معركة شرق الفرات انتصار للثورة بشرط…

منذ قرابة سنة أعلن الرئيس التركي ووزير دفاعه عن خوض معركة شرق الفرات خلال أيام بالتنسيق مع واشنطن وبدأت استعدادات لوجستية على الحدود ولكن تفاجأت القيادة التركية بتغريدة لترامب وتغير بموقفه يهدد فيها بتدمير تركيا واقتصادها إذا خاضوا معركة شرق الفرات ضد قسد دون إذن واشنطن وبعدها توقفت التصريحات التركية بشأن خوض معركة شرق الفرات بعد تجييش إعلامي ولوجستي على الأرض حينها حتى عادت منذ أيام أو ساعات للظهور من جديد ،
منذ أسابيع بدأت بعض التحركات العسكرية شرق الفرات بالتنسيق مع واشنطن دخول دبابة تركية مع دبابة أمريكية حيث الأتراك يخشون من سيناريو صدام بالكويت لذلك يسعون للتنسيق مع واشنطن بأي معركة بالشمال وخاصة إقليم شرق الفرات حسب تفاهم كيري لافروف سنة 2015م
حيث العلاقة بين الطرفين اهتزت وخاصة بعد سيناريو الانقلاب سنة 2016 والذي غالبا كان من مفرزات تفاهم كيري لافروف لرمي تركيا بحضن روسيا وتوريطها بمسار الأستانة الذي كانت نتائجه كارثية على الثورة وكان بمثابة الجناح العسكري لمسار جنيف .
تطورات الشمال منذ تسهيل تركيا تسليم إدلب لهيئة الشام كما تقول الفصائل التي أجبرت على النزوح لعفرين وجرابلس وأن الأتراك أوقفوا تمويلهم مقابل تسهيل دعم الهيئة وتسليمها المعابر الحدودية وآخرها معركة خان شيخون وتسليمها لروسيا بعد معارك أسطورية سطرها الثوار كل ذلك جعل الثقة بتركيا على المحك لدى عموم الثوار وليس القيادات ، وهنا علينا التمييز بين قيادات فصائل وعناصر هذه الفصائل لأسباب يعرفها الكثير وتفرضها طبيعة المعركة.
تم اليوم الإعلان عن اندماج أكبر جسمين للفصائل المعتدلة بالشمال تحت مسمى واحد وهو الجيش الوطني تحت قيادة الائتلاف رغم الزخم الإعلامي الكبير إلا إنه توحيد يتحفظ عليه البعض حيث غايته مصادرة القرار الثوري وتصنيف كل من يشذ عن تفاهمات أستانة كما يقول من يتحفظ على ذلك .
فهذه الفصائل لا تزال مترامية الأطراف وليس هناك أي هيكلية ولو بالحد الأدنى يشابه أي جيش نظامي والسؤال ما غاية التوحيد إذا !رغم أن البعض يرى ذلك محاولة لتوحيد صنبور الدعم تمهيدا لتوحيد قرار الشمال تمهيدا لعدة أمور مطروحة على الساحة كتجميد جبهة الشمال وسحب جميع الثوار من شمال غرب سوريا باتجاه ما يسمى محمية المنطقة الآمنة لإنشاء حزام عربي بين الكورد والترك وهناك احتمال أن ذلك يمهد لعملية اندماج بين هذا الجيش وجيش النظام بعد عمليات تجميلية بواجهة النظام والاحتمال الأخير هو عملية استنزاف لبقية الشرفاء بهذه الفصائل تنفيذا لأستانة وقد كانت هناك محاولة لاستنزاف الفصائل بعد استانة خمسة بزجهم ببادية حمص بذريعة قتال الدواعش وجاء ذلك بعد تشكيل ما يسمى الجبهة الوطنية للتحرير مما يومئ عن إرهاصات هذا التوحيد
الأمر الآخر فإن وزير الدفاع بالحكومة المؤقتة حدد مهام هذا الجيش بقتال الميليشيات الكوردية وحماية المحرر بالشمال فقط ولم يذكر أن غايته إسقاط النظام أو طرد روسيا وإيران حتى أنه صمت عن موضوع إدلب والطرق الدولية واللجنة الدستورية في موافقة مبطنة ربما لذلك.
إذا مهام هذا الجيش كما حددها وزير دفاعه هي ليس هجومية ضد ثلاثي الشر روسيا وإيران والنظام بل دفاعية فقط
وكما أسلفت فإن شرق الفرات منطقة نفوذ أمريكية هذا يعني أن هناك ضوء أخضر أمريكي لهذه العملية والجميع يعرف كيف أمريكا قتلت عشرات المرتزقة الروس منذ سنتين عندما اقتربوا من هذه المنطقة دون إذنها والسؤال هنا هل انتهى دور قسد وأثبتت فشلها عن حماية هذه المنطقة وخصوصا تحرك بعض المظاهرات بتلك المناطق وثوار تلك المناطق ضد قسد بما يشبه حرب عصابات واستباق للأمور قبل أن تفلت الأمور وتصبح أبار النفط والغاز بخطر وبقبضة ثوار متمردين على التفاهمات الدولية !
الأيام المقبلة ستظهر حقيقة ما يجري في الشمال إن كان غايته فعلا التوجه لشرق الفرات لتحريرها من قسد والسيطرة على المنطقة هناك فهذا يعتبر انتصار للثورة وهزيمة لروسيا وايران وحتى لو كان بالتنسيق مع الأصدقاء الأتراك والأمريكان
والاحتمال الثاني لتحريرها ثم انكفائها لما يسمى المنطقة الآمنة وتترك بإشراف تركيا وأمريكا والاحتمال الثالث هو لأخذ زخم شعبي واستعادة الثقة بعد ذلك والتوجه لتحرير إدلب وطرد الهيئة لتنفيذ اتفاق سوتشي بالقوة بفتح الطرق الدولية وإن كان هناك تسريبات عن موافقة الهيئة على فتح الطرق!
وأن الأمور تتجه لإدارة مدنية شبه ذاتية وتجميد الشمال لعدة سنوات ريثما يتم ترتيب وضع العراق وبقية المناطق خاصة أن بوتين يعاني من هزات داخلية تهدد بانتهائه قريبا وكذلك لا يوجد ممول له حيث ستين ألف مرتزق روسي بسوريا تمويلهم شبه متوقف وجنود النظام منذ ثلاثة أشهر لا يدفع لهم رواتب وإيران تعاني من احتجاجات ضدها بالعراق المصدر الأساسي لتمويل عملياتها بالمنطقة وهناك احتمال بأي لحظة تفلت الأمور من سيطرة روسيا والنظام وإيران ولا بد من ضبط إيقاع فصائل الشمال تحسبا لأي انهيار مفاحئ لأحد أضلاع مثلث الشر الذي سيتبعه انهيار كامل للنظام وتزامن ذلك مع تشكيل جيش الجنوب وتدريبه بقاعدة التنف بإشراف واشنطن كما ورد ممن ذهب لهناك .
ولكن السؤال المهم للجيش الوطني المزمع تشكيله وعليه سؤال نفسه هذا السؤال الخطير ماذا لو خرج القرار بتركيا من يد حزب العدالة وأتت قيادة جديدة لتركيا من المعارضة الموالية لنظام دمشق علاوة أن الجيش التركي لا يزال قراره خارج سيطرة الرئاسة التركية فهل سنكون كمن نصب حبل مشنقته بنفسه !؟يدي على قلبي