مقالات

حول الحرب الأمريكية – الإيرانية

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي
عرض مقالات الكاتب

ليست حربنا
ليس من الحكمة النفخ في كيرها ..
وليس من الحكمة المسارعة للاصطفاف فيها ..
وهم منذ أربعين سنة متفقون على تدمير دولنا ، ومحو هويتنا ، واستنزاف طاقاتنا وثرواتنا …
ومنذ عشرين سنة ذهبوا معا بعراقنا ..
منذ عشر سنين قتلوا معا في سورية أطفالنا وانتهكوا أعراضنا وشردونا من ديارنا ..
وإنما نسأل الله السلامة لديارنا أن تكون ميدانا لحربهم وكيس رمل لملاكمتهم ، ولإنساننا أن يكون ضحية لنطاحهم ..
وما صح حتى الآن أن عراقيين كانوا ضحايا الصواريخ الإيرانية !!

وقد بدأت هذه الحرب بالعدوان على السفارة الأمريكية كنوع من الزعرنة والاستفزاز وإثبات الوجود ..
واستؤنفت باغتيال سليماني – ليست لأنه مجرم مثقل بالجريمة غارق في الدم – بل لأن أحدهم ما زال تستبد به نرجسية ” أنا ربكم الأعلى ..”
والموقف ما يزال مفتوحا على ما لا ندري وإنما سنرسم في هذا السياق خارطة المواقف بأبرز المحطات ..
الموقف الإيراني ..
موقف حريص على حفظ ماء الوجه ولو بتحلة قسم ..
وكيف نصدق قوما دينهم الكذب ، يكذبون حتى في دفن موتاهم !!!
بالأمس زعموا إن التدافع الذي أودى بحياة ثلاثين منهم ، أخّر دفن ميتهم !! ثم علمنا أنه قد تم دفنه بعد رشقة الصواريخ الأولى بخمس دقائق !! يريدون بهذا أن يعلنوا على مذهبهم في النفخ والنفج والادعاء : لم ندفن ميتنا حتى ثأرنا له …!!
رسالة يجب أن تقرأ !!
قبل رشقة الصواريخ اتصلوا بالأمم المتحدة وبكل الدول ذات الشأن المعتمدة لديهم وأبلغوا :
لا نريد حربا ..
هذا ردنا ..
وكفى .
وبينما كانت زرازير الحرس الثوري تؤكد أن ما جرى كان القطر الذي يسبق الغيث ، وأن القادم أعظم وأفخم وأشد وأنكى …وأن القادم سيكون في ” حيفا ”
كان روحاني وظريف يعلنا بوضوح حاسم : هذا ردنا وانتهينا ولا نريد تصعيدا
في كل وكالاتهم يعلنون وهم البعيدون عن الأرض عن 80 ضحية أمريكية . يجب أن نبحث عن سر الثمانين في كتاب الجفر .
أكثر الدول المشاركة في التحالف أعلنت أنه لا ضحايا لديها .
الأمريكي أعلن أنه يحصي الخسائر ، وأن خسائره بالمجمل قليلة وأن الصواريخ وقعت في الفلاة .
لا نميل إلى تصديق أو تكذيب وإنما هذه إحاطة .
إذن عند الإيراني انتهت الحرب .
ونحن ضد الحرب ولاسيما ضد أطفال إدلب ونسائها وضد عشائر دير الزور، فلا يفهمن أحد أننا ندعو إلى حرب ..
وأخيرا نطق الحشد العراقي : انتهى الرد الإيراني وجاء دور الرد العراقي . هل الرد العراقي يأتي على ألسنة الرواديد ..لسنا ندري !!

على الطرف الأمريكي ..

كان الرئيس الأمريكي بعد ساعات من مقتل سليماني قد أعطى الإيرانيين حق الرد . تذكروا هذا ولا تنسوه ..
قال لهم في تغريدة مدونة مشهورة : ردوا ردا متناسبا مع فعلنا .
تذكروها جيدا ولا تنسوها ..
وتساءلوا معي : هل الرد الذي حصل هو رد مخطط له متوافق عليه .
أسميه ” رد تحت السيطرة ” في لغة الفقه يقولون ” تحلة القسم ” وبعضهم يقول ” فعلة المحلل ” في ذوق العسيلة ..كل هذا في فقه الردود وارد
ليلة أمس بعد رشقات الصواريخ على موقعين في العراق في عين الأسد وفي أربيل ..
ولكم أن تتساءلوا : لماذا في العراق ؟!!
وعد البيت الأبيض أن يرد ترامب بكلمة !!
أجمل شيء أن يرد على رشقة الصواريخ برشقة كلمات ..
ثم بعد أن اجتمع ترامب بوزيريه للدفاع والخارجية ، نصحاه بالتقاط النفس . والذهاب إلى النوم . وتأجيل الكلمة إلى صباح الأربعاء !!
وهكذا كان ..
ولكن على عادته في العنطزة لم ينم ترامب حتى غرد : بدأت الحرب العالمية الثالثة ..
تغريدة قد تخيف ، وقد تظل نزوة ..
وسنظل دعاة سلم ندعو الله أن ينام أطفال العالم وأطفال سورية في دفء وسلام ..
وأن يقي العالم كله شر الأشرار ، وحماقات الحمقى والفجار ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى