مختارات

ما حكم المدخلية وغيرهم الذين يقاتلون مع حفتر وزمرته

د. هاني السباعي

مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن.
عرض مقالات الكاتب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه ووسلم وبعد.
أقول وبالله التوفيق:
حفتر ليبيا مرتد خؤون؛ موال لأعداء الإسلام، محارب للإسلام وأهله. يقاتل في سبيل الطاغوت وليس لنصرة الإسلام وتحكيم شريعته قال تعالى (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتون في سبيل الطاغوت) النساء 76. فخليفة حفتر كافر مرتد يقاتل في سبيل الطاغوت أي في طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر.

فحفتر لا يقاتل في سبيل الله! لا يقاتل في طاعة الله ومنهاجه وشريعته ونصرة أولياء الله. فكيف يدعو مسلم لنصرة طاغوت؟!. بالإضافة إلى مناط مكفر آخر؛ فحفتر لا يحكم بشريعة الرحمن في الأماكن التي يسيطر عليها قال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) المائدة آية 44. (وأولئك هم الظالمون) المائدة آية 45. (فأولئك هم الفاسقون) المائدة 47. فالكفر والفسق والظلم في هذه الآيات أكبر مخرج من الملة. كما أنه والمجلس التابع له يشرعون أحكاماً لم يأذن الله بها قال تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) الشورى آية 21.

أما السلفية المدخلية فهم صنيعة الحكام الطواغيت المحاربين للإسلام!. ومن رؤوسهم: ربيع المدخلي وسعيد رسلان وطلعت زهران، ومحمود الرضواني، والحداد، وأسامة القوصي وغيرهم. فالمدخلية يوالون وينصرون ويظاهرون الطواغيت الموالين لأعداء الإسلام؛ قال تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) المائدة 51. يستبيح هؤلاء المدخلية الحفترية ومن على شاكلتهم قتل أنفس معصومة بالإسلام.

صفوة القول:

خليفة حفتر ومن يقاتلون معه من مدخلية وغيرهم؛ طائفة ردة مارقة من الإسلام. فهم عدو صائل على الدين والأنفس والأموال والأعراض؛ فلزام على المسلمين القادرين جهادهم. كما أنبه على أنه لا عذر لمن يقاتل تحت راية الطاغوت حفتر أو السيسي أو أي طاغوت.

ومن يعتذر منهم بالإكراه بعد القدرة عليه. فإن أفلت من حكم الردة حسب ما يستبين للقاضي الشرعي، فلا يقبل اعتذاره بإزهاق أنفس معصومة. فالإكراه لا يبيح قتل نفس معصومة، فمن يقتل مسلماً معصوم الدم خشية القتل يقتص منه، فنفسه ليس أعز من نفس المقتول؛ كما هو معلوم لمن له دربة في الفقه والقضاء الشرعي.

وبالنسبة لحكم الصلاة وراء شيوخ لسلفية المدخلية:
أقول إنه لا يجوز الصلاة خلف مدخلي يدعو بالنصر للطاغوت حفتر أو السيسي أو أي طاغوت على وجه الأرض؛ فكيف يدعو مسلم لطاغوت؟!! وقد أمرنا الله تعالى بالكفر بالطاغوت؛ قال تعالى في محكم التنزيل: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها. والله سميع). سورة البقرة آية 256.

المدخلية “جواميم” خبيثة، دجاجلة، أنصار طواغيت، لهم نفس حكم طواغيتهم؛ فمن يقاتل منهم مع الطاغوت حفتر أو أي طاغوت يعامل حسب أحكام قتال المرتدين المسطورة في كتب الفقه الإسلامي.

أشدد على أن حفتر ومن يقاتل معه طائفة ردة، وليس طائفة بغاة حسب ما هو معلوم من فروق بين المرتدين والبغاة في الفقه الإسلامي.

أما من مات حتف أنفه وإن لم يقاتل من هؤلاء المدخلية على معتقده الخبيث في نصرة الطواغيت، ولم تثبت توبته؛ فلا يجوز الصلاة عليه، ولا يجوز دفنه في مقابر المسلمين. نسأل الله العظيم أن ينصر الإسلام وأهله، كما نسأله سبحانه أن يهلك طواغيت العرب والعجم ومن ينصرهم ويواليهم.

ملاحظة: المقال منشور بتاريخ 15 من ذي القعدة 1437هـ ـ 18 أغسطس 2016

المصدر: موقع مركز المقريزي للدراسات التاريخية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى