دين ودنيا

مناقشة هادئة مع من ينكر السنة (2)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

القرآن يأمرنا باتباع الرسول في كل شيء قاله أو فعله.
إن من يدعي الإيمان بالقرآن الكريم عليه أن يتبعه في الأمر باتباع الرسول، وهذه آيات تأمر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وطاعته:
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [آل عمران 31] فمن أراد أن يحبه الله، ومن أراد أن يغفر الله له ذنوبه فعليه باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومفهوم المخالفة أن من لا يتبع الرسول لا يحبه الله.
وقد مدح الله تعالى الذين يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأثبت لهم الفلاح، كما في قوله تعالى:
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ [الأعراف 157] كذلك فمن أراد أن يرحمه الله فعليه طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومفهوم المخالفة يعني أن من يخالف الرسول ويعصه لا يرحمه الله.
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران 132] وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
[النور 56] بل إن الله ربط الهداية بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ [النور 54] انظر إلى قول الله تعالى وإن تطيعوه تهتدوا، فالضلال كل الضلال في عدم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذه آيات تأمرنا بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم:
ــ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء 59] ــ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [الأنفال 1] ــ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ [الأنفال 20]
ــ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال 46] ــ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ [المجادلة13]
ــ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُ [المائدة 92] ــ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُ [التغابن 12] انظر إلى قول الله: وَأَطِيعُوا اللَّه يعني أوامر القرآن.
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ يعني أقواله وأحاديثه.
بل ان الله تعالى حذرنا من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونهانا عن مخالفته، وترك العمل بما جاءنا به، فقال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ (25) [الأنفال] وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ [الحشر 7] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ
[محمد 33] فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور 63] فكيف بعد هذا الوعيد وهذا التحذير يسوغ مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأي دليل يمكن ان يتعلق به من رد أقوال الرسول وأفعاله بعد هذه الآيات البينات التي تأمر باتباعه وطاعته، وتحذر وتتوعد من لا يتبعه ولا يطيعه.
فإن قال قائل: إنما نتبعه فيما أتي به من القرأن دون ما قاله وليس في القرآن، طالبناه بالدليل، فالآيات واضحات غير مخصصة لقول دون قول، فمن أدعى التخصيص فعليه بالدليل، فهل قال الله تعالى أطيعوا الرسول في أوامر القرآن دون السنة؟ أم حَذّر من مخالفته في أي شيء، وأمر باتباعه في كل شيء.
فمن ادعى الإيمان بالقرآن الكريم طالبناه بالإيمان بهذه الآيات وأن يقر ويذعن باتباع الرسول في كل ما قاله، فإن حاول صرف هذه الآيات عن ظاهر معناها بتأويلات لا تحتملها اللغة العربية، وفهم هو غير ما يفهمه العربي، ذكرنا له قول الله تعالى:
وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ [النحل 103] بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ [الشعراء 195] وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الَعَزِيزُ الحَكِيمُ [إبراهيم 4] فلا يجوز صرف الآيات عن ظاهر معناها إلا بدليل، وبشرط أن يكون مما تحتمله اللغة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى