ضربة أرامكو… وتصحيح المسار

لم يكد الأمريكان من الإنتهاء من إحياء ذكرى 11 / سبتمبر ، حتى جاءت ضربة 14/ سبتمبر لأهم شريان للنفط في العالم ، التي أدّت إلى إخراج نصف إنتاج المملكة العربية السعودية من السوق العالمية ، أي ما يزيد على خمسة ملايين برميل يومياً .
أصابع الإتهام تشير إلى إيران وتحميلها مسؤولية الهجوم على حقلي ( أبقيق ، خريص) ، الذي تم بصواريخ كروز والطائرات المسيّرة ، على الرغم من تبنّي الحوثيين للهجوم ، إلّا أن التقارير الإستخباراتية الأمريكية أكّدت بأنّ الصواريخ والطائرات ( الدرون) قد انطلقت من جنوب إيران ، وهذا ما صرّح به وزير الخارجية الأمريكية “بومبيو” أكثر من مرّة.
وحتى لو لم تكن إيران هي من قام بذلك، فالتهمة لا تخرج خارج دائرة أذرعها المنتشرة في المنطقة العربية، وهنا لبّ المشكلة ، التي تعكس حجم التحدّيات وحقيقة الصراع العربي ـ الإيراني ، الذي لم يعد خافياً على أحد ، وبات خطر التمدّد الإيراني يطال الجميع ،فيما دول الخليج العربي منشغلة بصراعات بينية ، متجاهلة المخاطر الحقيقية التي تحيق بهم من الجارة اللدودة إيران ، التي هددت بمنع تصدير النفط من الخليج إذا حُرمت هي من ذلك ، وهاهي قد وفت بوعيدها .
فهل تصحو المملكة العربية السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي ، وتعيد حساباتها في طريقة مجابهة المشروع الإيراني ؟ وإستجابة للمطالبات الكثيرة التي ملأت صفحات التواصل الإجتماعي من شخصيّات عامّة على المستوى العربي ؟… ففي الأيام الماضية وبعد هجوم 14/سبتمبر مباشرة خرجت تغريدات عديدة تطالب بالردّ على إيران .. ولكن أين ؟ ..
الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني غرّد على تويتر :” دعم الثورة السورية هو الحل .. لو كان هناك عقول عربية تفهم .. إنجاح الثورة السورية سيقلب الطاولة ويجعل المتنمّرون ينكسرون والضعفاء يقوون .. نجاح الثورة السورية كفيل بتحرير العراق ولبنان واليمن وفلسطين “.
كما غرّد الكاتب حسن قبلاوي: “إلى حكام الخليج كلهم.. إيران لا تهزم إلّا من سورية .. ولا تكسر إلّا من سورية .. ولا تعود إلى سراديبها إلّا من سوري، ولا تنتهي الطائفية إلّا من سورية “.
فيما ذهب الدكتور نصير العمري إلى شكر إيران على هذه الخطيئة فغرّد :” نشكر إيران أنها ارتكبت أكبر خطأ في قصفها أرامكو … سنوات ونحن ندعو السعودية والعرب لتوسيع القصف ليشمل القوات الإيرانية في سورية وقطع المساعدات عن لبنان “.
كما ذكر الناشط الإعلامي هادي العبد الله على مدونته 🙁 نائب كويتي يطالب بدعم الثورة السورية بشكل فوري ) .
بينما تمنى المعارض السوري مأمون سويد أن تكون الضربة الصاروخية لأرامكو فرصة لتصحيح المسار فغرّد على تويتر:” أتمنى من الله أن يفيق النظام السعودي من غفوته ويدرك أن كسر قرن الشيطان الإيراني يبدأ بدعم الثورة السورية واسقاط نظام الأسد الإيراني … رحم الله الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي “.
بعد مرور ثماني سنوات ونيف على الثورة السورية ، لا تزال الأصوات الواعية والشريفة تشير إلى محورية الثورة السورية في المنطقة ، وضرورة دعمها بكل الوسائل لإسقاط المشروع الإيراني المتناغم مع المشروع الصهيوني ، الذي يستهدف الأمة العربية والإسلامية لتمزيقها ونهب ثرواتها ، وأن انتصار الشعب السوري هو الضمانة لإنحسار التمدد الإيراني وهزيمة كل المشاريع التقسيمية والطائفية في المنطقة .