مقالات

ماالدعم الذي تحتاجه الثورة؟

د. موسى الزعبي

كاتب وباحث سوري.
عرض مقالات الكاتب

هناك أنواع من الدعم السياسي والعسكري
غايته أما الدعم أو التقويض
دعم فقط إعلامي كتصريحات جوفاء من باب الحياء والخجل دون أن يترافق بأي تحرك فعلي سواء سياسي أو عسكري وغاية ذلك حصد نقاط شعبية والتغطية على العمالة أحيانًا وينطبق هذا النوع على دعم القضية الفلسطينية من أغلب الأنظمة حيث لاحظ الجميع ذلك ظاهرة صوتية فقط .
دعم سياسي دون عسكري يؤدي لقطع العلاقات السياسية كطرد السفراء وإغلاق القنصليات ،وممكن يترافق مع قطع العلاقات الاقتصادية أولاً كحال بعض الأنظمة العربية بداية الثورة السورية حيث سحبت سفراءها وطردت سفراء النظام باستثناء تركيا التي أبقت سفارة النظام مفتوحة.
دعم سياسي وعسكري لوجستي يؤدي لتغيير واقعي كحال روسيا وإيران بدعم النظام عسكريا بالقصف والميليشيات وبالفيتو بمجلس الأمن
دعم بالثورات غايته تجميع الثوار بصنبور دعم واحد ثم سهولة التحكم بالرأس من خلال إم تغييره بأي لحظة أو غلق صنبور دعم وهذه للأسف الكثير لا يزال يعتقد أن غياب قيادة ثورية واحدة هو سبب تأخر النصر بل بالثورات وبخاصة عندما الأعداء يملكون قوة ضخمة ،فالتوحد يعتبر خطرًا على الثورة ،ويجب اتباع حرب العصابات وعمليات الكر والفر بكل منطقة، وليس المعارك التقليدية، ثم عند كسر النظام يتم توحيد القيادات لوضع رؤية سياسية بسوريا جديدة ، وللأسف ساعدت القيادة السياسية للثورة على تفتيت الثورة وذلك إمّا جهلا أو توجيهًا مقابل اغراءات معروفة، واليوم الثوار أدركوا ادأن هذه الوسيلة الناجعة لكسر النظام كما يحصل بالجنوب رغم سقوطه بيد النظام وقبضته الأمنية القوية .
دعم من نوع خطير وخبيث غايته اختراق الفصائل، ثم تفتيتها والتحكم بقرارها وهذا حال من زعم دعم الثورة السورية وغاية ذلك الدعم كون قوة الثورة تكون أكبر من طاقة الدول لاجهاضها فليجؤون لتنمية وتضخيم الانتهازيين على حساب الشرفاء ولابد من تضليل العوام بهذا الدعم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وبعد فترة يكون حققوا المطلوب

دعم من نوع أخطر وهو دعم إعلامي ورفع السقف الإعلامي السياسي للأعلى حتى الشتم والصراخ مع تهويل هوليودي يتزامن مع دعم عسكري للطرف الآخر مفتوح وهذا ما حصل بلعبة المفاوضات السوري للمعارضة المدجنة مع النظام ولتمرير هذا النوع يجب ان يكون بمرحلة متقدمة ويتم تنصيب الاراذل والجهلة لتمرير ذلك .
وهناك تداخل بين هذه الأنواع وكي يعرف الثوار الطريق ولا يضلون هو التركيز على أهداف الثورة أو القضية وهي إسقاط النظام كاملا اي المنظومة الأمنية والنقطة الثانية اعتبار أي خسارة على الأرض هي خسارة سياسية وتراجع بالثورة، ويجب ابتكار وسائل جديدة وتوقف اي مسار سياسي في حال استمرت خسارة الأرض وهذا للأسف لم يفعله هؤلاء
وأخيرًا قراءة التاريخ والعلاقات الدولية.
فالثورات تحسم عسكريًا في البداية بميل الكفة على الأرض ثم تأتي مفاوضات فنية وليس سياسية لترتيب الانتقال وليس كما فعل هؤلاء.
وللأسف لقد استطاعوا بالتحكم بمسار المعارك والسياسة وإبعاد الثوار عن نقاط ضعف النظام وهي ضرب حاضنته والعاصمة لمعارك على هوامش الحدود بمساعدة واختراق ممن يزعم دعم الثورة ،ولكن هذه الصدمة ستشكل وعيًا شعبيًا كاملاً. فرصيد الثورة من الشهداء والتدمير والضحايا سيهزم الجميع وهذه حتمية التاريخ وسنة الكون رغم ثمن التضحية العالية فليس الأمر جغرافية وخسارة مناطق، بل عقيدة وروح ودفاع وجودي وهذه مازال الشعب السوري يؤمن ويزداد ايمانا بها كل يوم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى