أخبار

إيران تتبنى قصف قاعدتين أميركيتين في العراق وظريف لا يريد التصعيد

أحمد الحسين – رسالة بوست

في أول ردّ بعد القصف الصاروخي الإيراني على قاعدتين تضمان جنوداً أميركيين في العراق ، غرد الرئيس الاميركي على حسابه في تويتر ” نعمل على تقييم الخسائر والأضرار. كل شيء جيد الى حد بعيد. لدينا أقوى وأفضل جيش إعداداً في العالم… سأدلي بتصريح غداً صباحاً”. من جهته غرد وزير الخارجية الإيرانية أيضاً وكتب “اتخذت إيران وخلصت إلى إجراءات متناسبة في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة واستهدفت القواعد التي بدأ منها الهجوم المسلح الجبان ضد مواطنينا وكبار المسؤولين. نحن لا نسعى للتصعيد أو الحرب، لكننا سندافع عن أنفسنا ضد أي اعتداء”.
وفي عودة إلى التطورات الميدانية ، ما أن انتهت مراسم دفن قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، حتى ردت إيران عسكرياً بقصف قاعدة عين الأسد للجيش الأميركي في غرب العراق، وأهداف أخرى قرب مطار أربيل عاصمة إقليم كردستان. مسؤول أميركي أكد وقوع هجمات صاروخية على مواقع متعددة من بينها قاعدة عين الأسد الجوية، وان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أحيط علماً بالتطورات العسكرية المستجدة.
سبق القصف انطلاق صافرات إنذار وتحليق طائرات مروحية أميركية في سماء قاعدة عين الأسد واتخاذ وضع الإنذار الكلي في منطقة الانبار في غرب العراق وفي إقليم كردستان. واعلنت وكالة تسنيم الإيرانية “بدء الموجة الثانية للهجوم الصاروخي على القواعد الأميركية بعد ساعة على الموجة الاولى”، ولكن لم تؤكد اي جهة أخرى هذا الخبر. وفيما لم تقع إصابات بين الأميركيين، إذ ان المكان الذي استهدف لا يتواجد فيه أميركيون كما ذكرت قناة “السي ان ان”، أفادت مصادر أن العديد من الصواريخ لم يصب أهدافه، كما نقلت قناة “الحرة” الاميركية صوراً لصاروخ لم ينفجر في أربيل.
المسؤولية الإيرانية
وفي أول موقف سياسي أبلغت إيران الأمم المتحدة ومجلس الأمن بانها “لا تسعى إلى الحرب وتحذر من اي مغامرة عسكرية”. الحرس الثوري اعترف “أن الهجوم جاء للانتقام من مقتل قاسم سليماني. وهدد قائلاً “نعلن لحلفاء أميركا الذين وضعوا قواعدهم في تصرف الجيش الإرهابي لهذا البلد أننا نخطرهم باستهداف أي أراض يبدأ منها هجوم أو اعتداء ضد الجمهورية الإسلامية.” مضيفاً ” لا نستثني الكيان الصهيوني من الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأميركية.”وخاطب بيان الحرس الثوري الشعب الأميركي مطالباً اياه” أن يستعيد الجنود الأميركيين من المنطقة لمنع خسائر أكبر ويعمل لتفادي الخطر على أرواح الجنود من خلال الكراهية المتصاعدة التي تصدر عن النظام المناهض للشعب في أميركا”.
التلفزيون الإيراني الذي أذاع البيان حذر من “أن أي عدوان أميركي على طهران سيواجه برد ساحق”. واعترفت وكالة “فارس” أن الحرس الثوري هو وراء هذا التطور العسكري. ثم كشفت في وقت لاحق ان الصواريخ التي اطلقت من نوع “فاتح 313” ومداها 500 كيلومتر. مصدر عسكري عراقي اكتفى بتعداد سقوط 9 صواريخ على قاعدة عين الأسد إلا أن بياناً للحرس الثوري قال إن عشرات الصواريخ قد أطلقت على الأهداف الأميركية. في حين قالت وسائل إعلام إيرانية أن 35 صاروخاً سقطوا على قاعدة عين الأسد، وأن الحشد الشعبي العراقي شاركت عناصره في الهجمات التي استهدفت عين الأسد.
البنتاغون لم يتأخر بالرد واعلن في بيان حذر” سنحمي قواتنا وحلفاءنا حتى نقرر طريقة الرد المناسب”. وقال البيان “إن إيران أطلقت فجر الأربعاء أكثر من 12 صاروخاً على قاعدتي عين الأسد وإربيل اللتين تستخدمهما القوات الأميركية في العراق، مشيراً إلى أنّه بصدد تقييم الأضرار ودرس سبل الرد.
وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون العامة جوناثان هوفمان إن الوزارة تجري “تقييما ًأولياً للأضرار وتدرس الرد”. وبعد الهجوم توجه وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبر الى البيت الأبيض حيث يعقد اجتماع يضم المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية. ونفت لاحقاً مصادر في البيت الأبيض عزم ترمب على إلقاء خطاب بشأن التطورات، وذلك عقب انتهاء الاجتماع بكبار مساعديه.
أما اول رد غربي من خارج الولايات المتحدة جاء من الاتحاد الأوروبي الذي اعتبر سفيره في العراق أن القصف الإيراني “انتهاك لسيادة العراق”. اما زعيمة الاكثرية النيابية في مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي فطالبت في تغريدة على تويتر بأن تضع إدارة ترمب حداً بإستفزازاتها، وأن تتوقف إيران عن أعمال العنف.
الإستهداف الأميركي
قاسم سليماني، اغتيل في ضربة أميركية في بغداد، يوم الجمعة الفائت، عندما كان يغادر مطار بغداد عائدا من دمشق. العملية التي حصلت يوم الجمعة. الرئيس ترمب سارع بعد الضربة الى التصريح بأن المسؤول العسكري الإيراني “كان يجب أن يُقتل قبل سنوات عدة”.
وقال ترمب في كلمة ألقاها أمام وسائل الإعلام إنه أمر بقتل سليماني لمنع حرب لا لإشعالها، مشيراً إلى أن الأخير كان يخطط لهجمات وشيكة ضد أميركيين.
وأبلغ الرئيس الأميركي الصحافيين في منتجعه مار-الاغو بولاية فلوريدا “سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة وشريرة ضد دبلوماسيين وجنود أميركيين لكننا ضبطناه وقمنا بتصفيته”. وأضاف “تحركنا الليلة الماضية لمنع حرب. لم نتحرك لإشعال حرب” مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران.
وأكد أن الهجمات الأخيرة على أهداف أميركية في العراق والهجوم على السفارة الأميركية في بغداد تمّت بتوجيهات من سليماني. وأضاف “استخدام إيران لمقاتلين بالوكالة لزعزعة استقرار دول الجوار يجب أن يتوقف الآن”.
وكان ترمب غرّد في وقت سابق قائلاً إن “الجنرال قاسم سليماني قتل أو أصاب آلاف الأميركيين بجروح بالغة على فترة طويلة، وكان يخطط لقتل عدد أكبر بكثير… لكنه سقط!”، وكان ترمب اكتفى بعد الضربة بتغريد صورة العلم الأميركي، وتعليق كتب فيه أن “إيران لم تفز يوما بحرب، لكنّها لم تخسر مفاوضات”.
أما إيران فقد توعدت بالرد “في الزمان والمكان المناسبين”، وقال بيان للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن “الهجوم الاجرامي على الفريق سليماني، كان أكبر خطأ استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا، وأن الادارة الأميركية لن تفلت بسهولة من تداعيات حساباتها الخاطئة”.
وأضاف البيان الصادر عن المجلس عقب اجتماع طارئ عقده إثر مقتل سليماني أن “على المجرمين أن يترقبوا انتقاما قاسيا في الوقت والمكان المناسبين”.
إلى ذلك فقد نقل عن مسؤولين أميركيين، أن البنتاغون وافق على إرسال نحو 3000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط كإجراء احترازي في ضوء تصاعد التهديد.
وقد سارعت إيران إلى تعيين إسماعيل قاآني قائداً جديداً لفيلق القدس خلفاً للجنرال قاسم سليماني الذي اغتيل فجر الجمعة الثالث من يناير (كانون الثاني) بغارة أميركية. وكان قاآني نائباً لسليماني، وفي أول تصريح له أعلن عن “مقتل أربعة من كبار الضباط كانوا يرافقون سليماني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى