غير مصنف

رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

د. حلمي عبد الحكيم الفقي

مدرس الفقه بجامعة الأزهر
عرض مقالات الكاتب

قبل ثلاثة أيام قتل رجل مسلم أربعة رجال شرطة فى باريس ، وخلال تشييع جثامين الضحايا تعهد الرئيس الفرنسى بشن حرب لا هوادة فيها على الإرهاب الإسلامي
وأقول للسيد ماكرون :
إن دين الإسلام هو دين الحق والعدل والمساواة بين البشر جميعا ، وهو يمثل أرقى وأحسن ما عرفته البشرية كلها فى تاريخها كله ، وإن دين الإسلام هو أمل الإنسانية الوحيد للوصول إلى المدينة الفاضلة والأدلة على ذلك تفوق الحصر ومن هذه الأدلة :
1 – المسلمون لم يقتلوا نبيًا واحد ًافى تاريخهم كله، ولم تعرف ذاكرة التاريخ إلا قاتلاً واحد للأنبياء وهم من تحالفون الآن !
2 – المسلمون يقولون على السيد المسيح عيسى ابن مريم : إنه روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء الطاهرة ، أما اليهود فيقولون على السيد المسيح إنه ابن زنا والعياذ بالله ، فحاربتم المسلمين وحالفتم الصهاينة.
3 – لم تعرف الإنسانية فى تاريخها كله حروبا أرقى من حروب المسلمين ، ومن ذلك يا سيد ماكرون على سبيل المثال فقط
أ – فى عام 2 هـ الموافق 624 م طرد محمد صلى الله عليه وسلم يهود بنى قينقاع من المدينة المنورة بعد خيانتهم لعهدهم وقتلهم الأبرياء من المسلمين ودخل ديار بنى قينقاع بدون قتيل واحد ، فهذه معركة حربية يا سيد ماكرون بين اليهود والمسلمين وانتصر فيها المسلمون ولم يقتلوا يهوديًا واحدًا من المهزومين ، فهل تعلم يا سيد ماكرون معركة حربية واحدة لم يقتل المنتصر فيها واحدا فقط من المهزومين؟ إنهم المسلمون فقط يا سيد ماكرون ، ليثبتوا للدنيا كلها وبالأدلة العملية لا الأمثلة النظرية بأنهم المتربعون على قمة عرش أخلاق البشرية فى السلم والحرب عبر التاريخ كله وبلا منافس
ب – وفى ربيع الأول سنة 4 هـ = أغسطس 625م كانت البشرية على موعد آخر مع أستاذ الإنسانية الأول محمد صلى الله عليه وسلم ليعطيها أروع وأرقى درس يمكن أن تصل اليه البشرية فى الحرب لقد انتصر محمد صلى الله عليه وسلم على يهود بنى النضير وتمكن منهم ،وانتصر عليهم وطردهم من ديارهم لغدرهم وخيانتهم ولكن بلا قتيل واحد ، هل وعت ذاكرة التاريخ معركة حربية انتصر فيه فريق على اخر وتمكن منه ولم يقتل واحدًا من المهزومين ، إنهم المسلمون فقط يا سيد ماكرون ..
ج – يا سيد ماكرون لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى الناس كافة ليأخذ بأيديهم من الظلمات إلى النور ، وقد فعل وقام بمهمته على الوجه الأكمل ، وكان بحق أستاذ الإنسانية الأول فى كل مجالات الحياة ، فكان نبيًا مرسلاً ، وكان رئيسا لدولة ، وكان قائدا لجيش ، وكان فى كل ذلك مثالا وقدوة للبشرية كلها :
ولقد خاض خلال عشرة أعوام قرابة عشرين معركة كان فيها قائدًا لجيش المسلمين بنفسه ، فهل تعلم يا سيد ماكرون كم كان عدد قتلى الطرفين فى كل المعارك العشرين التى خاضها النبى صلى الله عليه وسلم بنفسه ؟
كان 386 قتيلاً فقط من الطرفين !
وانتم قتلتم من الجزائريين فى ارضهم أكثر من خمسة ملايين جزائري، وبعض الاحصائيات تقول :سبعة ملايين جزائرى برىء قتلتموهم فى ديارهم لا فى دياركم !
فهل يقارن الثرى بالثريا يا سيد ماكرون ؟
4 – يا سيد ماكرون يقولون إن الإسلام انتشر بحد السيف وبالعنف والقتل ،
يا سيد ماكرون لقد أقام المسلمون فى أسبانيا والبرتغال ثمانية قرون، كانوا فيها هم السادة وهم حكام البلد ، وما زالت اسبانيا والبرتغال إلى اليوم على دين اجدادها ، لأن المسلمين يؤمنون بالحرية فى الاعتقاد ولأن الاسلام دين الحرية ،
ثم هل تعلم يا سيد ماكرون أن قرابة ثلث عدد المسلمين اليوم موجود فى شرق اسيا في ماليزيا واندونيسا وبنجلاديش والهند والصين وبورما وتركستان ، وقد دخل الإسلام إلى هذه البلدان بلا معركة واحدة وبلا قتيل واحد !
5 – هل تعلم يا سيد أن حربًا واحدة فى بلد واحد بين أبناء دين واحد قتل فيها اكثر من عشرو مليون انسان ، إنها حرب الثلاثين عامًا في ألمانيا بين المسيحيين أنفسهم، وبدات هذه الحرب فى 1618 الى 1648 م ، كانت بين البروتستانت والكاثوليك ولم يكن المسلمون طرفا فيها
6 – يا سيد ماكرون هل تعلم بمذبحة باريس فى 24/8/1572م بين البروتستانت والكاثوليك ، وقتل فيها الآلاف فى ليلة واحدة ولم يكن المسلمون طرفًا في المذبحة ؟!
7 – يا سيد ماكرون هل تعلم أن الحرب العالمية الثانية التي بدأت فى العام 1939م لم يكن فيها دولة واحدة مسلمة ، وكان طرفا هذه الحرب الكونية المدمرة نصارى ، وقتل فى هذه الحرب قرابة خمسين مليون انسان بيد النصارى لا بيد المسلمين ، ثم تقولون الإسلام دين إرهاب !
8 – يا سيد ماكرون لقد ذكرت أن محمد صلى الله عليه وسلم دخل ديار بنى قينقاع وديار بنى النضير بلا قتيل واحد ، فكم قتل النصار من المسلمين فى سربرنيتسا فى العام 1995م ؟ لقد دخلوها فقتلوا من الابرياء ثمانية الاف مسلم !
9 – لقد دخل المسلمون الأندلس فى العام 92هـ = 711 م ، وتم طردهم فى العام 897هـ = 1495م ، وفى خلال ثمانية قرون كاملة لم يرتكبوا مذبحة واحدة ، بل أكثر من ذلك كله لقد حافظ المسلمون طيلة هذه القرون الثمانية فى أوربا على الأمن والسلم فى القارة الأوربية كلها ، فلم تقع المجازر بين البروتستانت والكاثوليك إلا بعد طرد المسلمين من الأندلس .
10 – واخيرًا يا سيد ماكرون من الممكن أن تقول :هذه ادعاءات لا دليل عليها، فإليك هذا الدليل الصادر من بنى جلدتكم ،والفضل ما شهدت به الأعداء كما يقولون ،في تقرير شهير صادر عن جامعة ميتشجان الأمريكية عن عدد القتلى فى القرن العشرين :
كان عدد القتلى مائة واثنين مليون قتيل ، قتل المسلمون منهم اثنين فى المائة فقط ، والباقي قتله النصارى وبالتحديد قتله غير المسلمين !
يا سيد ماكرون : إن الإسلام هو أمل الإنسانية اليتيم لإيجاد المدينة الفاضلة للإنسانية كلها ،
إن الإسلام هو أمل الإنسانية الوحيد لتحقيق العدل للبشرية كلها، مسلمها وغير مسلمها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى