مقالات

التنظير على الفيس سهل ولا يخضع للضرائب

د. عصام شعبان

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

هناك البعض من الشعب السوري لا يعجبه العجب.
تركيا غامرت بأمنها الوطني الخارجي والداخلي لكي تقضي على الانفصاليين ومنع الدول الداعمة لهم بإنشاء كيان آخر مماثل لإسرائيل ليكون خنجرا تمتد طعناته الى الداخل التركي.
نعم، تركيا تدخلت من مصلحتها الوطنية، وما العيب إن تلاقت مصالحها مع مصالح السوريين؟
أم لأنها دولة مسلمة سنية، وقوية، واستطاعت ان تجبر العالم على ان يوافق على المنطقة الآمنة وطرد الانفصاليين؟
لو أن أمريكا أو أي دولة أخرى تدخلت لرأيت البعض يرقص فرحا بهذا التدخل.
متى نعقل ونتعلم؟
قامت الدنيا ولم تقعد، والعالم كله وقف ضد تركيا لتدخلها، وعندما حصل الاتفاق بين تركيا وامريكا، وشروطه كانت فيها مصلحة تركيا ومصلحة السوريين، أيضا قامت الدنيا ولم تقعد، وبدأوا باتهام من قاتل مع تركيا من ثوارنا بأنهم قاتلوا لمصلحة بلد آخر واستشهدوا من أجل تركيا لا من أجل سورية!!!!!
أقول لهؤلاء من ذوي ضعفاء البصيرة، ان من حارب، حارب للقضاء على قيام كيان انفصالي يخطط له العالم منذ فترة طويلة.
أقول لهم ان من حارب واستشهد، لم يستشهد من اجل تركيا، بل من اجل سورية، وتركيا ومن اجل ما تبقى من العالم الاسلامي الذي أصبح كبيادق رقعة الشطرنج كما حصل في اخر ايام الأندلس.
علينا أن ننظر الى مكاسبنا على المدى البعيد وليس على المدى القصير، وتركيا هي الدولة الوحيدة التي ساعدت الثورة السورية، ولولا تآمر العرب عليها لفعلت أكثر من ذلك، وهي تعلم تماما أن الهدف من اطالة عمر النظام هو لمحاولة إنهاء تركيا كنموذج قد يمتد الى باقي الدول العربية وهذا ما لا تريده القوى العظمى.
للأسف، بعض السوريين لا يشكروا الصديق حتى لو أشعل لهم أصابعه العشرة.
شكرا تركيا، شكرا للشعب التركي وقياداته، ومن لم يعي الآن، سيتضح له بعد فترة بأنه كان مخطئا بحق تركيا.
إما أن نقول خيرا، أو فلنصمت.
مصابنا جلل، وكل شياطين الأرض وقفت ضدنا،ولكن الله لم يتخلى عنا، ولكنه سيتخلى عنا، وسيتركنا لتنهشنا الذئاب إن بقينا على ما نحن عليه من فرقة، وعجرفة، وحقد دفين، ونكران للمعروف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى