركاً، حول مصير المدافعين عن حقوق الإنسان، المخطوفين “رزان زيتونة، وائل حمادة، سميرة خليل وناظم حمادي”، مع تغيير الأطراف المسيطرة على منطقة اختطافهم، وهجرة عشرات الآلاف ولايزال مصير زملائنا مجهولا حتى اليوم.

وذكر البيان الجهات والدول الضامنة لمفاوضات الحل السياسي في سوريا أن الكشف عن مصير المفقودين، إطلاق سراح المعتقلين وضمان العدالة ومحاسبة مرتكبي كبرى الجرائم ضد الإنسانية، يمثل الضمان الأمثل لوضع حد لثقافة الإفلات من العقاب، ووضع حجر الأساس الأول لإرساء أي شكل من أشكال الاستقرار والسلام المستقبلي في سوريا والمنطقة.

وأكدت المنظمات متابعتها السعي للدفاع عن حقوق كافة المواطنين السوريين الأساسية والسعي نحو كشف الحقيقة وإرساء العدالة والعمل لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم الأكثر خطورة، وكذلك السعي لإرساء آلية محاسبة شفافة وعادلة ووطنية بضمانات دولية تنظر في الجرائم وضمان المحاسبة والتعويض، وعدم التكرار، كضامن أساسي لقيام سلام مستدام في سوريا.

وطالب البيان الدول والجهات الضامنة لخطوات بناء الحل في سوريا بتحمل مسؤولياتها تجاه انتاج حل سياسي يؤسس للسلام المستدام من خلال؛ إعطاء الأولوية لخطوات بناء الثقة وعلى رأسها الكشف عن مصير المغيبين والمعتقلين في سوريا، الضغط على كافة أطراف الصراع للالتزام والتعاون.

وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة الاضطلاع بمسئولياتهم بالدفاع عن حقوق الإنسان والعمل الجدي للكشف عن مصير المفقودين والمعتقلين في سوريا وضمان حرية وسلامة المدافعين عن حقوق الإنسان لضمان إطلاق عملية سياسية تؤسس لقيام الدولة الديمقراطية في سوريا.

شام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى