أخبار

موسكو ولندن تجريان «حواراً دقيقاً» حول سوريا

أطلقت موسكو ولندن حوارات حول ملفات الشرق الأوسط، خصوصاً في الشأن السوري، سعى الطرفان من خلالها إلى تضييق هوة الخلاف، وتبديد فتور طويل الأمد شاب العلاقات بين البلدين.
وشكلت النقاشات التي أجراها نائب مستشار رئيس الوزراء البريطاني لشؤون الأمن القومي، ديفيد كوري، مع المسؤولين الروس أول محاولة لكسر الجمود الذي أسفر عن انقطاع قنوات الحوار بين موسكو لندن، على خلفية تباين وجهات النظر حول الملفات الإقليمية، خصوصاً في سوريا، وتحت تأثير تصاعد المواجهة بينهما، من خلال ما عرف بـ«حرب التجسس» التي فاقمتها اتهامات بريطانية لروسيا بملاحقة عملاء سابقين، ومحاولة قتلهم على الأراضي البريطانية.
وفي دلالة على أن الملف السوري كان أحد أبرز محاور استئناف النقاشات بين البلدين، عقد كوري جلستي محادثات مطولتين خلال اليومين الماضيين: الأولى مع نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف مسؤول ملف الشرق الأوسط في الخارجية الروسية، والثانية مع نائب الوزير سيرغي فيرشينين والمبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، وهما المسؤولان بشكل مباشر عن تنفيذ سياسة روسيا في سوريا.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بأنه خلال اللقاء مع فيرشينين ولافرنتييف «جرى تبادل مفصل لوجهات النظر حول مجمل الموضوع السوري، ومسائل الشرق الأوسط، في إطار جدول أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وتمت «مناقشة الوضع في سوريا بشكل دقيق»، كما هو على «أرض الواقع»، وفي المقام الأول في شمال شرقي البلاد، وبمنطقة خفض التصعيد في إدلب. وبحث المشاركون في الحوار وضع عملية التسوية السياسية، في ضوء إطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف، فضلاً عن مسائل «توفير المساعدات الإنسانية لجميع السوريين المحتاجين في جميع أنحاء البلاد»، في حين تمحور النقاش مع بوغدانوف حول الوضع في ليبيا واليمن.
واللافت أن الطرفين الروسي والبريطاني لم يعلنا تفاصيل ما إذا كان موضوع مقتل مؤسس «الخوذ البيضاء»، جيمس لي ميزيورييه، كان على طاولة البحث أم لا، لكن المثير في توقيت زيارة كوري إلى موسكو أنها جاءت مباشرة بعد تلميحات بريطانية إلى وجود أصابع للاستخبارات العسكرية الروسية في مقتل الرجل، وهو أمر أثار استياء واسعاً في موسكو، وردت الخارجية الروسية عليه بشكل حاد.
ورأت الخارجية الروسية أن التلميحات البريطانية التي برزت في سلسلة تغطيات إعلامية «تدخل في إطار الحرب الإعلامية التقليدية المعادية لروسيا».
وكانت وسائل إعلام بريطانية قد طرحت تساؤلاً حول: «لماذا يتم إلقاء أعداء روسيا من الشرفات»، في إشارة إلى الطريقة التي لقي بها مؤسس «الخوذ البيضاء» مصرعه أخيراً، مع التنويه بمقتل الصحافية أولغا كوتوفسكايا، ورجل الأعمال البريطاني سكوت يانغ، بالطريقة ذاتها. واتهم بيان الخارجية أوساطاً غربية «بانها تتعمد عدم رؤية أو سماع ما لا يتناسب مع صورتهم المعتادة عن العالم».
وكانت موسكو قد شنت حملة عنيفة على منظمة «الخوذ البيضاء»، واتهمتها بالوقوف وراء «استفزازات كيماوية»، وحملتها مسؤولية نشر «معلومات مضللة حول قيام روسيا باستهداف منشآت مدنية في سوريا».
وفي تطور تسبب بتوجيه أصابع الاتهام إلى موسكو في مقتل الناشط البريطاني، كانت وزارة الخارجية الروسية قد وجهت طلباً رسمياً قبل أسبوع إلى لندن لـ«توضيح ما إذا كان ضابط المخابرات السابق مؤسس منظمة (الخوذ البيضاء) في سوريا، جيمس لو ميزيورييه، على صلة بتنظيم القاعدة الإرهابي». ورأت وسائل إعلام غربية أن موسكو مهدت بهذا الطلب لاستهداف ميزيورييه، بصفته ناشطاً في صفوف منظمة إرهابية.
وفي السياق، أيدت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تصريحاً أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع وسائل إعلام روسية قبل يومين، أشار فيه إلى وجود علاقة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بمقتل مؤسس «الخوذ البيضاء».
وقالت زاخاروفا، في إحاطة إعلامية، إنها تود أن «تجذب الانتباه إلى تصريحات الأسد عن هذا الموضوع، وأعتقد أنه لا يوجد شخص أقرب إلى الوضع وقادر على فهم تفاصيله أفضل من الرئيس السوري».
وكان الأسد قد قال إن وكالات الاستخبارات الغربية، بقيادة وكالة المخابرات الأميركية، «متورطة» بمقتل مؤسس منظمة «الخوذ البيضاء»، لأن الأخير «كان يعرف أسراراً مهمة»، ما استوجب إبعاده عن المشهد.

رائد جبر – الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى