مقالات

تكالب الأعداء (شهادة لله ثم للتأريخ)

د. عبد المنعم البدراني

عضو الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين
عرض مقالات الكاتب

الدافع الاقتصادي والمالي مما يحدث في المنطقة ليس مقصودا لذاته وإنما هو مقصود لغيره

فالقضية أكبر من الاقتصاد والأموال وإن كان ذلك هدفا ولكنه ليس الهدف الوحيد والدافع الوحيد.

القضية متعلقة من الخوف من الإسلام أن يعود الى موقعه السياسي والقيادي والإداري في الحياة، كما كان في عصور المجد والعزة والسيادة التي كان عليها منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين مرورا بالدولة الأموية والعباسية والأيوبية والمماليك والسلاجقة وانتهاءً بعصر العثمانيين المجيد الذي بلّغ الدين الى عمق أوروبا وأفريقيا وآسيا

ولذلك تراهم قد شنّوا الحرب على مرتكزات عودة هذا النظام الإسلامي للواجهة في الحياة وهي:

١-المرتكز السياسي وإقامة شريعة الله في كل أنحاء الحياة فمكّنوا الإسلاميين من سُدة الحكم ثم قاموا على إفشال حكمهم ليشيع بين الناس أن الإسلام غير قادر على قيادة الحياة

أ: مثل مصر وتونس والسودان

ب: العراق حيث جاؤوا بأقذر خلق الله ممن يسمون أنفسهم بالإسلاميين، فعاثوا في الأرض فساداً؛ وقتلاً؛ وسرقة واختلاسا ونهباً للمال العام ليثبتوا للمسلمين أنفسهم أن الإسلام غير صالح للحكم، وإدارة البلاد وأن الحل الأمثل هو العلمانية والليبرالية

ثانيا: المرتكز الجهادي

فلقد أفشلوا كل التجارب الجهادية والقتالية التي خاضها المسلمون في الدفاع عن أرضهم ودبنهم بوجه كل احتلال بغيض ابتداءً من الثورة الإسلامية ضد الانگليز والعصابات الصهيونية في فلسطين بقيادة القائد عبد القادر الحسيني رحمه الله ومرورا بالجزائر بقيادة الإمام عبد القادر الجزائري رحمه الله وتونس والمغرب بقيادة عبد الحميد بن باديس وعبد الكريم الخطابي رحمهما الله وليبيا بقيادة عمر المختار رحمه الله

وكذلك إفشال كل المحاولات الجهادية في العالم الإسلامي مثل أفغانستان والشيشان والعراق وسوريا

وهذا الإفشال لهذه الحركات المجاهدة جاء من طرق

الأول: القتال الضاري والشرس لقوات الاحتلال لهذه المجاميع المجاهدة قتالا مباشراً واستخدام أحدث الأسلحة المتطورة ضدهم والمحرّمة كذلك مثل اليورانيوم والفسفور كما فعلوا في الفلوجة وغيرها.

الثاني: تجنيد العملاء من أبناء جلدة المجاهدين لطعنهم من الخلف، كالصحوات ومن لف لفهم من القوات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي عملت مع المحتل ضد المجاهدين

الثالث: اختراق صفوف المجاهدين بالنكرات والمجاهيل الذين لا يُعرف لهم أصل ولا فصل ولا تزكية أحد لهم والذين أطلق عليهم تسمية المجاهدين العرب والأجانب؛ فكانوا سُبّةً على الجهاد والمجاهدين، فمنهم من هو جاهل؛ ومنهم من هو مجنّد لدوائر استخباراتية ومخابراتية عالمية فجاسوا خلال المجاميع الجهادية فتنة وتقتيلا وتكفيرا لأنهم يرون أنفسهم أعلم الناس، وأخلص الناس وأصوب الناس، وما سواهم فهو مرتد وكافر وعميل حلال الدم والمال والعرض؟!

وتمثل هذا التيار بتنظيم القاعدة الذي انتهى إلى دولة العراق الإسلامية في الشام والعراق (داعش) والتي كانت الضربة الموجعة الموجهة للمشروع الخلافي والجهادي للمسلمين، فلقد كرّهوا الناس بالخلافة والجهاد وإقامة الدولة الإسلامية، وذلك لفوضويتهم وعشوائيتهم وجهلهم لواقع الحال وفقه المرحلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى