بحوث ودراسات

ابن عربي وكتابه الفصوص (23)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

الباب الثالث
(1)
كــفـر ابـــن عـربـي
في هذا الباب ننقل من الكتب أقوال بعض من كفر ابن عربي، والنقول في ذلك كثيرة، من ذلك:
قال ملا علي القاري في كتابه “مرتبة الوجود ومنزلة الشهود صـ 34 وما بعدها
قَالَ شيخ مَشَايِخنَا الْعَلامَة الْجَزرِي: يحرم مطالعة كتبه وَالنَّظَر فِيهَا والاشتغال بهَا وَلَا يلْتَفت إِلَى قَول من قَالَ إِن هَذَا الْكَلَام الْمُخَالف لظَاهِر المرام يَنْبَغِي أَن يؤول بِمَا يُوَافق أَحْكَام الْإِسْلَام، فَإِنَّهُ غلط من قَائِله، وَكَيف يؤول قَوْله: الرب حق وَالْعَبْد حق، وَقَوله: مَا عرف الله إِلَّا المعطلة والمجسمة. وَقد قَالَ تَعَالَى {لَيْسَ كمثله شَيْء} فَهَذَا دَلِيل المعطلة {وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير} دَلِيل المجسمة، وَقَوله: مَا عَبَدَ من عبد إِلَّا الله، وَأحسن مَا عِنْدِي فِي أَمر هَذَا الرجل أَنه لما ارتاض غلبت عَلَيْهِ السَّوْدَاء فَقَالَ مَا قَالَ فَلهَذَا اخْتلف كَلَامه اخْتِلَافا كثيرا وتناقض تناقضا ظَاهرا فَيَقُول الْيَوْم شَيْئا وَغدا بِخِلَافِهِ. قلت(أي القاري): وَيُؤَيّد مَا نقل عَنهُ (أي عن الجزري) أَنه قَالَ: من لم يقل بِكُفْرِهِ فَهُوَ كَافِر. قَالَ (أي الجزري): والظانون بِهِ خيرا أحد رجلَيْنِ: إِمَّا أَن يكون سليم الْبَاطِن لَا يتَحَقَّق معنى كَلَامه وَيَرَاهُ صوفياً، ويبلغه اجْتِهَاده وَكَثْرَة علمه، فيظن بِهِ الْخَيْر؛ وَإِمَّا أَن يكون زنديقاً إباحياً حلولياً يعْتَقد وحدة الْوُجُود وَيَأْخُذ مَا يُعْطِيهِ كَلَامه من ذَلِك مُسلما وَيظْهر الْإِسْلَام، وَاتِّبَاع الشَّرْع الشريف فِي الْأَحْكَام. وَلَقَد جرى بيني وَبَين كثير من عُلَمَائهمْ بحث أفْضى إِلَى أَن قلت: اجْمَعُوا بَين قَوْلكُم وَبَين التَّكْلِيف وَأَنا أكون أول تَابع لكم.
وَلَقَد نقل الإِمَام عماد الدّين بن كثير عَن الْعَلامَة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ عَن شيخ الْإِسْلَام ابْن دَقِيق الْعِيد الْقَائِل فِي آخر عمره لي أَرْبَعُونَ سنة مَا تَكَلَّمت كلمة إِلَّا وأعددت لَهَا جَوَابا بَين يَدي الله تَعَالَى وَقد سَأَلت شَيخنَا سُلْطَان الْعلمَاء عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام عَن ابْن عَرَبِيّ فَقَالَ شيخ سوء كَذَّاب يَقُول بقدم الْعَالم وَلَا يحرم فرجاً وَقَالَ الْجَزرِي وَبِالْجُمْلَةِ فَالَّذِي أقوله وأعتقده وَسمعت من أَثِق بِهِ من شيوخي الَّذين هم حجَّة بيني وَبَين الله تَعَالَى أَن هَذَا الرجل إِن صَحَّ هَذَا الْكَلَام الَّذِي فِي كتبه مِمَّا يُخَالف الشَّرْع المطهر، وَقَالَهُ وَهُوَ فِي عقله وَمَات وَهُوَ مُعْتَقد ظَاهره، فَهُوَ أنجس من الْيَهُود وَالنَّصَارَى فَإِنَّهُم لَا يسْتَحلُّونَ أَن يَقُولُوا ذَلِك، ثمَّ إِنَّمَا يؤول كَلَام الْمَعْصُوم؛ وَلَو فتح بَاب تَأْوِيل كل كَلَام ظَاهره الْكفْر لم يكن فِي الأَرْض كَافِر، مَعَ أَن هَذَا الرجل يَقُول فِي فتوحاته: وَهَذَا كَلَام على ظَاهره لَا يجوز تَأْوِيله انْتهى وَقد صنف الْعَلامَة ابْن نور الدّين مجلدا كَامِلا فِي الرَّد على ابْن عَرَبِيّ سَمَّاهُ كشف الظلمَة عَن هَذِه الْأمة .
ثم قال (صـ 38)
وَتحرم مطالعة كتبه لِأَنَّهَا مشحونة بِمَا يُخَالف عقائد الْمُسلمين فِي مقَام الْإِيمَان والتصديق ثمَّ أعلم أَن القَوْل بالحلول والاتحاد الْمُوجب لحُصُول الْفساد والإلحاد شَرّ من الْمَجُوس والثنوية والمانوية الْقَائِلين بالأصلين النُّور والظلمة وَأَن الْعَالم صدر عَنْهُمَا
وفي نفس المرجع “مرتبة الوجود ومنزلة الشهود” صـ 64 وما بعدها
وَقد ذكر ابْن الْمقري صَاحب الْإِرْشَاد فِي متن الرَّوْضَة أَن من شكّ فِي تَكْفِير الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَطَائِفَة ابْن عَرَبِيّ؛ كفر
وفي المرجع السابق صـ 136، 137
وَقد وصف شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين عَليّ بن عبد الْكَافِي السُّبْكِيّ ابْن عَرَبِيّ هَذَا وَأَتْبَاعه بِأَنَّهُم ضلال وجهال خارجون عَن طَريقَة الْإِسْلَام لِأَنَّهُ قَالَ فِيمَا أنبأني الحافظان زين الدّين الْعِرَاقِيّ وَنور الدّين الهيثمي فِي شَرحه على الْمِنْهَاج للنووي فِي بَاب الْوَصِيَّة بعد ذكره طوائف الْمُتَكَلِّمين وَهَكَذَا الصُّوفِيَّة ينقسمون كانقسام الْمُتَكَلِّمين فَإِنَّهُمَا من وَاد وَاحِد فَمن كَانَ مَقْصُوده معرفَة الرب سُبْحَانَهُ وَصِفَاته وأسمائه والتخلق بِمَا يجوز التخلق بِهِ مِنْهَا والتحلي بأحوالها وإشراق أنوار المعارف الإلهية وأسرار الْأَحْوَال السّنيَّة لَدَيْهِ فَذَلِك من أعلم الْعلمَاء وَيصرف إِلَيْهِ فِي الْوَصِيَّة للْعُلَمَاء وَالْوَقْف عَلَيْهِم وَمن كَانَ من هَؤُلَاءِ الصُّوفِيَّة الْمُتَأَخِّرين كَابْن عَرَبِيّ وَأَتْبَاعه فهم ضُلَّال وجُهَّال خارجون عَن طَرِيق الْإِسْلَام فضلا عَن الْعلمَاء الْكِرَام انْتهى
وفي آخر المرجع السابق: مرتبة الوجود ومنزلة الشهود صـ 155وما بعدها أعاد القاري كلام المقرى وقال:
فقد نَص الْعَلامَة ابْن الْمقري كَمَا سبق أَن من شكّ فِي كفر الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَطَائِفَة ابْن عَرَبِيّ فَهُوَ كَافِر، وَهُوَ أَمر ظَاهر، وَحكم باهر، وَأما من توقف فَلَيْسَ بمعذور فِي أمره، بل توقفه سَبَب كفره، فقد نَص الإِمَام الْأَعْظَم، والهمام الأقدم، فِي الْفِقْه الْأَكْبَر، أَنه إِذا أشكل على الْإِنْسَان شَيْء من دقائق علم التَّوْحِيد فَيَنْبَغِي لَهُ أَن يعْتَقد مَا هُوَ الصَّوَاب عِنْد الله تَعَالَى، إِلَى أَن يجد عَالماً فيسأله، وَلَا يَسعهُ تَأْخِير الطّلب، وَلَا يعْذر بِالْوَقْفِ فِيهِ، وَيكفر إِن وقف. انْتهى وَقد ثَبت عَن أبي يُوسُف أَنه حكم بِكفْر من قَالَ لَا أحب الدُّبَّاء بعد مَا قيل لَهُ إِنَّه كَانَ يُحِبهُ سيد الْأَنْبِيَاء، فَكيف بِمن طعن فِي جَمِيع الْأَنْبِيَاء، وَادّعى أَن خَاتم الْأَوْلِيَاء أفضل من سيد الأصفياء، فَإِن كنت مُؤمنا حَقًا مُسلماً صدقاً فَلَا تشك فِي كفر جمَاعَة ابْن عَرَبِيّ، وَلَا تتَوَقَّف فِي ضَلَالَة هَذَا الْقَوْم الغوي، وَالْجمع الغبي.
فَإِن قلتَ: هَل يجوز السَّلَام عَلَيْهِم ابْتِدَاءً، قلتُ: لَا، وَلَا رد السَّلَام عَلَيْهِم، بل لَا يُقَال لَهُم عَلَيْكُم أَيْضاً فَإِنَّهُم شَرّ من الْيَهُود وَالنَّصَارَى، وَإِن حكمهم حكم الْمُرْتَدين عَن الدّين، فَعلم بِهِ أَنه إِذا عطس أحد مِنْهُم فَقَالَ الْحَمد لله لَا يُقَال لَهُ يَرْحَمك الله، وَهل يُجَاب بيهديك الله مَحل بحث، وَكَذَا إِذا مَاتَ أحد مِنْهُم لَا يجوز الصَّلَاة عَلَيْهِ، وَأَن عباداتهم السَّابِقَة على اعتقاداتهم بَاطِلَة، كطاعاتهم اللاحقة فِي بَقِيَّة أوقاتهم، فَالْوَاجِب على الْحُكَّام فِي دَار الْإِسْلَام أَن يحرقوا من كَانَ على هَذِه المعتقدات الْفَاسِدَة، والتأويلات الكاسدة، فَإِنَّهُم أنجس وأنجس مِمَّن ادّعى أَن عليا هُوَ الله، وَقد أحرقه عَليّ رَضِي الله عَنهُ.
وَيجب إحراق كتبهمْ الْمُؤَلّفَة وَيتَعَيَّن على كل أحد أَن يبين فَسَاد شقاقهم، وكساد نفاقهم، فَإِن سكُوت الْعلمَاء، وَاخْتِلَاف بعض الآراء، صَار سَبباً لهَذِهِ الْفِتْنَة، وَسَائِر أَنْوَاع الْبلَاء فنسأل الله تَعَالَى حسن الخاتمة.
وفي ميزان الاعتدال (3/ 659) للذهبي أيضاً
وكذلك من أمعن النظر في فصوص الحكم، أو أمعن التأمل لاح له العجب، فإن الذكى إذا تأمل من ذلك الأقوال والنظائر والاشباه، فهو أحد رجلين:
إما من الاتحادية في الباطن، وإما من المؤمنين بالله الذين يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر.
وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (23/ 48) للحافظ الذهبي أيضاً
وَمِنْ أَرْدَإِ تَوَالِيفِهِ كِتَابُ (الفُصُوْصِ) ، فَإِنْ كَانَ لاَ كُفْرَ فِيْهِ، فَمَا فِي الدُّنْيَا كُفْرٌ، نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ وَالنَّجَاةَ، فَوَاغَوْثَاهُ بِاللهِ!
ثم قال: وَلاَ رَيْبَ أَنَّ كَثِيْراً مِنْ عِبَارَاتِهِ لَهُ تَأْوِيْلٌ إِلاَّ كِتَابَ (الفُصُوْصِ) !
وقال عنه ابن الملقن صاحب طبقات الأولياء ترجمة رقم 153
ومن أفحشها ” الفصوص ” ، ومن تكلف فيه فهو من المتكلفين
وفي البداية والنهاية ط هجر (17/ 252)
وَأَقَامَ بِمَكَّةَ مُدَّةً، وَصَنَّفَ فِيهَا كِتَابَهُ الْمُسَمَّى بِالْفُتُوحَاتِ الْمَكِّيَّةِ فِي نَحْوِ عِشْرِينَ مُجَلَّدًا، فِيهَا مَا يُعْقَلُ وَمَا لَا يُعْقَلُ، وَمَا يُنْكَرُ وَمَا لَا يُنْكَرُ، وَمَا يُعْرَفُ وَمَا لَا يُعْرَفُ،
وَلَهُ الْكِتَابُ الْمُسَمَّى بِ ” فُصُوصِ الْحِكَمِ ” فِيهِ أَشْيَاءٌ كَثِيرَةٌ ظَاهِرُهَا كُفْرٌ صَرِيحٌ.
وقال ملا علي القاري في شرح الشفا 5/407
وأنجس منهم وأنحس من النصارى أيضاً؛ طائفة ابن عربي، وضررهم (أي طائفة ابن عربي) على المسلمين أكثر من جميع الكفرة والمبتدعين.

وفي كتاب دولة الإسلام في الأندلس (4/ 679) لمحمد عبد الله عنان المؤرخ المصري (المتوفى: 1406هـ) مكتبة الخانجي، القاهرة
وكان ابن عربي يجاهر بكثير من الآراء الحرة التي تؤخذ عليه أحياناً، وتعتبر من ضروب الإلحاد، حتى أنه حينما كان بمصر، وصدرت عنه تلك الآراء، أو الشطحات، كما كان يصفها ابن عربي، اشتد العلماء المصريون في محاسبته، ورموه بالإلحاد والكفر، وطالبوا بإهدار دمه. انتهى
والغريب أنه برغم ما عند ابن عربي من الكفر الصراح في ‘فصوصه’ وزعمه إن فرعون موحد وإن موسى مشرك، وهكذا يقول في شأن العذاب: أنه ما سمي عذابا إلا من عذوبته، تعطيل للكتاب والسنة ولشرع الله، وزندقة ظاهرة، ثم نجد من يدافع عنه من المصلين.
ويقول السيد رشيد رضا في تفسير المنار 1 /18 عندما يتكلم عن التفسير المنسوب لابن عربي:
وفيه من النزعات ما يتبرأ عنه دين الله وكتابه العزيز.
وفي كتاب تفسير ابن عربي حقيقته وخطره للدكتور حسين الذهبي صـ26
وابن عربي- في رأيي ورأي الكثير من العلماء: صوفي لا يقل في تطرفه وغموضه عن القاشاني وقد بلغ من أمر تطرفه وغموضه حداً جعل بعض العلماء يرمونه بالكفر والزندقة، وذلك لِمَا كان يدين به من القول بوحدة الوجود، ولِمَا كان يصدر عنه من المقالات الموهمة، التي تحمل في ظاهرها كل معاني الكفر.
وفي إحياء علوم الدين دار المعرفة – بيروت 1/ 38
فإن شرهم على الدين أعظم من شر الشياطين
وفي شرح العقيدة الطحاوية للإمام ابن أبي العز الحنفـي صـ 28 تحقيق الشيخ شاكر:
وهذا القول قد أفضى بقوم الى القول بالحلول والإتحاد، وهو أقبح من كفر النصارى.
وقال صاحب الصوارم الحداد القاطعة لعلائق أرباب الاتحاد (صـ 61) لـ محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ)
إِن كفرهم أعظم من كفر الْيَهُود وَالنَّصَارَى
ثمَّ قَالَ بعد كَلَام طَوِيل هَذِه الْفَتْوَى لَا تحمل بسط كَلَام هَؤُلَاءِ وَبَيَان كفرهم وإلحادهم فَإِنَّهُم من جنس القرامطة الباطنية والإسماعيلية الَّذين كَانُوا أكفر من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَإِن قَوْلهم يتَضَمَّن الْكفْر بِجَمِيعِ الْكتب وَالرسل.
وفي كتاب فضائح الصوفية (صـ 48) لعبد الرحمن بن عبد الخالق، مكتبة ابن تيمية، الكويت ، الطبعة الأولى، 1404 هـ – 1984 م
كل مقالة صرحت بنفي الربوبية، أو الوحدانية، أو عبادة أحد غير الله، أو مع الله، فهي كفر.
وقال شيخ الإسلام الشيخ محيي الدين النووي الشافعي: في كتاب الردة من كتاب روضة الطالبين (7/284).
قال المتولى: “من اعتقد قدم العالم، أو حدوث الصانع -إلى أن قال- أو أثبت له الانفصال، أو الاتصال، كان كافراً” ا. هـ.
فكيف بمن يصرح بأنه عين كل شيء؟ قال: “والرضى بالكفر كفر”.
و فكيف بمن يصوب كل كفر، وينسب ذلك التصويب إلى نقل الله تعالى له عن نبيه هود عليه السلام؟
وقال النووي في الباب الثاني في أحكام الردة(7/296):
“إن حكمها إهدار دم المرتد، فيجب قتله إن لم يتب، سواء كان الكفر الذي ارتد إليه كفراً ظاهراً، أو غيره ككفر الباطنية” ا. هـ.
وقال الإمام شرف الدين إسماعيل بن المقري في مختصر الروضة: “فمن اعتقد قدم العالم…. إلى أن قال: أو شك في تكفير اليهود والنصارى، وطائفة ابن عربي؛ كفر.
وفي الإحياء أيضاً 1/ 100
فمن قال إن الحقيقة تخالف الشريعة أو الباطن يناقض الظاهر فهو إلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى