مقالات

الإدارة الحداثية للمجتمعات في النكبات

أحمد إبراهيم الرحال

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

غاية الثورات الشعبية عادة هي مكافحة الفساد وايجاد حلول لمنع امكانية ظهور الفساد في البيئة اتلجديدة.
بما ان فساد موظفوا الدولة يتمثل بأمرين:
1- اتخاذ القرار الخاطئ
2- سرقة المال العام
فيتوجب على المنظرين والقادة الثوريين البحث في جذور القوانين التي اتاحت البيئة الملائمة لذلك الموظف الفاسد بالنشاط، وايجاد ضوابط ادارية لانتاج البيئة التي تضمن عدم تمكن الموظف من الفساد.

في حالة الثورة السورية فقد قامت ضد الفساد المستشري من عام 1919، حيث نشأت أول حكومة بعد الاستقلال عن الدولة العثمانية، ولكنها لم تتمكن من تلبية متطلبات الادارة الرشيدة للموارد الاجتماعية، مما دعى الملك فيصل حينها لطلب الوصاية الفرنسية لتعليم السوريين طرق الادارة.
ولكن للأسف لم تتمكن الجهة الوصائية من تلبية الهدف المنشود فقد حصلت عدة ثورات داخلية لتغيير الحكومات المنتخبة في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا ، بسبب سوء الادارة والفساد الحكومي.
وبعد الاستقلال ونشوء الدولة السورية قامت العديد من الثورات الشعبية انتجت تغيير حكومات وتغيير الاحزاب الحاكمة وجميعها لم تتمكن من تلبية حاجة المجتمع لمنع الفساد الحكومي .
اذاً هناك مشكلة مشتركة بين جميع الحكومات المتعاقبة منذ مئة عام ، وهي مجموعة القوانين الناظمة للعلاقة بين الرئيس والمرؤوس ضمن العمل الوظيفي الواحد.
-الفكر الثوري يتمثل بسؤال كيف نستطيع القضاء على الفساد.. ؟؟
ايجاد الطريقة لتحقيق هذه الغاية:
نطرح الاسئلة على الموجودين ونستمع للاجوبة ..بعد الاجوبة نقوم بضرب مثال عن الاطروحة التي نقدمها على الشكل التالي:
نقوم برحلة سياحية مؤلفة من 6 اشخاص ونريد انجاح الرحلة بطريقة حداثية ومنهج سليم
كيف يكون مدير الرحلة هو عبارة كاتب يدون مايجري من مقترحات وتنسيق وقرارات فقط:
-اعضاء الرحلة هم المقترحون والمقررون لكل نشاطات الرحلة سواء كانت نشاطات غذائية او رياضية او سياحية او ثقافية.. الخ
نختار شخصا كاتبا يكتب الحوار الذي يجري بيننا
-على سبيل المثال نتناقش بقضية الطعام هل نطبخ فاصولياء بلحمة ام بزيت ..؟؟
يتم الحوار فيما بيننا وكل انسان يدلي بدلوه ايهما افضل سواء بالكلفة المادية المستطاعة او فوائد الطبخة او امكانية الطبخة بمعنى اخر كل انسان يقول لماذا اختار هذه الطبخة دون غيرها
بعد الحوار يتم التصويت وبحسب نتيجة التصويت يقوم الكاتب بتدوين التصويت واسبابه ولنفرض ان التصويت بالاغلبية على الفاصولياء بزيت
وهنا تعترينا ملاحظة بان الذين اختاروا الفاصولياء بلحمة قد ظلموا لكن يبقى رأي 3 افضل من رأي 1 وبهذه الطريقة تعد افضل لمنع اتخاذ القرار الخاطئ قدر الامكان
الكاتب الذي نسق بين المتحاورين واصدر القرار الذي رجحه افراد الرحلة هو مايسمى المدير واعتمد بقراره على ترجيح اصحاب الرحلة وبذلك يكون افضل من ان يتدارس المدير برأيه ويصدر القرار ويتحمل عواقبه ويحاسب لانه وقتها يكون الفأس وقعت بالرأس وقام بقرار خاطئ .
منع سرقة المال العام:
عندما يكون هؤلاء 6 معنيبن بصندوق المال الخاص بهم وكل الصادرات والواردات وكل شيئ مسجل امام الجميع ويحق للجميع الاطلاع عليه سيكون بالامكان محاسبة اي خلل مالي وتكون فرصة السرقة اقل بكثير من ان يكون 2 فقط من اعضاء الرحلة هم المطلعين على العمل المالي وبالتالي ستكون فرص اقل لهدر المال العام.
مثال اخر:
أ-شكلنا لجنة مخيم من ستة اشخاص بنفس طريقة صنع القرار الذي سيصدره المدير ..نشرح فوائده وقبل ان يصبح قرارا نافذا يشرح لكل المعنيين بالمخيم ويتم مناقشته ثم التصويت عليه وبعدها يصبح قرارا نافذا
ب-عندنا مشكلة معينة بالمخيم ..يقوم كل انسان بادلاء رأيه مع التعليل لرأيه ورؤيته بالحل ويكتب ذلك على ورقة ثم يأتون بالاوراق جميعا ويتدارسونها ويقرؤون الحلول على انفراد ويتم التناقش بامكانيات تطبيق الحلول ..والمدير يدون كل مايجري والاعضاء يكتبون الملاحظات لاجل الترجيح بين الحلول ثم يتم التصويت ويدون القرار ويصبح نافذا.
في البداية يكون العمل صعبا ولكن فيمابعد سنكتشف ان معظم الاوراق تحتوي على على حل مشترك حسب نظرية العقل الجمعي للمجتمعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى