منوعات

تصحيح في رواية مساعدة العراق للسودان

الشيخ الدكتور عبد الحكيم عبد الرحمن السعدي

عرض مقالات الكاتب

انتشرت في مواقع التواصل رواية عني حصل فيها زيادة ونقصان أرجو ألاّ يكون متعمدًا .
وإليكم القصة كما أرويها أنا وربما هناك رواية أخرى عن غيري فحصل الخلط والدمج.
في عام ١٩٩١ أو التي بعدها كلفتنا الدولة العراقية أنا والشيخ المرحوم صبحي الهيتي واثنان آخران بحضور مؤتمر في السودان.
واهتمت بنا الدولة السودانية ورتبت لنا برنامجًا للزيارة.
وفي زيارة لأحد الوزراء رحب بنا ترحيباً بالغاً وقال :
أنتم أيها العراقيون أصحاب فضل علينا، فقلت له وما فضلنا عليكم سيادة الوزير؟
فقال: في عام كذا ضغط علينا جون قرن المدعوم أمريكياً حتى كادت الخرطوم أن تسقط في يده.
فقررت الحكومة السودانية إيفاد وفد يطوف الدول العربية لطلب المساعدة قبل أن تحصل الكارثة وكنت – الوزير- واحدًا من الوفد فذهبنا إلى عدة دول عربية وكلها اعتذرت عن المساعدة، وفي آخر المطاف جلسنا في الفندق في جدة نفكر فقال أحدنا لم يبق إلا العراق .
فقلنا العراق لا يستطيع مساعدتنا لأنه منشغل بحربه مع ايران ، ثم رجحنا الذهاب عسى ولعل.
فركبنا طيارتنا فوجدنا طه ياسين رمضان يستقبلنا وأخذنا إلى فندق الرشيد وهو من أرقى الفنادق في بغداد .
وبعد أن استرحنا لمدة ساعة، واذا به ياتينا في تلك الليلة ويقول تفضلوا السيد الرئيس صدام ينتظركم.
فذهبنا إلى القصر الجمهوري واذ بالرئيس صدام ينتظرنا.
ورحب بنا أجمل ترحيب ثم قال : تفضلوا ما حاجتكم؟ فقلنا له ياسيادة الرئيس نحن نعلم أنكم منشغلون في حرب مع ايران ،ونحن نعذركم إن لم تساعدونا،وقد طفنا الدول العربية فلم نجد من يساعدنا إلخ القصة..
يقول الوزير سمعنا من الرئيس كلمتين:
( يصير خير ) إن شاء الله
وخرجنا منه مرتاحين وجلسنا في الفندق ثلاثة ايام ننتظر الرد، ولم يكن آنذاك (الموبايل)
وفي اليوم الثالث جاءنا طه ياسين رمضان وقال: جرت عادة العرب أنها في اليوم الثالث من وصوله يسأل ماذا تريد؟
وها نحن نسألكم ماذا تريدون؟
فقلنا له: إننا ذكرنا حاجتنا للسيد الرئيس.
فقال طه: إنكم بعد خروجكم من السيد الرئيس بساعة أمر بنصب جسرجوي بين بغداد والخرطوم ، ونقلت جميع الأسلحة والمعدات اللازمة والخبراء.
فاندهشنا وركبنا طيارتنا بين مصدق ومكذب.،وحين وصلنا الخرطوم وإذا بالسودانيين يستقبلوننا استقبال الفاتحين . وفعلاً وجدنا كل شيء قد وصل وانقذ الله الخرطوم بفضلكم أيها العراقيون فهذا هو فضلكم علينا.
وحين رجعت إلى العراق ذكرت القصة في مسجد القاضي مسجدي في الرمادي،
وشاء الله ان يكون الدكتور عبدالمنعم أحمد الصالح وزير الأوقاف يصلي عندي الجمعة وكان مدعواً عند اخي الشيخ عبدالرزاق.،فلما سمع القصة رواها للمرحوم الشهيد صدام في مجلس الوزراء فاستحسنها وأمر وزير الأوقاف أن يتصل بي لإعادتها في بغداد في الجمعة المنقولة عبر وسائل الإعلام من جامع أم الطبول .
هذه القصة التي رويتها وما زاد عليها أو نقص فليس من روايتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى