مسيلمة أمريكا الأفاق: رشاد خليفة “رسول الميثاق” 4 من 5

ويستشهد رشاد بآية أخرى:”وإذا قرأتَ القرآنَ جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً* وجعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً”(الإسراء:45،46). واضح أنّه يستدل بهذه الآية على طريقة استدلاله بالآية السابقة، وكأنّه لم يفطن إلى أنّ مثل هذا الاستدلال يعني أنّ كل مستشرق درس الإسلام وتبحّر في علومه واستخرج من درره، لا بدّ أن يكون مسلماً مهتدياً. وهذا يعني أيضاً أنّ شخصاّ مثل الوليد بن المغيرة يُعتبر مهتدياً أيضاً؛ فقد وصف القرآن الكريم وصفاً جميلاً، وعبّر عن تذوّقٍ رفيع لإعجازه، وعلى الرغم من ذلك فقد قال القرآن الكريم في حقّهِ:” ثم عبس وبسر* ثمّ أدبر واستكبر* فقال إن هذا إلا سحرٌ يؤثر* إن هذا إلا قول البشر* سأصليه سقر* وما أدراك ما سقر* لا تبقي ولا تذر* لواحة للبشر* عليها تسعة عشر” (المدثر: 22-30). إنّ هذه الآيات من سورة المدّثر، والتي ورد فيها العدد 19، تتحدث عن موقف الوليد بن المغيرة، الذي لم يُغن عنه امتداحه للقرآن الكريم شيئاً. ولو قرأ رشاد خليفة الآية 31 من سورة المدّثر، والتي تُبيّن الحكمة من ذكر العدد 19، لوجد:” … كذلك يُضلّ اللهُ من يشاء، ويهدي من يشاء”، فلا المعرفة هدت، ولا المدح عصم. القول بأنّ الله تعالى قد أظهر رشاد خليفة على سر من أسرار القرآن الكريم هو قول يجانب الصواب؛ فقد تبيّن لنا بعد دراسة أبحاثه أنّه غير أمين ويتعمّد التلفيق. ويبدو أنّ ذلك كان مدخلاً له لعله يساعده في ادّعائه أنّه رسولٌ من الله.
يقول رشاد خليفة في رسالة عنوانها ( رسالة مرسلة إلى الرؤساء والملوك في العالم الإسلامي): “جذر الكلمة رشد مذكور في القرآن الكريم 19 مرة”، وبالرجوع إلى صفحة 320 من المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، لمحمد فؤاد عبد الباقي، نجد أنّ رشد ومشتقاتها وردت في القرآن الكريم 19 مرة. وهذا صحيح، ولكن لو رجع رشاد خليفة إلى صفحة 605 من المعجم نفسه، لوجد أنّ كلمة كَفَرَ قد وردت في القرآن الكريم 19 مرة. ولو رجع إلى صفحة 612 من المعجم نفسه، لوجد أنّ كلمة الكفّار قد وردت في القرآن الكريم 19 مرة أيضاً. ولو رجع إلى صفحة 716 لوجد أنّ كلمة المنافقين قد وردت في القرآن 19 مرة، ولوجد أنّ مشتقات نفق هي 38 أي (19×2).
استكمالاً للصورة نقوم بعرض بعض أخطاء رشاد خليفة في رسالته: ( رسالة مرسلة إلى الرؤساء والملوك في العالم الإسلامي). مع ملاحظة أنّ الرسالة لا تتجاوز الوريقات القليلة:
- يقول رشاد إنّ مجموع الآيات في القرآن الكريم هو 6346 أي (19×334). وهذا القول يحتاج إلى تحقيق، إذ أنّ عدد آيات القرآن الكريم على طريقة الكوفيين كما جاء في كتاب ناظمة الزهر، للإمام الشاطبي، هو 6236 آية. والفارق كما نلاحظ كبير. وإذا أضفنا 112 بسملة يكون المجموع هو 6348، وهذا يعني أنّه اختار أن يكون عدد آيات القرآن الكريم 6234 آية، والسر في هذا الاختيار أنّه يعتقد بأنّ عدد آيات سورة التوبة هو هو 127 وليس 129، وهذا يعني أنّه يَطعنُ في الصحابة، رضوان الله عليهم، وليس هذا بعجيب، فقد كانت هذه السقطة من مقدمات الانحراف قبل أن يُعلن أنّه رسولٌ من الله.
- يقول إن كلمة قرآن ذُكِرت في القرآن الكريم 57 مرة، أي (19×3)، ويقول إنّها وردت في 38 سورة، أي (19×2). ويقول: عندما نجمع أرقام الآيات التي وردت فيها كلمة قرآن يكون المجموع هو 2660 أي (19×140).
وهذا كلّه خطأ، وكل ما بني عليه يكون خطأً أيضاً؛ فلفظة القرآن، بضم النون وفتحها وكسرها، وردت في القرآن الكريم 58 مرة. وعند حذف الآية 15 من سورة يونس: “قال الذين لا يرجون لقاءَنا ائت بقرآنٍ غير هذا أو بدّله”، على اعتبار أنّهم يطلبون قرآناً غير هذا القرآن المنزّل، يصبح المجموع 57 كلمة. وإذا أحصينا كلمة قرآن منوّنة بتنوين الفتح، مثل: “إنّا أنزلناهُ قرآناً عربياً”، نكتشف أنّ كلامه غير صحيح أيضاً؛ فلماذا فرّق بين كلمة قرآن بضم النون وفتحها وكسرها، وبين كلمة قرآناً بتنوين الفتح؟! وقد نسعفه بجواب فنقول: وردت كلمة قرءان وفق هذا الرسم 57 مرة، وذلك بعد حذف الكلمة التي وردت في الآية 15 من سورة يونس، كما أشرنا.
أمّا قوله إنّ ال 57 كلمة قرآن قد وردت في 38 سورة، فهذا غير صحيح؛ فلو رجعنا إلى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، لوجدنا أنّ عدد السّور التي وردت فيها ال 57 كلمة قرآن هو 34 وليس 38 كما زعم.
أمّا قولهُ إنّ مجموع أرقام الآيات التي وردت فيها كلمة القرآن هو2660 فغير صحيح أيضاً؛ لأنّ المجموع هو 2847. فكيف بنا لو أحصينا البسملات في عدد آيات السور، كما فعل عند إحصاء مجموع آيات القرآن الكريم؟!
- يقول إنّ كلمة واحد، عندما تكون صفةً لله تعالى، تكررت في القرآن 19 مرة. وهذا غير صحيح، لأنّ كلمة واحد، بتنوين الضم والكسر، وردت 19 مرة، ووردت كلمة واحداً، بتنوين الفتح، ثلاث مرات. وعليه يكون المجموع 22 تكراراً. ويمكنه أن يقول إنّ كلمة واحد، والتي جُمّلها 19، تكررت صفة لله تعالى 19 مرّة.
- يقول رشاد:”عند جمع أرقام السّور، وإضافة أرقام الآيات التي ذُكرت فيها كلمة رشد و خليفة نجد أنّ المجموع = 1463 أي 19× 77 “. وهذا غير صحيح. وإليك التفصيل: يقول رشاد:”مجموع أرقام السُّور والآيات المذكور فيها رشد هو (19×72)+1= 1369”. وهذا صحيح، مع ملاحظة أنّ هذا العدد يزيد عن مضاعفات العدد 19، هذا إن لم نجمع أرقام السُّور المكررة، وإلاّ فإنّ المجموع عندها يزيد بمقدار 334.
ويقول:”مجموع أرقام السُّور والآيات التي وردت فيها كلمة خليفة هو: (19×5)-1=94″. وهذا أيضاً غير صحيحح؛ حيث أنّ كلمة خليفة وردت في القرآن الكريم مرتين فقط: في الآية 30 من السورة رقم 2، وفي الآية 26 من السُّورة رقم 38، وعليه يكون المجموع: (30+2+26+38) =96 وليس 94 كما يقول رشاد خليفة. ويقودنا هذا إلى سؤال متكرر: هل الخطأ عند رشاد يأتي سهواً، أم ماذا؟! فإن قال: بل رجعتُ إلى المصاحف التي تعتبر البسملة آية، نقول: عندها يصبح العدد 98. وإن قال: بل أخطأتُ في جمع الأرقام، نقول: فأيّ رسولٍ أنت، وأي دليل جئتَ به لتثبت رسالتك؟!.
- يقول رشاد في رسالته للرؤساء والملوك:”إنّ أهم ما أمر به القرآن هو: أعبد الله وحده. وهذا ورد في: (7: 70، 39: 45، 40: 12 و 84، 60: 4) ومجموع أرقام هذه السّور والآيات هو 361 أي 19×19. انظر المعجم المفهرس، تحت وحده صفحة 745″. نظرنا في صفحة 745، كما طلب رشاد، فوجدناه قد أسقط ذكر الآية 46 من سورة الإسراء،التي ترتيبها في المصحف هو 17، أي أنه أسقط مجموع: 46+17. واللافت للنظر أنّه أسقط آية يستشهد بمعناها على رسالته في مواضع أخرى، والآية هي:” وجعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهُوهُ وفي آذانهم وقْراً، وإذا ذكرتَ ربّك في القرآنِ وحدهُ ولّوا على أدبارهم نُفوراً”. وقد يكون قصد أن يُحصي كلمة وحده عندما تعود إلى لفظ الجلالة الله، فالإحصاء عندها يكون صحيحاً، ولكن لا علاقة لذلك، كما ترى، بادّعائه الرسالة.
- في مطبوع أرسله رشاد إلى صديق لنا بناءً على طلبه، حاول مرّة أخرى أن يُثبت أن اسم رشاد خليفة ورد في القرآن الكريم، فبحث في الجذر خلف، فلمّا لم يجد ضالّتهُ نظر في معاني مشتقات الجذر خلف وتخيّر على هواه منها 19 كلمة، ثم زعم أنّ كلمة خليفة وردت في القرآن 19 مرة، وتعمّد أن يترك بعض الكلمات. ولا يبعد أن يكون قد أوّل ما تركه لتسلم له دعواه.
معلوم أنّ كلمة خليفة لها معنى لغوي، وآخر اصطلاحي، فإذا أحصى رشاد الكلمات التي وردت في المعنى اللغوي فلن يصل إلى مبتغاه، وكذلك إذا أحصى الكلمات التي وردت في المعنى الاصطلاحيّ، أو فيهما معاً. وإليك بعض الأمثلة للكلمات التي تركها فلم يحصها، على الرُّغم من أنّه قد أحصى مثيلاتها:
“… قال بئسما خلفتموني من بعدي..” الأعراف: 150.
“…وقال موسى لأخيه هارون أخلفني في قومي وأصلح..” الأعراف: 142
“ولو شئنا لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يَخلُفون” الزخرف: 60
“فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية..” يونس: 92
“…ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خَلفِهم..” آل عمران: 170
وغير ذلك كثير من الكلمات التي لم يُحصِها ليصل إلى القول بأنّ كلمة خليفة قد تكررت في القرآن الكريم 19 مرّة. ومن (بهلوانيّاته) الكثيرة، في محاولاته لإثبات رسالته، نكتفي أخيراً بهذا المثال:
قال رشاد: “وردت رشاد في السورة 40 في الآية 29، وفي السورة 40 الآية 38. وأنّ خليفة وردت في السورة 2 الآية 30، وفي السورة 38 الآية 26″. ولمّا وجد أنّ هذه الأرقام لا تقسم على العدد 19 قام بحذف الآية 30 من السورة 2، وذلك حتى يصبح المجموع من مضاعفات العدد 19: (40+29+38+26) = 133 = 19×7. والآية التي لم يُحصِ فيها كلمة خليفة هي:” وإذ قالَ رَبّك للملائكةِ إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفة…” والعجيبُ أنّ مسوّغ عدم إحصائها عنده أنّه يزعم أنّ كلمة خليفة في الآية يقصد بها الشيطان. ومن الغريب أنّه كان قد أحصاها عندما أراد أن يُثبت أنّ كلمة خليفة وردت في القرآن الكريم 19 مرة. فأي رسولٍ هو هذا؟!
3- نهاية العالم
بقلم: بسام جرار
في كتابه (معجزة القرآن الكريم) المطبوع عام 1983م، وبعد كلامه عن الحقيقة التاسعة والأربعين، يتحدث رشاد خليفة عن (نهاية العالم)[1]. وقد توصّل بعد سلسلة من التلفيقات إلى القول بأنّ نهاية العالم ستكون عام (1710 هـ). ونحن هنا لا نهدف إلى بسط أقواله والرد عليها، بل نهدف إلى إزالة بعض الشبهات التي يمكن أن يطرحها الكتاب في أذهان البعض. جاء في البخاري ومسلم عن الرسول، صلى الله عليه وسلّم، أنّ سورة الفاتحة هي السبع المثاني المذكورة في قوله تعالى:” ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآنَ العظيم”، وذلك لأنها تُثنّى فتُقرأ في كل ركعة. أما رشاد خليفة فيرى أنّ الأحرف النّورانيّة ال (14) هي السبع المثاني، على اعتبار أنّ العدد (14) هو (7×2). ولا ندري على أي وجه في اللغة العربية يمكن فهم هذا التفسير؛ فالأحرف النورانية هي (14) حرفاً، وليست سبعاً تُكرر وتُثنّى، وهي أحرف مختلفة، فأيّ سبعةٍ منها تُثنّى؟!. إنْ كان في كلام رشاد خليفة شيء يستحق النظر فهو ما ينقله عن تفسير البيضاوي في مقدمة سورة البقرة: “… كما قال أبو العالية متمسكاً بما روي أنّه، عليه الصلاة والسلام، لمّا أتاهُ اليهود تلا عليهم الم البقرة، فحسبوه[2] وقالوا: كيف ندخل في دين مدّته إحدى وسبعون سنة، فتبسّم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فهل غيره؟ فقال: المص، و الر، و المر. فقالوا خلطت علينا فلا ندري بأيها نأخذ. فإنّ تلاوته إيّاها بهذا الترتيب عليهم، وتقريرهم على استنباطهم، دليل على ذلك”[3]. كان يجدر بالكاتب[4] قبل أن يبني على هذا الحديث، أن يُخرِّجه ليعلم صحته من ضعفه، وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بقضيةٍ مهمة من قضايا العقيدة. والمحققين من العلماء صرّحوا بضعف الحديث. يرى الكاتب أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، أقرّهم على هذا الفهم. ويظهر ذلك أيضاً في عبارة البيضاوي:”… فإن تلاوته إياها بهذا الترتيب عليهم وتقريرهم على استنباطهم[5] دليل على ذلك”[6]. والذي يبدو لنا أنّ الإقرار هو احتمال من احتمالات تبسُّمه، صلى الله عليه وسلم؛ فقد يكون تبسُّمه، صلى الله عليه وسلم، مستغرباً طريقتهم في فهم الأمور، وفي استنباط الأحكام. دعنا نفترض أنّه إقرار، فهل أقرّهم، عليه السلام، على استنباطهم أنّ مدة الدين الإسلامي هو 71 سنة؟! ودعنا نفترض أنّهم لم يسألوا عن غيرها – أي عن غير الم – فهل كُنّا سنخرج بنتيجة أنّ المدّة هي 71 سنة ؟! فلو كان الرسول، صلى الله عليه وسلم، تبسّم ثم قال لهم: إنّ هناك غيرها: المص، المر، الر، لكان هذا أقرب إلى أنّه إقرار. ولكنه، صلى الله عليه وسلم، تبسّم ساكتاً، فقالوا: فهل غيره؟ فقال: المص، والر، والمر. دعنا نُسَلّم بأنه إقرار، فما معنى قولهم: “خلطت علينا، فلا ندري بأيها نأخذ “؛ فهم يرون أنّ عُمْر الرسالة يؤخذ من فاتحة واحدة، فمن أين لنا إذن أنّ المدة تؤخذ من مجموعها؟! وكيف لنا أن نعرف أنّ نهاية عُمْر الدين الإسلامي تُعرَف من مجموع قيمة ال (14) حرفاً وفق حساب الجُمّل؟! ثم إنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال لهم: المص والمر والر. ثم ما الذي يمنع أن يكون ذلك هو قِيَم مجموع الأحرف، أي: أ، ل، م، ر، ص، …الخ، وذلك حيث وردت في كل سور الفواتح ال 29، أو حتى في القرآن كلّه. فأي معرفة هذه هي التي يمكن أن نصل إليها مع كلّ هذه الاحتمالات؟!
4- حوار صحيفة البشير مع رشاد خليفة
البشير: بطاقتك الشخصيّة، الاسم الكامل، عدد الأولاد، عدد الزوجات؟
رشاد : هذه أمور شخصيّة.
البشير: المؤهلات العلميّة؟
رشاد : أحمل شهادة الدكتوراة في الكيمياء.
البشير: معمّر القذافي، هل لكم فيه علاقة أو ساعدكم ماديّاً؟
رشاد : لم يساعدنا بمليم، بالعكس هو وضعني في السجن.
البشير: لماذا؟
رشاد : يعتقد أنني أشكّل خطراً على حكمه.
البشير: هل كنت في ليبيا؟
رشاد : لا، هم خطفوني من هنا إلى ليبيا، وأمر بإعدامي ثم رجعت بمعجزة.
البشير: تقول إن اسمك واسم أبيك ذُكرا في القرآن؟
رشاد : هذا صحيح. لو عندك المعجم المفهرس النسخة الأصلية ص 320 تجد
كلمة “رَشَدَ”.
البشير: يعني أنك تدعي أنك رسول الله؟
رشاد : أنا لا أدّعي ذلك، أنا عندي ألف برهان على أني رسول الله.
البشير: ماذا يعني ذلك؟
رشاد : ربي ذكر في القرآن أنّ الرسول الذي يأتي بعد كل الأنبياء اسمه رشاد خليفة.
البشير: إذا وجدت اسمي في القرآن بطريقتك الحسابية هل يعني أني رسول؟
رشاد : والله إذا وجدت الدليل الكافي أهلاً وسهلاً.
البشير: هل يأتيك الوحي؟
رشاد : نعم عن طريق جبريل.
البشير: كيف يأتيك جبريل؟ وهل يكلمك بأن الله قال كذا؟
رشاد : يأتيني وأنا في منتهى الوعي ويقول لي إنّ الله قال كذا.
البشير: ماذا قال لك جبريل آخر مرة؟
رشاد : الأسبوع الماضي قال لي إنّ الصالحين لا يموتون.
البشير: نحن نعرف أنّ الصالحين لا يموتون؟
رشاد : وريني في أيّ كتاب، وأنا قرأتهم كلهم يقول إنّ الصالحين موجودين في الجنة.
البشير: إذا بعثت لك من أقوال العلماء من قال بذلك ماذا يعني ذلك؟
رشاد : أني أخطأت.
البشير: لكن هذه من الوحي؟
رشاد : جبريل أخطأ.
البشير: هل تؤمن بالتوراة والإنجيل الموجودة؟
رشاد : نعم، لأنّي عارف مواقع التحريف. وأومن بالغالبية العظمى منهم.
البشير: والذي قبلها؟
رشاد : قال لي من يموت قبل الأربعين سنة يدخل الجنة مهما عمل. طبعاً هذه رسالة ضخمة،
سنلقي عليك قولاً ثقيلاً.
البشير: الأملاك التي عندك، كالمسجد والأرض أُعطيت لك من جمعية يهودية. ما رأيك؟
رشاد : ولماذا اليهود يهمهم أن يثبت أنّ القرآن من الله؟
البشير: عندنا ملفات وأوراق رسمية تثبت هذا.
رشاد : أهلاً وسهلاً.
البشير: سمعنا عندك عمارات. من أين لك هذا؟
رشاد : أنت زعلان ليه؟ أنا مليونير، والملايين عندي لا تعني شيئاً.
البشير: رأيك في المجتمع الأمريكي؟
رشاد : أقرب إلى الله من السعوديين والمصريين والعراقيين، لأنّ عندهم الحريّة، والفتنة أشدّ
من القتل. أنا إذا ذهبت إلى السعودية فسيقتلوني.
البشير: من قال لك ذلك؟
رشاد : عبد الله بن قعود كلمني شخصيّاً وأهدر دمي، هذه تكفي. إنّ بني إسرائيل
قتلوا الأنبياء، والسعوديّة تُهدر دم رسول الله.
البشير: تقول إنّ معجزتك أكبر من معجزات جميع الأنبياء والمرسلين؟
رشاد : نعم، لأنّ ربي قال عنها إنّها لإحدى الكُبَر.
البشير: تقول إنّ مصر ستموت عام 1990، هل الوحي أخبركَ بذلك؟
رشاد : نعم جبريل قال لي ذلك، أصلوا ستأتيكم خبطة.
البشير: أنا قرأت اعترافاتك عند البوليس وحوكِمت مرتين، وأنت اعترفت بجزء من
الاغتصاب، والبنت عمرها 17 سنة؟
رشاد : ما حصلت محكمة وكلها كذب.
البشير: من المعروف أنّ الرُّسل هم يذهبون إلى الناس ويدعوهم وأنت تطلب من
الناس أن يأتوك؟
رشاد : أنا أزور الناس والآن أزورك في هذه اللحظة وأبلّغك الرسالة.
البشير: أنا أقول إنك على ضلال ومرتد؟ ولو يوجد خليفة يجب أن يقام عليك حد الردّة؟
رشاد : هذا شيء يعود لك، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وسنلتقي يوم القيامة.
البشير: لدي شعور قوي من خلال كلامي الكثير معك بأنك نفسك لست مقتنع بهذا الكلام؟
رشاد : يضحك … من حقك أن تشعر هذا الشعور …
البشير: أنا أعتقد أنك مرتد وكافر؟
رشاد : أنت عربي مش كده؟
البشير: نعم.
رشاد : أنت ممنوع من الإيمان، لأنّ باب التوبة قفل عليك.
البشير: أنت من العرب؟
رشاد : أنا مش من العرب، الحمد لله.
البشير: أيش أنت؟
رشاد : أنا مصري والمصريين ليسوا عرب، فالعرب معروفين أشدّ كفراً ونفاقا.
البشير: ماذا عن الذي يؤمن بك من العرب؟
رشاد : ما فيش ولا واحد يستطيع أن يؤمن، لأنّهم ممنوعين من الإيمان، وأنت ممنوع من الإيمان، وأنا غير مندهش طبعاً.
البشير: ما عندك أتباع من العرب؟
رشاد : ليس عندي ولا عربي، وما أقبل أي عربي، إلا إذا كان به دم غير عربي،
مثلاً أبوه إيطالي والعكس. وعندي من جميع الجنسيّات ما عدا العرب.
البشير: لأنّهم يفهمون القرآن والسنّة فما تستطيع أن تضحك عليهم، على عكس
الأعاجم؟
رشاد : سيكونوا كلهم معك يوم القيامة في جهنّم، معروفة يعني يا أخ … أنا أتحداك
أن تقول أشهد أن لا إله إلا الله.
البشير: أشهد أن لا إله إلا الله؟
رشاد : يبقى أنت مش عربي.
البشير: متى تقوم الساعة؟
رشاد : نعم هذه أيضاً جبريل جاء بها، وستكون سنة 2280م، وهي من مضاعفات
الرقم 19، وسوف نتقابل يوم القيامة.
البشير: إن شاء الله لن نتقابل، لأنك مرتد ومصيرك إلى النار؟
رشاد : سأقابلك وسأكون شاهد عليك، ويمكن أن أزورك في جهنم كمان.
البشير: نريد أن ندعوك إلى شيكاغو؟
رشاد : الأحد الثاني من شهر July 1990.