دين ودنيا

حكم التعزية شرعاً… هل تجوز التعزية في الهالك سليماني؟

الشيخ الدكتور عبد الحكيم عبد الرحمن السعدي

عرض مقالات الكاتب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه.
التعزية هي تصبير لأهل الميت بفقد ميتهم وهي مندوبة بين المسلمين لمواساة بعضهم البعض بالمصاب ،لذا كانت مشروعة عندما يكون المفقود ممن ينبغي أن يحزن عليه من المؤمنين ،ولا تشرع التعزية بكافر اومجرم آذى المسلمين وحاربهم فلم يعز النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام بمقتل صناديد قريش ولا باحد من المنافقين بل نهاه الله تعالى أن يصلي على أحد منهم لان الصلاة دعاء لهم وهؤلاء ليسوا من اهل الدعاء ( وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ) التوبة ٥٤
فهما صنفان صنف مات على الكفر وصنف مات على النفاق.
ومن هنا لاتجوز التعزية بأي من هذين الصنفين لأن التعزية فيهما تعظيم لما هم عليه من الكفر والضلال.
وإني لأعجب من أحزاب إسلامية وقوى جهادية وجمعيات تدعي أنها دينية وأفراد آخرين قدموا التعازي والمواساة بهلاك المجرمين من أمثال قاسم سليمان والمهندس ومن على شاكلتهما ،واطلقوا عليهم وصف الشهادة ، ولا أدري عن أي شهادة يتحدثون وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم من هو الشهيد بمن يقتل في سبيل الله؟ فأي سبيل في الله قتل هؤلاء وقد اجمعت الامة على أنهم مجرمون حاربوا الله ورسوله والمؤمنين حتى سلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب، ويجعل مصيرهم القتل إلى جهنم وبئس المصير.فكيف يوصف هؤلاء بالشهداء ويعزى بهم؟ وبأي شريعة يكون الظالم المتجبر الذي عاث في الارض فساداً شهيداً ؟
إنني أدعو جميع من وقع في هذا الخطأ الفادح وفتن المسلمين أن يراجعوا أنفسهم ويتقوا الله في شرع الله ولا يجعلوا المجاملات الفارغة سبيلا. لتغيير أحكام الله والحق أحق أن يتبع.
والله الموفق والمعين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى