مقالات

الشهيد مرسي بين المطففين وشهود الزور

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

اغتالوا الجسد والآن محاولات اغتيال النموذج الذي يرمز له..(إمكانية وجود الحاكم الذي يحمل الفضائل ويجمع بين قيم الأصالة وقيم الحداثة)
لقد فُرض علينا طيلة عصر الانحطاط وعصر الاستعمار المباشر وغير المباشر وكلاء من الدكتاتوريات العسكرية والملَكية والقبَلية العربية، التي صَوّرت نفسها قيادات إصلاح ثوري لأوضاع الأمة، بينما كانوا رمزاً لعدم النظافة وعدم الأمانة وعدم الكفاءة وعدم العزم وعدم المعرفة بحاجات العصر الحديث، لأنهم كانوا جميعا من جنس السيسي جهلاً وغباءً وجهالةً وعمالةً، أخرجت الأمّة من كل دور في المنطقة والعالم، وهبطت بها إلى أسفل سافلين، بعد أن باتت الكلمة العليا فيها لأسفل السفلة عملاء الغرب وأذرعه (إسرائيل) و (إيران)، لكأن الانحطاط هو القانون المطلق في التاريخ الإنساني!
لقد كان الشهيد والرئيس و الدكتور “محمد مرسي” -رحمه الله – نموذجاً ذا دلالةٍ رمزيةٍ كامنةٍ في نفوس وأذهان شعوب الأمّة ألا وهي “إرادة التخلص من الانحطاط تحقيقاً لأهداف الربيع العربي”. فكان الشهيد مرسي مثالاً لنظافة اليد والأمانة وكفاءة التكوين والحرص على الوطن، والدِّراية بضرورة المُصالحة بين قيم الأصالة وقيم الحَدَاثة..،تلك الصِّفات لم تعهدها منظومة طراطير العرب الحاكمة بأمر الأعداء.
لقد كان الشهيد مرسي نموذجاً للإصلاح السّاعي إلى تحقيق حرية الإنسان وكرامته ليكون الإنسان جديراً بالاستخلاف والمسؤولية اللذين كرّمه الله بهما .فكان رمزاً لعودة المُثُل العليا في حياتنا الجماعية بفضل الربيع العربي الذي هو ثورة للتحرير من الوُكَلَاء وتحررٍ من الكُفَلَاء.لكنّ المُطَبِّلين والمُرَقِّعين وأدْعياء الثقافة والمُرْتَزِقة من الإعلاميين عديمي الذِّمة وشهود الزُّور غير ذلك ،فيُضْفُون على حُكَّام العرب اليوم أوْصافاً ليست فيهم. ثم يتحدثون عن فشل “مُرْسي” لحكم عام، فيما يروْن أنّ ثماني سنوات للسيسي لا تصلح للحكم عليه!!
أمّا أدْعياء المعارضة فيُقَدِّمون تشكيكاً مَهيناً في نموذج الشهيد “مُرْسي” في محاولاتٍ لتشويهه واغتياله مرة أخرى بعد أنْ رحل عن عالمناَ. لذلك تراهم يحاولون فرض هذا التشويه فيزول الفرق بين السيسي و مرسي ويصبح كلاهما دكتاتوراً عند أدعياء المعارضة.إنه الدّوْر المشبوه لشهود الزُّور خدمةً لمشروعات الاستعمار والدّمار بالتَّشكيك والتشويه للرُّموز السّامية في هذه الأمّة التي جمعت بين قيم الأصالة وقيم الحَدَاثة. إنّها المواقف المُسبقة والأهواء، ولا صِلَة للأمر بالمنطق.
إنّ رمزية الشّهيد الرئيس محمد مُرْسي الحقيقية هي ( إمكانية أن يوجد حكُّام نِظاف وأُمَناء وأَكْفاء وذو حَزْم وعلى دراية بحاجات العصر ) ، فلا يكونوا دمًى في يَدِ المُستعمِر الّذي يريد أنْ يُبقي على شعوبناَ خاضعة للتَّبَعِيّة بحرمانها من حُرِّيتها وكرامتها.
فالشّهيد “مُرْسي” قد خَلَّص وَعْيِ الشباب العربي والإسلامي من أُكْذُوبة تلك القيادات المُزيّفة الّتي عرفناها منذ سايكس بيكو وطِيلَة عُهُود الاستبداد والفساد حتى الآن والَذين زَيَّنَهُم الإعلام.
فجزاه الله عنّا كل خير، وسلام عليه شهيداً رائعاً ، وسلام على الأحرار الذين تركهم وراءه في السُّجون. أمّا القتلة ومن تآمر معهم أو برر لهم، فلهم خِزْي الدُّنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى