مقالات

ابن تيمية كابوس النظام الطائفي

الشيخ حسان لطفي الخطيب

باحث إسلامي – سورية
عرض مقالات الكاتب

حاول المجرم الطائفي حافظ الأسد إزالة قبر ابن تيمية سابقا وصدرت الأوامر بذلك لكن الملك السعودي فهد بن عبد العزيز رحمه الله وصله الخبر قبل التنفيذ فطلب من سفيره في سورية زيارة القبر مع أعضاء من السفارة مما أحرج السلطات السورية الطائفية في ذلك الوقت وغضت النظر عن إزالته ..

وقد يسأل سائل لماذا كل هذا الحقد من المخابرات السورية على قبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو ميت والإصرار على نبش قبره وإرسال رسالة مخابراتية اليوم بهدف جس نبض الشارع السوري قبل التنفيذ عن طريق البوق المخابراتي الضفدع ( عمر رحمون )

قال بوق المخابرات السورية عمر رحمون : يجب نبش قبر ابن تيمية وضمه لجامعة دمشق أو مشفى التوليد والاستفادة من مكان القبر

هل تعرفون لم طلبت المخابرات السورية من الضفدع عمر رحمون هذا التصريح بصيغة الاقتراح على الدولة ؟!

السبب هو كشف ابن تيمية لعقيدة هذه الطائفة النصيرية التي لا يحق لها أن تحكم أكثرية سنية بنص الدستور السوري الذي يقول أن طائفة الرئيس الإسلام فإذا انتشر فكر ابن تيمية بين المسلمين فيعني هذا انتهاء حكم الطائفة العلوية لأنهم لا ولاية لهم على المسلمين بتلك الفتوى ..

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عنهم : “هؤلاء القوم المسمَّون بالنصيرية ـ هم وسائر الأصناف الباطنية ـ أكفر من اليهود والنصارى ، بل وأكفر من كثير من المشركين ، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل التتار والفرنج وغيرهم .. وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين ، فهم مع النصارى على المسلمين ، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ، ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم”
انتهى كلامه رحمه الله.

إن رسالة البوق المخابراتي عمر رحمون رسالة مخابراتية بامتياز كانت ترسل للشعب سابقا لرؤية ردات الفعل عند الشعب قبل تنفيذ أي مخطط يهدف لطمس معالم ورموز التاريخ الإسلامي فمنذ تولي حافظ الأسد للسلطة بانقلاب عسكري غاشم وهم يتبعون نفس الأسلوب في تنفيذ مآربهم الشيطانية فيجعلون أحد ابواقهم يصرح بتصريح فإن سكت الشعب ولم يحرك ساكنا نفذ وإلا صرفوا النظر عن تنفيذه حتى تحين الفرصة مرة أخرى وهذا ديدنهم ..

عندما فكرت المخابرات السورية الطائفية في العام الماضي إزالة قبر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى ونصبه التذكاري من أمام قلعة دمشق أرسلت الممثل الشيعي عباس النوري ليقول عن صلاح الدين الأيوبي أنه خرافة وكذبة لجس نبض الشارع السوري
وقد استهجن النوري في كلامه وجود تمثال كبير لصلاح الدين الأيوبي بوسط دمشق وأضاف النوري أن “ما يعرف عن تحرير صلاح الدين للقدس غير صحيح، وأنه تم بشروط صليبية بدون معارك”، على حد وصفه !!!

وعندما كانت ردات الفعل أكبر من المتوقع من الشعب السوري عبر وسائل التواصل الاجتماعي تم الايعاز للنوري بالاعتذار عن قوله ذلك وأنه لم يقصد وقال النوري في مقالته التي اعتذر فيها للشعب السوري : “أشكر مطلقي الغضب وأقدم لهم اعتذاري لما أصابهم به كلامي من أثر لم أتقصده بالتأكيد”، معبرا عن أسفه “لمعركة كهذه يريدني البعض فيها (بطلاً) كما يريدني البعض الآخر ضحية.
ويقصد بغباءه أو دهاءه بهذا الرد ( المخابرات السورية )

وتم صرف فكرة ازالة القبر و النصب التذكاري لصلاح الدين الأيوبي في الوقت الحالي لكن النصيرية إذا شعروا بعودة قوتهم وسيطرتهم من جديد سيزال النصب والقبر معاً فهم يحقدون على رموز أهل السنة والجماعة وبشكل خاص على شيخ الإسلام ابن تيمية الوسطي المعتدل ويسعون إلى تشويه صورته في المجتمع السوري على أنه داعية قتل وتكفير ..

ابن تيمية رحمه الله تعالى حجة في التفسير والحديث والعلوم العربية والفلك والرياضيات ألف خمسمائة مجلد وأغنى المكتبة الإسلامية وهو إمام عصره وإمام الأئمة شيخ الإسلام توفي في عام 728 هجرية ..

وهذه بعض أقوال علماء أئمة المذاهب فيه :

يقول الإمام السبكي رحمه الله فيه والله ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى ..

وقال الإمام ابن رجب الحنبلي فيه
كانت كل العلماء والصلحاء والعامة تحب ابن تيمية ..

وقال تلميذه ابن القيم الجوزية فيه ما رأيت قبله ولا بعده ..

وقال الإمام الذهبي رحمه الله شيخنا ابن تيمية بحر العلوم ..

وقال الإمام المزي: ما رأيتُ مثل ابن تيمية، وما رأيتُ أحدًا أعلمَ بكتاب الله وسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أتبع لهما منه ..

وقال الحافظ الواسطي :
والله ، ثم والله ، لم يُرَ تحت أديم السماء مثل ابن تيمية ، علماً ، وعملاً ، وحالاً ، وخلُقاً ، واتِّباعاً ، وكرماً ، وحلْماً ، وقياماً في حق الله تعالى عند انتهاك حرماته ، أصدق النَّاس عقداً ، وأصحهم علماً وعزماً.

وقال الحافظ السيوطي رحمه الله :
ابن تيمية ، الشيخ ، الإمام ، العلامة ، الحافظ ، الناقد ، الفقيه ، المجتهد ، المفسر البارع ، شيخ الإسلام ، علَم الزهاد ، نادرة العصر .

و قال القاضي ابن دقيق : لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلًا كُلُّ العلوم بين عينيه ..

و قال القاضي ابن فضل الله العمري : كان ابن تيمية لا تأخُذه في الحقِّ لومةُ لائمٍ، وليس عنده مُداهنة، وكان مادِحُه وذامُّه في الحقِّ عنده سواء ..

ومن عجيب صنعه ووسطيته :
طلب إطلاق أسارى النصارى من قائد التتار كما طلب أطلاق أسرى المسلمين ..
يقول ابن تيمية : وقد عَرفَ النصارى كلهم أني لما خاطبت التتار في إطلاق الأسرى, وأطلقهم غازان , وقال لي : لكن معنا نصارى أخذناهم من القدس, فهؤلاء لا يطلقون ؟
فقلت له بل جميع من معك من اليهود والنصارى , الذين هم أهل ذمتنا , فإنا نفتكهم , ولا ندع أسيرا , لا من أهل الملة , ولا من أهل الذمة . وأطلقنا من النصارى من شاء الله , فهذا عملنا وإحساننا , والجزاء على الله .

وكلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في النصيرية حق وصدق و الآن هو عندنا أثبت من أي وقت مضى فقد رأينا ما فعل النصيرية بأهل السنة والجماعة من قتل وتهجير وتدمير لبيوتهم و مساجدهم في سوريا في المناطق التي نادت باسقاط النظام حيث دمرت بشكل كامل وجزئي وليس تدمير حماة وقتل سجناء تدمر بثمانينيات القرن الماضي عنا ببعيد .. فقد أثبتوا ما قاله فيهم ابن تيمية رحمه الله تعالى الذي سيبقى كلامه خالداً في التاريخ وفي ذاكرتنا ولن يمحوه إزالة قبره من عدمه ..

وسيبقى ابن تيمية رحمه الله كابوساً مؤرقاً للنصيرية حتى يأذن الله بزوال حكمهم ..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى