صدق الله : ( ثم ردّوا الى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين )
هل يعتبر من بقي بمن سبق ؟؟
هل يتذكر من يطغى اليوم بمن طغى بالأمس؟؟
هل يتّعظ من تأخّر بمن تقدّم ؟؟
يموت بن علي اليوم ، ويلقى ربّا لا يظلم مثقال ذرة !!
لا شماتة بالموت ! فهو كأس سنشرب منه جميعا ، ( كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ) .
ولكن لا بد من الاتعاظ، فكفى بالموت واعظا ، فمهما مُكّن للعبد في هذه الدنيا ، وأوتي من جاه وسلطان، ومال وقوة وبنيان ، فهو ملاق يوما الواحد الديان !!
ويا ليت العبد يلقى ربه كِفافا لا له ولا عليه ، ولكن أن يلقاه بيدين ملطختين بدماء قد سفكها ، و أعراض قد هتكها، وأموال قد نهبها ، وحدود قد عطلها ، و شريعة قد حاربها، !! تذكروا كم ضيق على المتدينين والمصلين، تذكروا كم انتزع من حجاب قهرا وقسرا ، تذكروا من عُذّبوا حتى الشلل، و نُكّل بهم حتى الموت ، تذكروا المداهمات والاعتقالات، بلا ذنب ولا جريرة ، غير عبادة الله عز وجل ، أو من أجل رأي أو تعبير !!
مات بن علي الذي كان رمزا للفرعونية المعاصرة المتجددة، و هلك الذي ظن أن لن يقدر عليه أحد !!
ها هو الان ينتقل من ضياء المهود إلى ظلمة اللحود ، ومن سعة القصور الى ظلمة القبور ، ومن التنعم بالطعام والشراب الى التمرّغ في الوحل والتراب !!
مات بن علي، وترك خلفه تركة ثقيلة ، تلك هي أوضاع البلاد اليوم، التي كان سببا فيها دون شك !!
مات بن علي وترك خلفه في تونس، من عمل تحت لوائه، و ساعده وعاونه على الإثم والعدوان !!
مات بن علي، و خلّف ثكالى وايتاما طالما حنّوا في ما بعد الثورة إلى أيامه ونظامه ، قد تنهّدوا طويلا تنهد الحسرة والمرارة، بل بقوا يبكون على ما يسمونه ( الزمن الجميل ) !!
مات بن علي ، فانقطع منهم الأمل، وضاقت منهم السبل، و ضعفت عندهم الحيَل !!
ولكننا سندعوا الله تبارك وتعالى أن يلحقهم بك حيثما كنت ،وأن يجمعك بهم ويجمعهم بك ، لتكتمل فرحتهم وتتحقق أمنيتهم ، كما نسأل الله العلي الأعلى أن يرحم شهاداءنا، و أن يعيذنا من سوء المنقلب ، وأن ينتقم ممن ظلمنا وبغى علينا ، إنه عزيز ذو انتقام .
