كلنا يعلم ان اي حوار كان وأيا كانت طبيعته ونوعه وتخصصه هو ان يضم مجموعة من المتحاورين, لغاية او موضوع محدد للحوار به وانضاجه ووضع الحلول للقضية المطروحة او الخروج بمقترحات تسهل انجاز القضية موضع ان اقول رايي وتقول رايك وان تسمع ما لدي واسمع ما لدكان هدفنا نحن المتحاورين هو خدمة المجتمع وليس لغرض او هدف شخصي او فئوي ،وان نوصل مالدينا من افكار الى الناس بكل سلاسة و وضوع بعيدا عن المماحكات الكلامية والاغراض الشخصية، لكي ياخذ الحوار معناه ويحقق اهدافه وان يكون الحوار مستند الى اخلاقيات الحوار وضوابطه المعلوماتية العلمية والاخلاقية مدركين ان عالم اليوم قد تغير كثيرا وتعددت الوسائل وتنوعت السبل في تبليغ الرسائل وحملها الى المتلقي بسهولة وامان ومصداقية رغم بعض الاشكالات في مصداقية بعضها وتحيزها وتنفيذها الى اوامر مالكيها ،المهم ان الذي يعنينا هو القيمة المعلوماتية للحوار وزمانه اي توقيت اطلاقه واهمية القضية المطروحة للحوار وعلاقتها بحياة الناس اقتصادية سياسية اجتماعية خدمية الى اخره من الموضوعات التي تلامس حياة الناس ،نقول ان عصر العولمة وفر للناس البدائل في اختيار الوسيلة الاعلامية كما وفر سرعة تداول الموضوعات ووصولها ، كل ذلك يتم بفضل التقنيات الحديثة من اجهزة التلفاز وشبكة الانترنيت والهواتف النقالة والخلوية ،حيث بإمكان المتلقي ومن خلال مشاهدة التلفاز المتوفر في كل البيوت تقريبا وفي الاماكن و المؤسسات العامة،ان يطلع ويتابع العديد من الندوات والمحاضرات والمناظرات العلمية والادبية والثقافية والسياسية الخ من الموضوعات لبرامج متعددة يغلب عليها الطابع الحواري وبأساليب وسيناريوهات معدة الغاية منها شد المتلقي في متابعة هذه البرامج وكسبه وتفاعله حتى يصل الامر احيانا بالمشاركة الفاعلة من خلال عملية الاتصال بالقائمين على البرامج وطلب المشاركة في الحوار وابداء الراي وما ينطبق على برامج الاذاعة والتلفزيون ينطبق على المشاركين في الندوات والحوارات المفتوحة وكذلك الامر بالنسبة للمشاركين في حوارات مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنيت الفيس بوك الاسنستكراموالأكروبات عبر الماسنجر و الواتس اب وغيرها من التطبيقات الحديثة والتي تطلق فيها الحوارات والآراء والافكار المختلفة وبالرغم من ان المتعارف عليه هو ان المتحاورين دائما ند لبعضهما الا ان القاعدة العلمية تقول ان كل حوار جاد ومثمر بعطي ثماره بسرعة خاصة في طل الانظمة الديمقراطية لا نه يمثل ارادة مجتمع وقبول من قبل نخبه ومثقفيه و كلنا يعلم ان الآراء الصحيحة والمنطقية دائما تفرض نفسها وان التطرف ولي الحقائق حبلها قصير وسرعان ما تنكشف وربما تمون الآراء في الوهلة الاولى متضادة ولكنها في حقيقة الامر محكومة بظروفها فالراي الذي يصلح لظرف او موقف ما قد لا ينفع او يصح لموقف وظرف اخر وهكذا فان النظر الى المسالة الواحدة قد يكون من زوايا وجوانب متعددة وكلها صحيحة ومنطقية سواء كانت متفقة مع بعضها او متضادة ومتضاربة والذي يحكم صحتها وصوابها هو الظرف او الزمان او المكان وغير ذلك من العوامل المختلفة لا نستبعد منها ما هو سياسي واجتماعي واقتصاديولا يفوتنا إنّ نعرف الإنسان كائنٌ متفاعلٌ مع المجتمعِ، و بانه ميال دوما الى أن يعبّر عن نفسهِ وقناعاته، من خلال عرضِ أفكاره على الآخرين ومشاركتهم ما توصّل إليه خلال رحلته في الوصول إلى الحقيقة. فيلجأ الإنسان للتواصلِ مع الآخرينَ من خلال الحوار. إذ يُعرّف الحوار لغةً بأنّه الجواب، وقيل المحاورة: المجاوبة والتحاور التجاوب، أمّا اصطلاحاً فيُعرّف الحوار بأنّه حوار يجري بين شخصين أو أكثر حول موضوع معيّن، للوصول لهدف معيّن. أمّا ثقافة الحوار فتعني قبول الآخر بما هو عليه من اختلاف دينيّ أو مذهبي أو عرقيّ أو سياسيّ، واحترام التعدديّة عند الاستماع للطرف الآخر ولآرائهم ويعدّ الحوار ثقافةً لأنّه مبنيّ على مجموعةٍ من الأسس والآدابِ التي تجعل منه أداةَ تواصلٍ هادفة، تقرّب الأشخاص من بعضهم وتزيد من التواصل الثقافيّ في مختلفِ المجالاتِ، وتزيد من تقبّل الآخرِ، وترتقي بجميع الأطرافِ المتحاورةِ؟ :مفهومالحوارواخلاقياته : يُعرف الحوار بأنّه نوع من أنواع الخطاب الإنسانيّ أو الحوار الدينيّ أو الثقافيّ؛ وقد يكون في مختلف المواضيع الاجتماعيّة والسياسيّة والإنسانيّة وغيرها، فهو شكل من أشكال الخطاب الدينيّ والثقافيّ الموجّه. وقد يعرّف الحوار بأنّه فن من فنون الكلام والمحادثة، وصيغة من صيغ التواصل والتفاهم، وأسلوب من أساليب العلم والمعرفة، ومنهج من مناهج الوعي والثقافة. وعند إجراء حوار بين شخصين أو أكثر لا يكون الهدف مجرّد جدال، أو تبادل آراء، بل هو وسيلة للتواصل والثّقة والتفاهم والتحدّي والنّمو والتطّور.ويمكن أن يُعرّف الحوار بأنّه نشاط عقليّ لفظيّ يقدم فيه المتحاورون الأدلّة والحجج التي توضّح وجهة نظرهم، للوصول لحلّ مشكلة أو توضيح قضيّة ما. وهو نقاش يديره أطراف الحوار بطريقة متعادلة ومتزنة وبحريّة تامة، من خلال تبادل الأفكار والآراء بين المتحاورين، ومن هنا لابد من التعاون على معرفة الحقيقة اذ يعدّ الحوار ضرورة لإشباع حاجة.
اما عن ابرز شروط الحوار الملتزم والمنضب فانه متمثل في :.الآداب العامة واحترام الراي الاخر: اذ يدور الحوار عادة بين شخصين أو أكثر، ضمن مجموعة من الآداب التي يجب على الجميع الالتزام بها أثناء الحوار، وذلك لينتج عنها حوار ناجح ومنتج، وحتى لا يحصل أي خلاف أو ضغينة بين الأشخاص. فالحوار الذي يتحلّى بالآداب، يكون حواراً ذا قيمةٍ علميّةٍ، مع الوصول للفائدة المرجوّة منه. فهو يسهم في بناءِ جسورِ الثقة بين الأطراف رغمَ اختلافِ أفكارهم وآرائهم، ويسعى للوصول للقواسمِ المشتركةِ بين الأطراف، كما يساعدُ على التخلص من الأفكار الخاطئة. لذا فإنّ الحوار الجيّد يجب أن يكونَ ملتزماً بالآداب أكانت آداباً نفسيّة، أو لفظيّة، أو علميّة. وهذه الآداب مهمّة لضمان استمراريّة الحوار، وتبقى مهمّة حتى بعد انتهاءِ الحوارِ لضمانِ تنفيذِ النتائجِ التي توصّل إليها الحوار. وفيما يلي مجموعة من الآداب التي لا بدّ من أن يلتزم بها كلا الطرفين للوصولِ للحقيقةوالاستعانة بالدلائل والحجج والبراهين التي تقوّي و تعزز الفكرة أو الرأي المطروح. طرح الأمثلة: فعادةً ما تكون الأمثلة مرآةً تقريبيّة للأفكار، وتجعلها أكثرَ واقعيّة وفهماً للطرفِ الآخر و يكتشف من يراقب الحوار اي حوار المشاركين وعقليتهم ومستواهم الثقافي والفكري وحتى روحية ونفسية المشارك من خلال منطقه والمعلومات التي يمتلكها فعن الامام عليي (ع) انه قال (اللسان ترجمان الجنان ) و قوله تعالى( والله يشهد ان المنافقون لكذابون )وفي ذلك اشارة واضحة للمنافق صاحب الوجهين الذي لا يثبت على را ي او ان يكون على الحياد تعد حالة سلبية تماما وتدل على ضعف شخصية الفرد بحيث انه لا يستطيع ان يكون لنفسه رايا خاصا به عما يختلج في اعماق نفسيه وما يختزن في عقله من اراء وافكار و اراء وخبرة فالمشاركة في النقاش مع الاخرين وطرح الشخص رايا معين في حينها ،هو امر مهم وضروري جدا اذ من شانه ان ينمي شخصية الفرد و يرتقي به الى ما هو افضل وعكس ذلك سينظر له نظرة سلبيةان الحوار في حياتنا إيصال المعلومات، فالإنسان حين يريد أن يوصل فكرة أو معلومة معينة إلى الناس يستخدم لغة الحوار من أجل إقناعهم بفكرته. تصحيح الأفكار الخاطئة والعقائد المشوهة، فهناك العديد من الناس يؤمنون بأفكار قد تخالف أساسيات الدين أو معتقداته، فالحوار وسيلة لا قناع الفرد بخطائه.تقوية الشخصية وتحسين التعامل مع الآخرين والإصغاء لهم، فالإنسان حين يحاور يجب أن يتقبل النقد وآراء الناس. اعتباره السبيل الوحيد لإقناع المخالف، ومفتاح قلبه لطريق الحق، فهو حجة على المخالفين وأهل الباطل. طريقة للتعامل الإنساني بالحضارة ورقي بعيداً عن استخدام العنف والهمجية لفرض الراي على الآخر. ومن هنا تتبين لناالحاجة الى الحوار وبانه مسالة مهمة وملحة لأي مجتمع من المجتمعات وتزداد الاهمية في المجتمعات المتطلعة نحو التقدم ذلك لتنوع الموضوعات النابعة من مشكلات حقيقية تعترض مسيرة تقدم هذه المجتمعات مما يتطلب اشراك مختلف الفعليات لوضع الحلول وفي المقدمة منها فعاليات وبرامج وسائل الاعلام المختلفة ان اكثر ما يركز عليه المعنيون بهذا الموضوع ان يخلق الحوار نوع من التجانس والتناغم بين المتحاورين لا التنابز والتنافر لان ذلك يؤدي الى مضيعه للوقت وتشتت الافكار والابتعاد عن المهمة الاساسية التي نظم من اجلها الحوار