زُرتُ المقابرَ واستحضرتُ عاقبتي = وقد تَفحَّصتُ فيها مَنْ يُوَدِّعُني
وكنت شيّعتُ فيها راحلًا وغدًا = أنا المُشَيَّعُ والدُّنيا تُشيِّعُني
كأنما القومُ ركابٌ بحافلةٍ = وكنْتُ فيها وكان الموتُ يَتبعُني
دُنيا فُجِعتُ بها في عزوةٍ ذَهبَت = وذاتَ يومٍ بِعُمري سوفَ تَفجعُني
كم مرةٍ نزَعت نفسي لتزهدَها = لكنَّها في هوى نفسي تُنازعني
وما صفعتُ لها خَدًّا لأُرغمَها = إلا وكانت ببَردِ العَيش تَصفعُني
ولو هممْتُ بأنْ أجتَثَّ زُخرُفَها = مِمَّا أرومُ فنفسي لا تَطاوعُني
ذَنبي ولم يبقَ من دَربي سِوى نَزَرٍ = إلى النهايةِ أقصى ما يُرَوِّعُني
وأحمدُ اللهَ أنِّي مُسلِمٌ كَلِفٌ = بفَضلِ دِينٍ عن الآثامِ يردعُني
رَجوتُ عفوَكَ في سِرِّي وفي علَني = فَمَن سِواكَ أيا ربَّاهُ يَسمعُني؟
9/10/2019 م