بحوث ودراسات

ابن عربي وكتابه الفصوص (3)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

التعريف بابن عربي (2)
وقال عنه ابن الملقن صاحب طبقات الأولياء ترجمة رقم 153
محي الدين بن العربي560 – 638 للهجرة
وكان ذكياً كثير العلم. كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب. ثم تزهد وتعبد، وتفرد وتوحد، وسافر وتجرد، واتهم وانجد، وعمل الخلوات، وعلق شيئاً كثيراً في تصوف أهل الوحدة، ومن أفحشها ” الفصوص ” ، ومن تكلف فيه فهو من المتكلفين. وقد حط عليه ابن عبد السلام. مات سنة ثمان وثلاثين وستمائة.
وفي فوات الوفيات (3/ 435) قال:
صاحب التصنيفات في التصوف وغيره، ولد في شهر رمضان سنة ستين وخمسمائة بمرسية.
وفي طبقات المفسرين للسيوطي (صـ 113)
ولد في رمضان سنة ستين وخمسمائة بمرسية.
قال ابن نقطة: له كلام وشعر، غير أنه لا يعجبني شعره.
قال الذهبي: كأنه يشير إلى ما في شعره من الاتحاد.
وقال ابن مسدي: له كلام مريب، وكان ظاهري المذهب في العبادات، باطني النظر في الاعتقادات.
وقال الذهبي: في الاعتذار عنه: كان رجلاً قد تصوف وانعزل، وجاع وسهر حتى فسدت مخيلته، فصار يرى بخياله أشياء يظنها حقيقة ولا وجود لها.
مات في شوال سنة ثمان وثلاثين وستمائة.
تاريخ الإسلام ت تدمري (46/ 375)
يقول الذهبي: قرأتُ بخطّ ابن مَسْدي يَقُولُ عن ابن عربيّ: ولقد خاض فِي بحر الإشاراتِ، …………
إلى أن قال: وذكر أَنَّهُ سَمِعَ من أَبِي الخير أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل الطّالقانيّ.
قلتُ: هذا إفكُ بينٌ ما لَحِقَهُ أبداً.
قَالَ ابن مسدي: وله تواليف تَشْهَدُ لَهُ بالتقدُّم والإقدام ومواقفِ النهايات فِي مزالق الأقدام. وكانَ مُقتدرًا عَلَى الكلام، ولعلَّة ما سَلِمَ من الكلام، وعندي من أخباره عجائبُ. وكان ظاهريَّ المذهبِ فِي العبادات، باطنيَّ النظرِ فِي الاعتقادات، ولهذا ما ارتبتُ في أمره والله أعلم بسرّه.
مرآة الجنان وعبرة اليقظان (4/ 79)
سنة ثمان وثلاثين وست مائة وفيها توفي محيي الدين ابن العربي أبو بكر محمد بن علي الطائي الحاتمي المرسي الصوفي نزيل دمشق صاحب التصانيف قلت: هذه ترجمة الذهبي، ثم زاد قال: قدوة القائلين بوحدة الوجود ولد سنة ستين وخمس مائة،…….
ثم قال: وأعظم ما يطعن الطاعنون فيه بسبب كتابه الموسوم بفصوص الحكم …..
قلت: وقد ذكرت له في بعض كتبي أن كل من اختلف في تكفيره، فمذهبي فيه التوقف، ووكول أمره إلى الله تعالى.
البداية والنهاية ط هجر (17/ 252)
وَأَقَامَ بِمَكَّةَ مُدَّةً، وَصَنَّفَ فِيهَا كِتَابَهُ الْمُسَمَّى بِالْفُتُوحَاتِ الْمَكِّيَّةِ فِي نَحْوِ عِشْرِينَ مُجَلَّدًا، فِيهَا مَا يُعْقَلُ وَمَا لَا يُعْقَلُ، وَمَا يُنْكَرُ وَمَا لَا يُنْكَرُ، وَمَا يُعْرَفُ وَمَا لَا يُعْرَفُ، وَلَهُ الْكِتَابُ الْمُسَمَّى بِ ” فُصُوصِ الْحِكَمِ ” فِيهِ أَشْيَاءٌ كَثِيرَةٌ ظَاهِرُهَا كُفْرٌ صَرِيحٌ، وَلَهُ كِتَابُ ” الْعِبَادَاتِ “، وَدِيوَانُ شِعْرٍ رَائِقٍ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ أُخَرُ كَثِيرَةٌ، وَأَقَامَ بِدِمَشْقَ مُدَّةً طَوِيلَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ، وَكَانَ بَنُو الزَّكِيِّ لَهُمْ عَلَيْهِ اشْتِمَالٌ، وَبِهِ احْتِفَالٌ، وَلِجَمِيعِ مَا يَقُولُهُ احْتِمَالٌ.
قَالَ أَبُو شَامَةَ: وَلَهُ تَصَانِيفُ كَثِيرَةٌ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ سَهْلَةً، وَلَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ، وَكَلَامٌ طَوِيلٌ عَلَى طَرِيقِ التَّصَوُّفِ، وَكَانَتْ لَهُ جَنَازَةٌ حَسَنَةٌ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الْقَاضِي مُحْيِي الدِّينِ بْنِ الزَّكِيِّ بِقَاسِيُونَ. وَكَانَتْ جَنَازَتُهُ فِي الثَّانِي وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ.
دولة الإسلام في الأندلس (4/ 679)
محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله، الشيخ محيى الدين الطائى الحاتمى، ويكنى أبا محمد وأبا بكر، ويعرف بابن عربي تمييزاً له من العلامة أبي بكر بن العربي. ولد في شهر رمضان سنة 560 هـ بمدينة مرسية، وسكن إشبيلية وقتاً، …. ومال إلى التصوف، وشغف به، حتى ملك عليه كل جوارحه، وكان ظاهرى المذهب، واشتهر ابن عربي، بانقطاعه إلى التصوف وتبحره في مذاهبه وطرائقه، حتى وصفه بعض مترجميه ” بالبحر الزاخر في المعارف الإلهية “، وله ثبت حافل من المؤلفات الجليلة التي تدل على غزير علمه وسمو معارفه، نذكر منها ” الفتوحات المكية ” وهو مؤلف ضخم يعالج فيه طرائق الصوفية علاجا شاملا، ” والتدبيرات الإلهية ” و ” فصوص الحكم “، وكثير غيرها. …..
وكان ابن عربي يجاهر بكثير من الآراء الحرة التي تؤخذ عليه أحيانا، وتعتبر من ضروب الإلحاد، حتى أنه حينما كان بمصر، وصدرت عنه تلك الآراء أو الشطحات كما كان يصفها ابن عربي، اشتد العلماء المصريون في محاسبته، ورموه بالإلحاد والكفر، وطالبوا بإهدار دمه، لولا أن شفع له بعضهم ونجا من تلك المحنة. وكان ابن عربي آية في الذكاء والحافظة وسرعة الخاطر، فصيحاً، بارع البيان، وعلى الجملة فقد كان قطبا من أعظم أقطاب عصره، وكان صيته يطبق أنحاء المشرق والمغرب. وتوفي ابن عربي في دمشق في نحو الثمانين من عمره، وقد اختلف في تاريخ وفاته، فذكر صاحب فوات الوفيات أنه توفي في الثامن والعشرين من ربيع الأول سنة 638 هـ. وذكر ابن الأبار أنه توفي بعد الأربعين وستمائة
الوفيات والأحداث (صـ 142)

فيلسوف صوفي حلولي، الملقب بـ (الشيخ الأكبر)، رئيس مدرسة (وحدة الوجود)، يعد نفسه (خاتم الأولياء)، هاجم الأشاعرة واتهمهم بالتشبيه، من شيوخه: ابن بشكوال، من مؤلفاته: (الفتوحات المكية) و (فصوص الحكم) و (مشاهد الأسرار القدسية) ، ت 638 هـ
ويقول الألوسي (نعمان بن محمود بن عبد الله، أبو البركات خير الدين، الآلوسي ت 1317هـ) في كتابه جلاء العينين في محاكمة الأحمدين طبعة المدني 1401هـ-1981م (ص85) ويقصد بالأحمدين ابن حجر الهيتمي وابن تيمية.
وللشيخ المشار إليه (يعني ابن عربي)، لا زالت الرحمة منهلة عليه: اختيارات في المسائل الفقهية وغيرها منها: بجواز مسح الرجلين في الوضوء. ومنها قوله: بجوار السجود في التلاوة إلى أي وجهة كانت. ومنها جواز إمامة المرأة للسناء والرجال ومنها قوله: إن الماء الذي تخالطه النجاسة ولم يتغير أحد أو صافه مطهر غير طاهر في نفسه. قال: وما أعرف هذا القول لأحد.
ومنها أن غسل يوم الجمعة فرض، وإليه ذهب أيضاً بعض العلماء. . ومنها أنه لا يؤثر نزع الخف في طهارة القدم. ومنها أنه لا يجوز ان يسمى الله تعالى مختاراً كما نقله عنه (الجيلي) ومنها القول بإيمان فرعون. ومنها عدم القضاء على تارك الصلاة ومنها أنه لا حد لأقل الحيض. ومنها أن الحاضر إذا عدم الماء جاز له التيمم. ومنها القول بجواز عبور الجنب في المسجد والإقامة فيه وقراءته للقرآن إذا لم يكن وارثاً إلا أن في القراءة كراهة. ومنها أن الطهارة للصلاة على الجنازة وسجود التلاوة ليست بشرط ومنها عدم انتفاض الطهارة بأكل لحوم الإبل، لكن المصلى بالوضوء المقدم عاص. قال: وهذا القول ما قاله به أحد قبلنا انتهى. وفي بعض هذه الأقوال يوافقه بعض الرجال كما سنبينه إن شاء الله تعالى في محله.
وله اختيارات وأقوال أخر لا تسعها هذه المجلة، ومن أدارها فليرجع إلى فتوحاته وغيرها من تصنيفاته ففيها الغرائب، التي لا يدركها إلا ذو الذهن الثاقب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى