مقالات

سوريا إلى أين ؟!

الشيخ حسان لطفي الخطيب

باحث إسلامي – سورية
عرض مقالات الكاتب

إذا أردت أن تهدم حضارة أمّة فهناك ثلاث وسائل وهذه الثلاث نفذت في سوريا وبتوجيه من القيادة ..

١. هدم الأسرة : ما يشاهده الناس اليوم في سوريا من أفلام ومسلسلات على وسائل الإعلام السورية التي هي صناعة مخابراتية بامتياز لها رسائل سياسية واضحة وخطط مدروسة لقلب الحقائق ..

وفي الجهة الأخرى تحريض على إفساد الروابط الأسرية والأخوية و وإفساد العلاقة بين الزوج وزوجته وتصوير الرجل أنه ظالم و مستبد حتى قطعت علائق المحبة بين الأسر .. و في الجانب الآخر تأتي بالحبيب والصديق والعشيق لتزين العلاقة المحرمة وتجمل حديثه وتلطف عباراته وتهون الخيانة الزوجية و العلاقة المحرمة بين الرجل الأجنبي والمرأة فتصبح وقد تقلب قلبها وكرهت زوجها ثم يكون الطلاق والإحصائيات الكثيرة في السنوات الأخيرة هي أكبر دليل على ذلك وهو أول باب من أبواب هدم الأسرة بتلك الداراما التي حبكتها شياطين الإنس والجن لهدم المجتمع المسلم وقد تفوقت الدراما السورية على كل الدراما في الوطن العربي بهذا المعول الهدام ..

٢ . هدم التعليم : بداية ذلك كان بالمعلم فلم يجعلوا له أهمية في المجتمع وقللوا من مكانته وشأنه حتى يحتقره طلابه وجعلوا راتبه أقل الرواتب بينما في الدول المتحضرة التي تريد بناء حضارتها ونهضتها تكون أكبر ميزانية للتعليم فتجد راتب المعلم يفوق راتب الطبيب والمهندس فلا يحتاج إلى تدريس خارج أوقات الدوام أو عمل إضافي آخر حتى تبقى مكانته وكرامته محفوظة بخلاف سوريا في حكم آل الأسد..

فمنذ سبعينات القرن الماضي وبعد استلام حافظ الأسد للحكم بانقلاب عسكري غاشم جعل أقل ميزانية للتعليم وأكبر ميزانية للجيش بحجة تحرير الجولان المباع و بحجة تحرير فلسطين المحتلة التي لم يطلق باتجاهها رصاصة واحدة ، وجعل المعلم يتقاضى راتباً لا يكفيه ويكفي عياله لآخر الشهر وهو ما تعمد آل الأسد فعله بتوجيه من الموساد الإسرائيلي لتجهيل الأمة نهايك عن تدمير المدارس عمداً بالبراميل المتفجرة التي تلقى من الطائرات الحربية وبشكل ممنهج في عهد ابنه بشار وذلك في كل مكان خرجت منه مظاهرة تطالب بالحرية والتغيير السلمي للسلطةالحاكمة بالحديد والنار منذ خمسين سنة ..

ونتيجة لذلك أصبح عندنا نسبة لايستهان بها من الطلاب في أماكن اللجوء في الداخل السوري وخارجه بدون مدارس ولا تعليم وعمر الطفل يصل إلى عشر سنوات وأكثر ولا يعرف كيف يكتب اسمه ..

٣ . أسقاط القدوات :

ولكي تسقط القدوات : عليك بالعلماء اطعن و شكك فيهم و قلل من شأنهم حتى لا يُسمع لهم ولا يقتدي بهم ..

لقد استطاع آل الأسد إذلال العلماء بأفرع المخابرات واجبارهم على الولاء والطاعة و الدعاء للأسد وتمجيده في كل خطبة جمعة رغم أنوفهم ومن لايدعو يأتيه إنذار ثم اعتذار فجعلوا من الشيخ بوقاً لهم يأتمر بأمرهم وينتهي بنهيهم وقاموا بإشهار وتعويم كل من مشى في ركابهم على وسائل الإعلام وقاموا بتهميش كل من خالف توجهاتهم وتعليماتهم الأمنية فظن الناس أن العلماء الذين يخرجون على التلفزيون وفي الصحافة والراديو و الخ ….
هم القدوات فاتخذوهم قدوات لهم وسمعوا منهم لسنوات وعندما قام الجيل الجديد من الشباب الواعي وأراد تغيير النظام المستبد كان أولئك العلماء والمشايخ لهم بالمرصاد فوقفوا في وجوههم واتهموهم بالعمالة للخارج وأن جباههم لاتعرف السجود وأن الجيش العربي السوري الذي يقتل أولئك المتظاهرين هم أشباه للصحابة ( معاذ الله ) وبعضهم وصف المحتل الإيراني الصفوي والروسي الشيوعي على المنبر بالأخ والصديق وتولوا الكافرين بشكل علني ووسموا الشعب السوري المنتفض بوسم الإرهاب وأسيادهم هم أصل الإرهاب ومنبعه ..

حينها سقطت القدوات واحدة تلو الأخرى وهرب العلماء الأحرار إلى الخارج وسكت من بقي من المخلصين خوفا من الأمن لأنه يعرف معنى دخول الفرع ليس كالخروج منه وهو لايستطيع الهجرة خارج سوريا حفاظا على مسجده أو معهده بحجة لمن نترك هؤلاء الطلاب !
وإن كان هذا ليس سبباً مقنعا للبقاء في ظل هذه العصابة الحاكمة المجرمة التي ماتركت شيئا يهدم أركان المجتمع المسلم إلا وفعلته ..

والنتيجة لم يبقى قدوات في سوريا وتحقق الهدف الثالث للأسف ..

فإذا اختفت (الأم المؤمنة) واختفى (المعلم ) وسقطت (القدوة ) سقط المجتمع وانهار في بحر من الفوضى والخراب والدمار وهو مايريده آل الأسد أن تصبح سوريا مزرعة وغابة لهم ليس فيها إلا العبيد و الشبيحة القتلة الذين يمجدون انجازاتهم الخلبية ويصفقون لها ليل نهار
ثم يتوارثوا الحكم جيلا عن جيل بدون أي إعتراض من أحد في ذلك المجتمع المتجانس حسب أهوائهم وبدعم صهيوني ليكونوا الحرس الأوفياء لحدود بني صهيون ..

اللهم عجل فرجك ونصرك لأهل الشام التي اكتوت بنار المجرمين على مر العصور كما نصرت عبدك سيف الدين قطز في عين جالوت و قهرت جيش التتار نسالك ان تهزم جيش التتار الثاني جيش بشار وتعيد المهاجرين الأحرار الى بلادهم عاجلا غير آجل يارب العالمين ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى