مقالات

الخيار صفر.. ما الهدف؟

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

عرض وملخص لدراسة بعنوان: “الخيار صفر..ما الهدف؟”. للدكتور رفيق حبيب.

فهي توضح الأسباب والأهداف والدوافع الحقيقية وراء الواقع المظلم الدموي والسلوك الإجرامي الذى إنتهجه نظام الثورة المضادة الإقليمى.

 تحت عنوان الدراسة طرح د. رفيق حبيب هذا السؤال “هل إختار النظام الإقليمى العربى الخيار صفر في معركته مع ثورات الربيع العربى؟ ولماذا هذا الإختيار بالذات؟ وما هي نتائج سياسات الخيار صفر على المنطقة؟”.
 
وألمح أن الخيار الصفرى يبدو أنه الاستراتيجية المتبعة إقليميا وداخليا في العديد من الدول، خاصة في منطقة المركز العربى الممتد من مصر إلى بعض دول الخليج، حيث تتركز عمليات التغيير الواسع.
 
وأن كل دول المنطقة لم تختار الخيار الصفرى، ولكن اختاره الحكم العسكري في مصر والحكم في السعودية والإمارات العربية في معركته مع خصومه.
 
وفسّر قوله “الخيار صفر” بأنه يعني: المواجهة حتى النهاية، وحتى تحقيق الانتصار الكامل، فهذه الاستراتيجية لا تترك أي مكان للحلول “الوسط أو التسويات أو حتى الحلول السياسية.

(*) معركة التصعيد والمواجهة المفتوحة:

ويرى “التصعيد في المواجهة” ضد الثورة أو ضد كل ما يرمز له الربيع العربي، هو العنوان الأشمل لمعركة التصعيد والمواجهة، فالمطلوب ليس فقط القضاء على كل آثار الربيع العربي، بل على ذكراه نفسها.
 
وأوضح أن المواجهة مستمرة في كل البلدان العربية تقريبا، حتى فيى دول المغرب العربى التى بقيت فيها آثار التحول الديمقراطى.
 
ويشير أن التصعيد الإقليمى في المواجهة مع الحركة الإسلامية بلغ درجات غير مسبوقة فى التاريخ العربى المعاصر، مما أكد مرات عدة أن المواجهة لا تهدف لاحتواء الحركة الإسلامية بل استئصالها.
 
ويرى د. رفيق حبيب أن “الخيار صفر”: “والمواجهة المفتوحة الأبرز والأهم هي مع جماعة الإخوان المسلمين، والتى مثلت العمود الفقرى للحركة الإسلامية المعتدلة في التاريخ العربى والإسلامى المعاصر.
 
وأضاف: “مثلت جماعة الإخوان المسلمين الجماعة الأكبر بين الحركات الإسلامية الوسطية، لذا أصبح استهدافها شرطا ضروريا لاستئصال الحركة الإسلامية عامة”.
 
وألمح إلى أن “موضع جماعة الإخوان المسلمين في قلب حراك الربيع العربي، يجعل استئصالها ضروريا لمن يريد محو الربيع العربي من الذاكرة العربية الجمعية تماما. مضيفا أن حركة المقاومة الإسلامية حماس طليعة حركات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مما جعل الحركة الإسلامية تتصدر مقاومة الاحتلال لعقود طويلة.
 
وخلص إلى أن الاستهداف الموجه للربيع العربى موجه أيضا للديمقراطية والحركة الإسلامية المعتدلة، والمطلوب هو استئصال تلك المنظومة الرابطة بين الثورة والديمقراطية والحركة الإسلامية. مستشترفا أن الاستراتيجية المعتمدة منذ الثورات المضادة هي التصعيد والمواجهة بدون سقف، وكأن هذه الاستراتيجية تفترض أنها يمكن أن تنجح في القضاء على الحركة الإسلامية.
 
(*) آليات الصراع:

 و آليات الخيار صفر في ضوء هذه الدراسة تتمثل في:
 
1- المقاومة العنيفة للتحول الديمقراطي الذي أنتجه الربيع العربي في المنطقة العربية كلها بما فيها دول المغرب العربى
 
2- التصعيد العنيف مع الحركات الاسلامية كلها ،مبتدئة بجماعة الاخوان 
 
3- القضاء على حماس
 
4- تغيير الهوية الحضارية و الثقافيه 
 
5- خلخلة وهدم النظام الاجتماعي القائم على الهوية
 

(*) المستهدفات هي: 

1-    القضاء التام علي الحركات الاسلامية وما دونها وصولا الي الهوية الاسلامية ذاتها
2-    تصفية حماس وإنهاء فكر المقاومة تمهيدا لدمج اسرائيل كمكون اقليمي له الريادة في المنطقة، وتبديل وقائع التاريخ لمحو صفة الاحتلال من الذاكرة.
 
3-    إقامة نظام سلطوى شامل لا مكان فيه للرأى الآخر .. حتى ولو كان من داخل تحالف الثورة المضاده نفسه ..(حصار قطر نموذج) مؤملين بقائه لعقود طويلة.
 
4-    إعادة تشكيل المنطقة سياسيا واجتماعيا وحضاريا وثقافيا، وإبعاده عن موروثاته الدينية والقيمية.

(*) رأس الحربة:

وأوضح أن نظام الثورة المضادة الإقليمي في (مصر والسعودية والإمارات) يمثل رأس حربة التوجهات الحالية في المنطقة، فالتحالف الذي أدار الثورة المضادة هو الذي يدير عملية تغيير المنطقة العربية (مركز العالم الإسلامي).

وأوضح أن التوافق مع دولة الاحتلال الإسرائلي يبدو أنه السبب وراء الدعم الغربى للخيار الصفرى.

ويرى أن نظام الثورة المضادة يبنى استراتيجيته على الهيمنة الكاملة، والسيطرة الشاملة، وذلك بهدف بناء واقع يقوم على رأى واحد وخيار واحد، ولا يقبل أى تعددية حتى وإن كانت من داخله، فوجود أي رأى آخر، يهدد تنفيذ مخطط تغيير المنطقة العربية.

(*) خيار الشعوب
 
وأشار أن تحالف الثورة المضادة يسعى لتغيير واسع يستهدف إخراج المجتمعات العربية من عقيدتها الحضارية الأساسية. وتغيير الخطاب الإسلامي، وتغيير بنية المجتمعات العربية والاسلامية، ولذلك اختار الخيار الصفرى.

 كما يسعى لتفكيك عميق للمجتمعات العربية، وحصار العقل الجمعى وخنق كل فرص التعبير وهو ما يهدد مستقبل المنطقة العربية. مضيفا أن الخيار الصفرى يقود المجتمعات العربية إلى الموت الحضارى، وهو ما يدفع الشعوب إلى اختيار ما بين الاستسلام للموت الحضارى أو مقاومة الاحتلال والثورة على الأنظمة الحاكمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى