ربما أن اقتراب موعد إعادة فتح ملفات كثير من الحاصلين على حق اللجوء في ألمانيا أو الحماية المؤقتة قد جعل جل اللاجئين في تفكير دائم هل سنكون من المرحلين ؟ وإلى أين ؟ وقبل ذلك لماذا يتم الترحيل ؟ وللإجابة عن تلك الأسئلة المشروعة لابد من التفريق بين مفهوم الترحيل فيما تقصده الحكومة الالمانية ، ومعناه بالنسبة للاجئين، قصة اللجوء السوري لألمانية بدأت في السنوات الأولى للثورة السورية وإن كانت بأعداد قليلة ففي عام 2012 قررت الحكومة الألمانية منع ترحيل السوريين إلى بلدهم مهما كانت نوع إقامتهم فيها ، وقد جاء ذلك بعد تقييم الوضع في سوريا على انه خطير، على ان يتم تقييم الوضع هناك كل عام وبناءً على ذلك يتم تمديد قرار منع الترحيل للسوريين من عدمه وبالفعل هذا ما حصل حتى يومنا هذا ، على أن تقرر الحكومة الألمانية في خريف هذا العام تمديد هذا القرار ام لا بناءً على تقارير إعادة تقييم الوضع هناك حيث تمّ الآن الإدلاء بمجموعة من الآراء والتصريحات , ومنها على سبيل المثال لا الحصر تصريح وزير الداخلية لولاية زاكسن قبل عدة أشهر السيد زولاند فولار من حزب CDU في حال تغير الوضع في سوريا علينا أن نبدأ بترحيل أصحاب الجرائم ومؤيدي الأسد إلى سوريا. كما دعا وزير داخلية ولاية نيدر زاكسن السيد بوريس بيستوريوس من حزب SPD إلى ضبط النفس في ايقاف قرار منع ترحيل السوريين إلى بلدهم على أن يتم ذلك بناء على إعادة تقييم الوضع هناك سوف يتم اعادة التفكير بالموضوع وذلك كما جاء في مقال صحفي لجريدة فيلت الالمانية بتاريخ 14.06.2019 . ومن هنا نستنتج أن الترحيل إلى سوريا لا يقتصر فقط على اللاجئين من سوريا لكنه يشمل أيضا الطلاب وغيرهم من السوريين الذين يقيمون في المانيا وغير قادرين على استيفاء شروط بقائهم في ألمانيا، حيث يحق للحكومة الألمانية متمثلة بالمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين سحب أو إلغاء لجوء أي شخص في ألمانيا في حال انتهت أسباب لجوئه عن بلده الأم ، أو تبّين أنه قام بتزوير أوراق ثبوتية تبين عدم صحة كلامه ليصبح عرضة للترحيل. ومن أهم العوامل التي تساهم في تأجيل عملية الترحيل أو إلغائه ، تكمن في مدى اندماج الشخص في المجتمع الألماني ، وكذلك مدى تعاون السلطات المحلية في البلد الأم مع الحكومة الالمانية والتعهد بعدم التعرض إلى أي شخص يتم ترحيله إلى بلده ، الأمر الذي يشكل تحديًا كبيرًا للحكومة الألمانية في الوقت الراهن في حال قيامها بترحيل السوريين إلى بلدهم وذلك لعدم وجود أي ضمانات حقيقية تضمن سلامة اللاجئين المرحلين إلى بلدهم الأم سوريا . وعلى عكس ذلك تشكل كلمة ترحيل هاجس خوف للاجئين الذين تنقصهم المعلومة والقدرة على فهم الواقع في ألمانيا مما يجعلهم في قلق دائم ، وعدم استقرار نفسي والخوف من خسارة كل شيء تم انجازه في ألمانيا مما يؤثر سلبا على اندماجهم والتأخر في الدخول في سوق العمل .

تعليق واحد
تعقيبات: اعتقال سوريين وعراقيين في ألمانيا بتهمة تهريب اللاجئين إلى أوروبا – رسالة بوست