أخبار

إيران تعترف بإسقاط الطائرة الأوكرانية.. ومطالب بتحقيق دولي

اعترفت إيران رسمياً، اليوم السبت، بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية بصاروخ أطلق باتجاهها، مشيرة إلى أن ذلك حصل بـ”الخطأ”، وسط تصاعد المطالب الدولية بتحقيق شامل وشفاف ومستقل.

ونقل التلفزيون الإيراني بياناً صادراً عن الإدارة العامة للجيش والقوات المسلحة الإيرانية حول سقوط طائرة الركاب الأوكرانية، صباح الأربعاء الماضي، جنوب العاصمة طهران، جاء فيه: “تبين أن الطائرة الأوكرانية أصيبت عن طريق الخطأ نتيجة اقترابها من أحد المراكز الحساسة لحرس الثورة الإسلامية عبر خطأ إنساني”.

وحاول البيان تبرير “الخطأ” الحاصل بالقول: “بعد ساعات من الحملة الصاروخية (قصف قاعدة أمريكية في العراق) ازدادت تحركات المقاتلات الأمريكية حول أراضي الجمهورية الإسلامية، ووصلت إلى وحدات الدفاع الجوي عدة أخبار عن مشاهدة أهداف جوية تتجه نحو مراكز استراتيجية في البلاد، وظهرت أهداف جوية متعددة على الرادارات، وهو ما زاد من حساسية الموضوع لدى الدفاعات الجوية”.

بدوره أعلن قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، علي حاجي زادة، أن قواته تتحمل مسؤولية إسقاط الطائرة الأوكرانية بالكامل، وأكد استعداد القوات الجوية لتنفيذ أي قرار يتخذه المسؤولون.

وقال قائد القوات الجوية إن ظروف المنطقة خلال الأسبوع الماضي كانت خطيرة للغاية، واحتمال المواجهة مع الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي كان الأكبر منذ انتصار الثورة الإيرانية.

وأضاف أن “الأمريكيين كانوا على أهبة الاستعداد، وقواتنا المسلحة كانت مستعدة بنسبة 100%، والأمريكيون هددوا باستهداف 52 موقعاً داخل البلاد”.

وأوضح أنه تم إبلاغ المنظومات الدفاعية بالاستعداد لأي احتمال، كما تمت إضافة دفاعات صاروخية إلى العاصمة طهران.

وأشار قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني أن “العدو أطلق صواريخ كروز نحو أهداف في إيران بعد الهجوم الصاروخي”.

وأكد أن قواته طلبت وقف كافة الرحلات الجوية في أجواء البلاد، وأن الدفاعات الجوية اعتقدت أن الطائرة الأوكرانية صاروخ كروز معادي على بعد 19 كيلومتراً.

وأكد أن من أسقط الطائرة الأوكرانية كان أمامه 10 ثوان لاتخاذ القرار، وكان عليه الاتصال لاتخاذ القرار لكن واجه مشكلة في شبكة الاتصال واتخذ بنفسه القرار بإطلاق الصاروخ.

وعقب الإعلان غرد الرئيس الإيراني حسن روحاني على تويتر قائلاً: “إن إسقاط الجيش الإيراني لطائرة الركاب الأوكرانية مأساة كبيرة وخطأ لا يغتفر”.

كما كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر قائلاً: “إن تحطم الطائرة الأوكرانية كان نتيجة خطأ بشري في وقت أزمة نجمت عن المغامرة الأمريكية”.

من جهته أعرب السفير الإيراني لدى لندن، حميد بعيدي نجاد، عن أسفه واعتذاره لنقله معلومات خاطئة حول سبب تحطم الطائرة الأوكرانية في ضواحي طهران صباح الأربعاء الماضي.

ونشر بعيدي نجاد تغريدة على “تويتر” أشار فيها إلى أن تصريحه السابق لوسائل الاعلام البريطانية حول حادثة تحطم الطائرة “تضمن نقل التصريحات الرسمية في بلدي القائلة بعدم إطلاق صاروخ باتجاه الطائرة وعدم إصابتها به في ذلك الوقت، لذلك أعرب عن الاعتذار والأسف حيال نقل مثل هذه المعلومات الخاطئة”.

ردود فعل دولية

بدوره، دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، السلطات الإيرانية إلى إحالة المذنبين على القضاء ودفع تعويضات وإعادة جثامين الضحايا.

وقال زيلينسكي، في تغريدة له عقب الإقرار الإيراني: “نأمل استمرار التحقيق بلا تأخير متعمد وبلا عراقيل. خبراؤنا الـ45 يجب أن يتمكنوا من الحصول على كل عناصر التحقيق”.

كذلك، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أن بلاده ستتواصل مع شركائها في العالم بهدف إجراء تحقيق تام ومعمّق حول الحادثة.

وقال ترودو في بيان له: “أولويتنا تبقى، إيضاح هذا الملف بشفافية وعدالة، ونتوقع تعاوناً كاملاً من جانب السلطات الإيرانية”.

كذلك دعت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي، “اغتنام هذه اللحظة لإعادة فتح المجال للمحادثات والمفاوضات” بشأن الملف النووي الإيراني.

وقالت بارلي: إن “الدروس التي يجب أن نتعلمها من سلسلة الأحداث المأساوية التي شهدناها في الأيام الأخيرة، منذ أواخر عام 2019، هي أنه يجب وضع حدٍّ لهذا التصعيد”.

بدوره اعتبر قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن اعتراف إيران بأن قواتها المسلحة أسقطت بطريق الخطأ طائرة الخطوط الدولية الأوكرانية رقم 752 ، تعد خطوة أولى مهمة.

وقال جونسون، في بيان له اليوم: إن “إسقاط طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ في إيران يعزز أهمية وقف تصعيد التوتر بالشرق الأوسط”.

وطالب بتحقيق دولي شامل وشفاف ومستقل بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية.

وفي 8 يناير الجاري، سقطت طائرة ركاب أوكرانية من طراز “بوينغ 737″؛ وهو ما أسفر عن مصرع 176 شخصاً، هم 82 إيرانياً و57 كندياً و11 أوكرانياً و10 سويديين و4 أفغان و3 ألمان و3 بريطانيين.

وكانت طهران قد أنكرت بشدة في البداية سقوط الطائرة بسبب صاروخ، وقالت إنها تمتلك أدلة مقنعة بأنها سقطت بعطل فني.

ولم تقنع الرواية الإيرانية الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي الذي أعرب، أمس الجمعة، عن شكوكه بأن الطائرة الأوكرانية المنكوبة أسقطت بفعل خارجي، في حين قال وزير خارجيته بأن الأمريكيين أوصلوا معلومات بشأن الكارثة.

وسبق أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بأن صاروخاً إيرانياً أسقط طائرة الركاب الأوكرانية قرب طهران.

كما طالب الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، بتحقيق “مستقل وذي مصداقية” بشأن ملابسات سقوط الطائرة الأوكرانية.

من جانبه صرح وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، بأن باريس مستعدة لتقديم خبرتها التقنية في التحقيق بشأن تحطم الطائرة الأوكرانية من طراز بوينغ قرب طهران؛ إذا تقدمت إيران بطلب لذلك.  

وفي برلين طالب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إيران بالشفافية فيما يخص كشف ظروف تحطم الطائرة الأوكرانية المنكوبة.

كما قالت الحكومتان البريطانية والكندية إن لديهما معلومات تشير إلى أن سبب سقوط الطائرة هو تعرضها لقصف بواسطة صاروخ إيراني.

وفي سياق متصل أكدت شركة “لوفتهانزا” الألمانية العملاقة للطيران أنها لا تعتزم تسيير رحلات في الوقت الحالي إلى إيران، ومثل ذلك فعلت شركات طيران أوروبية أخرى.

الخليج أونلاين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى