مختارات

الوعود التي قطعتها قمة كوالالمبور

ياسين أكتاي

عرض مقالات الكاتب

لقد أفرزت قمة كوالالمبور، التي تم عقدها الأسبوع الماضي بمبادرة من الرئيس الماليزي مهاتير محمد، قمة إسلامية مصغرة تمخض عنها طرح أسئلة حيوية للمسلمين حول العالم. لقد كان السؤال الأكثر حيوية في الطرح هو ما طرحه الرئيس أردوغان، وتمثل في؛ كيف يُعقل أن المسلمين لا يزالون في الوراء، على الرغم من كل الفرص والثراء والمزايا الثقافية الجغرافية التي يتمتعون بها اليوم.

لقد بقي هذا السؤال في ظل القرارات التي تمخضت عن القمة، حيث اقترحت بدورها وجود تنسيق للدراسات الجادة حول كيف يمكن للمسلمين أن ينالوا الموقع الذي يستحقونه في العالم المعاصر حاضرًا ومستقبلًا، وكيف يمكن أن يكون للإسلام أن يكون ذا تأثير على قيم السلام والعدالة والكرامة الإنسانية.

في الحقيقة إنه من الواضح للغاية تلك الأسباب التي تكمن وراء تأخر ركب العالم الإسلامي، والحالة التي يعيشها بوقتنا الحاضر. إن من الضروري إقامة مبادرات وشراكات تقوم على حسن النية والمودة، للنهوض من هذا الوضع الحاضر. ليس من الممكن القول أن حكام العالم الإسلامي كلهم يشعرون بهذه المشكلة والمسؤولية بالقدر ذاته. ولذلك السبب، يمرّ الذين لا يشعرون من

إن مما قد تقرر عن هذه القمة الإسلامية المصغرة في كوالالمبور، إنشاء مجموعات مشتركة ونظام تتبع للأزمات فيما بين الدول المشاركة، وذلك على جميع الأصعدة وبمختلف المجالات.

كما اصدر رئيس القمة ، مهاتير محمد ، إعلانًا موقعًا عليه في نهاية القمة. وإن أكثر ما يلفت النظر في هذا الإعلان هو أنّ القمة ليست بديلًا عن منظمة التعاون الإسلامي، ولا تلك التي اقترحها الراحل أربكان “مجموعة الثماني”، كما أنها ليست بديلًا عن جهود التحالفات الاقتصادية لمثل هذه الدول الإسلامية، بل هي بمثابة إكمال وجبر. ومن جهة أخرى دعا الإعلان جميعَ المسلمين والدول والجهات الفاعلة للانضمام إلى القمة.

ونسوق لكم هذا الإعلان كما هو على الشكل التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم.

– إذ نذكر بمبادرة تون د. مهاتير بن محمد عبر ترأسه مؤتمرات قمة كوالالمبور السابقة التي سعت إلى توفير منصة دولية متعددة القطاعات للحوار وتوفير ما يمكن من السبل للتخفيف من الكوارث التي تحيط بالأمة الإسلامية.

– تحمل المسؤولية الجماعية للنهوض بالأمة من خلال الركائز السبع للقمة، المترابطة والمتعاضدة فيما بينها، والتي تتمثل في: التنمية المستدامة، النزاهة والحكم الرشيد، الثقافة والهوية، السالم والعدالة والحرية، السيادة والأمن والدفاع، التجارة والاستثمار، التكنولوجيا والإدارة.

– وإذ نؤكد على أهمية التعاون القوي في المجال الاقتصادي، وكذا أهمية تسخير فوائد التكنولوجيا في أهم المجالات، للتغلب على المشاكل التي تواجهها الأمة الإسلامية.

– وإذ نشدد على أن القمة بمثابة تعاون استراتيجي يعمل على استكمال الجهود التي تبذلها التحالفات القائمة بين الدول الإسلامية مثل منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة D8 مجموعة الثمانية، من أجل التعاون الاقتصادي، مما يحدونا إلى دعوة جميع المسلمين، دولًا وجهات فاعلة، إلى الانضمام إلى هذه الجهود في الفعاليات المستقبلية لقمة كوالالمبور، علمًا بأنّ القمة ستأخذ ابتداء من 0202 اسمًا جديدًا: مؤسسة بِردانا للحوار الحضاري)Perdana Fondation of Civilisational Dialogue(

فإننا:

1 .نلتزم بتنفيذ الحلول العملية التي أقرتها القمة ضمن رؤية إحياء الحضارة اإلسالمية التي حظيت بتقدير كبير بين الأمم، وقصد تحسين الوضع الحالي للأمة، وكذا توسيع نطاق الوصول إلى التنمية الاقتصادية، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، لصالح الأجيال المستقبلية.

2 .نؤكد مجددًا التزامنا بالعمل من أجل بناء أمة تعيش فعليًّا في كنف الحرية، وفي إطار الكرامة والرخاء، تتوفر على أعلى مستويات التعليم والمهارات من أجل فرص اجتماعية واقتصادية أفضل، وتناصر السلم والعدالة، وتساهم في خدمة المجتمع الدولي.

3 .نقدّر أدوار كل عضو في الأمة، مهما كان الاختلاف والتنوع، لتحقيق هدف إحياء الحضارة الإسلامية، ومن أجل المصلحة العليا للأمة.

4 .نعبّر عن تصميمنا على تعزيز التضامن بيننا كمسلمين، وتجميع قوانا ومواردنا بغرض تحفيز وتجديد عزيمة وإرادة الأمة للارتقاء، والتحديث، وابتكار المقاربات الجديدة لمعالجة المشاكل التي تواجهها الأمة، بناء على الأسس العقائدية للإسلام، والهداية التي يمنحها لنا القرآن الكريم.

5 .نؤكد على أهمية تحديد الاحتياجات الإنمائية للبلدان الإسلامية، وخلق الفرص في مجالات الاقتصاد، والتجارة والاستثمار والصناعة والبحث العلمي ومنتجات التمويل الإسلامي، واللحاق بالتقدّم التكنولوجي في مختلف المجالات الأسياسية، ومكافحة الفساد، وإقامة الحكم الرشيد، ومعالجة أزمة الهوية وتهديدات الإسلاموفوبيا.

6 .نتعهد بالمحافظة على مقاربة استيعابية متعددة المجالات تشجع على تبادل الأفكار، والخطابات، ورسم السياسات، وما تمليه التوصيات. وفي هذا الصدد ندعو جميع الجهات الفاعلة في العالم الإسلامي-علماء مسلمون، منظمات حكومية، منظمات غير حكومية، هيئات أعمال، مؤسسات، منظمات وأفراد في المجال الخيري، الوكالات الإنمائية، مجموعات التفكير، الجامعات، المجتمع المدني في إطاره العام-للمشاركة والمساهمة بالأفكار أثناء القمة وفي فعالياتها ونقاشاتها المستقبلية.

7 .نتعهد بتحقيق أهداف وغايات قمة كوالالمبور، يوحدنا العزم المشترك على إحياء الحضارة الإسلامية في حاضرنا ولأجيال الأمة المستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى