مقالات

تونس، رؤية شخصية بحتة تحتمل الخطأ والصواب

د. مدحت أبوالذهب

كاتب وإعلامي مصري
عرض مقالات الكاتب

أولا- كنت انظر حقيقة نظرة دونية إلى تونس كيف يحكمها طاغية منسلخ من الدين تمامًا ( بورقيبة ) وخلفه مثله ( زين العابدين ) الذي لا يقل إجرامًا عنه بل كان تلميذه الوفي .

ثانيا -وكنت ممن ينظر إلى الشعوب بنفس نظرتي لرئيسها،
فكنت أرى غالب الشعب بورقيبة أو زين العابدين سواء كانوا مخيرين أو مجبرين لأن الشعوب في النهاية بيدها كل شيء بعد تقدير الله فإن كانت مختارة فاختيارها سوء وان كانت مجبرة فلن يقل الانتقاد كثيرً،ا فكيف يجبر شعب كامل لأجل أطماع شخص ومن معه؟

ثالثا- حقيقي كانت نظرتي غير دقيقة
كيف انظر لشعب على أن اغلبه مثل رئيسه وأنه شعب تافه – الا من رحم ربي – مايع لا يشغله إلا تقليد الغرب في كل شيء

رابعا- وقد تفاجأت حقا حينما تشرفت بزيارة تونس من أقصاها لاقصاها

  • ما هذا الرقي؟
  • ما هذا الأدب في التعامل ؟
  • ما هذه الوجوه الطيبة المقبلة على ربها، حتى من كان بعيدا تراه يعاملك بغاية اللطف ؟
  • ما هذه النظافة ؟
  • ما تلك الهمة في العمل ؟
  • لم يلفت نظري وجود مقاهٍ وكافيهات في كل مكان، الكل يعمل ويجد ويتعب من الصباح الباكر ،خلية نحل حتى العشاء ثم ماتت البلد لا يوجد أي شيء كله نيام كي يستطيع العمل صباحًا،إلا مكانا أو اثنين معروفين مفتوحين حتى أغلب الليل .

خامسا – دستورهم يطبق كاملاً عليهم ولا يستثنى منه أحدًا فيستحيل أن يرمى مواطن بالسجن دون تهمة !

  • يستحيل أن تجد فبركة للتهم أو إلصاق قضايا لأشخاص لا علاقة لهم بها
  • ولم أجد بلطجيًا هناك أو شبيحًا أو شمكريا !
  • وان الدستور يتكون من أختيارات الشعب حقًا فإن كان متدينًا كان كذلك دستوره فالاغلبية هي من تكون، وتختار ما ترتضيه ( وإن كان ثمة خلاف كبير من الناحية الشرعية في ذلك )

سادسا- كنت متيقنًا أنه شعب مثقف وواع، ولن يخدع بمرتزقة الإعلام ووكلاء البلطجية وأجراء الخمارات المتحدة وغلمان الصهيونية.كنت متيقنًا أنه لن ينخدع بشعارات دينية جوفاء، لا فرق بينها وبين العلمانية،كنت متيقنًا أن العلمانية هناك إلى أفول.

سابعا- اختارت تونس رجلاً وطنيً حرًّا( بس كده )
رجل يحب بلده، ويحرص عليها ويعتز بهويته الإسلامية والعربية ،رجل يعرف أن الخطر الحقيقي ليس في جيرانه إنما في الكيان الصهيوني، رجل لا ينتمي لحزب لا ديني ولا علماني
لأن الحزب الديني هناك خبيث والعلماني خسيس

ثامنا- الشعوب لا تحتاج أكثر من رجل وطني بحق وليس جعجعات وطنه قبل كل شيء وأولها نفسه .
وإذا أردت أن تعرف حجم نجاح د قيس فانظر إلى تصريحات الأجير بن الأجير حفتر ماذا يقول عن تونس بعد فوزه؟!

تاسعا- إياك أن تظن أن تنصر بغير الله، أو يحدث في كون الله غير ما أراده الله
توكل عليه فقط حق التوكل
لن يكون النصر يومًا بأحزاب دينية أو تكتلات سياسية أو مليارات منهوبة ،أو حملات دعائية تبيض وجه الساسة القبيح

هكذا نجح د قيس بلا شيء إلا من توفيق الله، فأرجو أن تتعلم الدنيا منه البساطة القوة الوضوح التوكل هكذا أحسبه والله حسيبه.

أخيرًا
مبارك لتونس
مبارك للدكتور قيس سعيد
اللهم أعنه ووفقه لخير البلاد والعباد
اللهم خذ بناصيته لخدمة دينه وشعبه؛ واكفه شر المؤامرات المتحدة ووكلائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى